جسدت لوحات المعرض الفني ‘خلجات ‘ الذي نظم اليوم في خان يونس، الإنسان الفلسطيني بأبعاده الفكرية والاجتماعية والخيالية، وبرؤية تشكيلية تجاوزت الواقع المعاش برشاقة لونية تنوعت بين الصاخبة والاسود والابيض، متجاوزة التجمد امام السطح الخارجي للأشياء.
وغاصت 41 لوحة فنية في ذات الوقت، في النفس بكل مكنوناتها، مشكلة ذلك الانسان بألوانه الحالمة وواقعه القاتم. وهو ما جسدته وخطته ريشتا الفنانتين التشكيليتين نجلاء ابو نحلة وصفاء انور في معرضهما الذى احتضنته اروقة المركز الثقافي احد مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر في خان يونس.
واختارت كل فنانة التعبير عن خلجاتها بطريقتها الفنية الخاصة، فالتشكيلية ابو نحلة جسدت فكرتها بلوحات قاتمة وحالمة متنوعة الاحجام والاشكال وظفت في بعضها الزخرفات الخشبية المعشقة بالتطريز التراثي بألوان صاخبة مفعمة بالجرأة والحركات، فيما اختارت التشكيلية صفاء انور رسم مجموعة من البورتريهات المختلفة لوجه الانسان في انفعالاته المختلفة بالأسود والابيض حملت روح الطفل الباحث عن الاشياء.
وتقول الفنانة ابو نحلة، ‘خلجات هو رسالة اردت من خلاله ايصالها بشكل فنى تأكيدًا على دور الانسان بصفة عامة والمرأة محور الكثير من لوحاتي بصفة خاصة، في بناء المجتمع وتحرره ورفضا للتهميش التي يتعرض له’.
وبرعت ابو نحلة في تجسيد الانثى الفلسطينية والتي استخدمتها احيانا لترمز لفلسطين والقضية والهوية وربطها الماضي بالحاضر بشياكة فنية وظفت خلالها الخشب المعشق بالمطرزات التراثية وألوان الاكريلك، فأخذت طابعا انسانيا ووجدانيا عبثيا صاخبا في بعض لوحاتها وهادئة حالمة في اخرى لتشكل التناقض بين الواقع والحلم.
اما الفنانة صفاء انور فقالت: لوحاتى عبارة عن بورتريهات لوجوه انسانية بكافة انفعالاتها، مشيرة الى ان الاشخاص وطرق تفاعلاتهم في البيئات المختلفة من اكثر المواضيع التى تجذب انتباها لتشكل من خيوط تعابيرها ومزجها بالخيال والتجريد الحياة بتناقضاتها بأحزانها وافراحها، متمنية ان يكون المعرض صرخة تعيد للإنسان كرامته وحريته ودوره الطبيعي في الحياة.
وبدوره قال حسام شحادة مدير المركز الثقافي: الفنانتان استطاعتا ان تحملنا بتشكيلاتهما اللونية المنوعة للغوص في خلجات الانسان بإبداع وتميز وقوة في طرح المواضيع تنوعت بين الصخب والرقة اللونية، لتعبر عن تناقضات النفس البشرية والواقع المرير والحلم بغد افضل.
