الرئيسيةمختاراتمقالاتهل ستبيعــون القــــدس غـــداً ؟! كتب أ . سامي ابو طير

هل ستبيعــون القــــدس غـــداً ؟! كتب أ . سامي ابو طير

القاصي و الداني في مشارق الأرض و مغاربها يعلم بأن الفلسطيني العظيم وبعدما تعرض للتهجير القسري من أرضه بسبب أحداث النكبة الكبرى ، فقد ضحى بالغالي و النفيس من أجل تحرير أرضه من دنس اليهود الأنجاس ، كما لم يساوم و ظل صامدا متمسكا بحقه الشرعي في الوجود على أرض وطنه الغالي فلسطين .

حِفاضاً و حِرصاً على الأرض الطاهرة فإن الفلسطيني العظيم قد أكل من خشاش الأرض و حبّات الرمل ، كما أنه تحدى الصِعاب و صبر على الجوع و العطش من أجل الحفاظ على أرض الآباء و الأجداد ، بالإضافة إلى أنه في حِلة و ترحاله بقى متمسكاً وحاملاً بيده الوطنية مفتاح بيته العتيق ، و ظل يحتفظ “بقواشين” ملكية أرضه المباركة في قلبه و صدرة ولم يتنازل عنها ، ثم أورثها لأبنائه و أحفاده من بعده بعد أن كان يوصيهم بالأرض ،لأن الأرض هي العرض و الشرف و الكرامة ، وفوق ذلك فهي فلسطين !

ذلك شأن الفلسطيني العظيم الذي يعلم القيمة الحقيقية لمعنى الأرض الحبيبة ، ولذلك قدم جُل ما يملك من الغالي و النفيس فداءً للأرض الطيبة كي يأتي أحفاده يوما من بعده ليغرسوها ببذور الكرامة و الشموخ ، و ليرووها بدمائهم الطاهرة لتنتج للعالم ثمار الحرية التي ستزهر لأحرار الدُنى دولة فلسطين الحبيبة .

إن العالم يعلم بأن الفلسطيني العزيز وبعد النكبة الكبرى لضياع فلسطين و تهجير شعبها من أرضه بفعل قطعان الصهاينة لم و لن يتخلى عن أرضه يوما أو لحظة واحدة ، وقاتل و ناضل و ضحى بكل ما يملك من أجل عودة الكرامة و الحرية لأرض فلسطين الحبيبة ، لقد تمسك بأرضه ليحقق الانتصار على الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وصولا لإنهاء الاحتلال و إقامة دولة فلسطين المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .

كما يعلم الجميع أن الفلسطيني العظيم وبعدما تم تهجيره قسرياً من أرضه بفعل الجرائم الوحشية للاحتلال الاسرائيلي الغاشم ، فقد تحمّل شتى أنواع قسوة الحياة من أجل الحفاظ على أرضه و التمسك بها إلى أبعد الحدود ، ولو كان بنيته أن يبيع الأرض في ذلك الزمن ليحيا حياة الرغد و الرفاهية لما عاش تلك الحياة القاسية ، ولكن لأن الفلسطيني العظيم من سلالة العظماء فقد صبر و تحمّل و تجرع المرّ حِفاظا على الأرض المباركة.

شيء غريب و عجيب ما يحدث بالأمس واليوم و تتناقله الأخبار من جدلِ و لغطِ وتجاذبات أغرب من الخيال ، تلك التجاذبات تتمحور حول قرار توزيع و بيع الأرض الحكومية في غزة للخلاص من الأزمة المالية التي يمر بها موظفي حركة حماس ، علماً بأن القرار تم بمعزل كامل عن حكومة التوافق الوطني و الفصائل الفلسطينية.

الأغرب هو التفريط في أرض الوقف الحكومية التابعة لدولة فلسطين و أجيالها القادمة ،و التي تعتبر مِلكاً عاما للشعب الفلسطيني بأكمله ،ولا يوجد قانون أو دستور يُشرعن ذلك الإجراء بالمُطلق .

المُتعارف عليه أن تلك الأرض وقفية حكومية تُستخدم من أجل إقامة المرافق العامة التي يستفيد منها عامة الشعب مثل المدارس و المستشفيات و الجامعات و النوادي و غيرها لتوفير حياة كريمة للمواطن ، كما أن تلك الأرض تُستخدم لإقامة كل ما هو ضروري و يتناسب مع الزيادة السكانية و عمليات التطور التي ترافق مواكبة التطور المجتمعي و الحياتي للشعب الفلسطيني ، ولذلك فهي ملكا عاما للأجيال القادمة من أبناء فلسطين .

إن واجب الدولة أو من يتحكم في مصير الشعب أن يوفر لهم جميع مستلزماتهم و يعمل على توفير حياة كريمة لهم ، وذلك طالما أنه يحكمهم وفقا لـ ” كلكم راعٍ و كل مسئول عن رعيته ” ، وهنا هل الحياة الكريمة هي تقسيم الأرض و توزيعها على فئة بعينها دون الشعب بأكمله ؟!

التاريخ يذكر للسلطة الوطنية الفلسطينية بعد العودة للوطن بأنها اشترت ثم اشترت أرضا في غزة لإقامة مطار غزة الدولي ، بالإضافة إلى أنها بنّت و شيّدت الوزارات والمرافق الهامة التي تقدم خدمات حيوية لأبناء فلسطين في ربوع الوطن و غزة تحديدا ، ناهيك عن أن الرئيس الشهيد الخالد ياسر عرفات رحمه الله كان يجوب عواصم العالم من أجل توفير الراتب و الطعام لأبناء فلسطين ، و على نفس المنوال يسير خليفته الرئيس محمود عباس “ابو مازن ” ، وكل ذلك لتوفير حياة كريمة لأبناء فلسطين عامة .

ما الذي اختلف اليوم عن الأمس ؟ الانقسام الأسود هو النكبة التي جعلتنا نشعر كل يوم بالاختلاف ، ولولا الانقسام ما حدث ما سيحدث اليوم أو غدا أو …

الأعجب و الأغرب هو اللجوء إلى بيع أو تقسيم الأرض كلما واجهتنا أزمة مالية ،و هكذا ستُصبح تلك العادة سُنّة مؤكدة لدى كل فصيل يتحكم بمقاليد الحكم بالقوة دون إرادة الشعب ، وسيلجأ لتطبيق تلك السُنّة عند العجز عن مواجهة الأزمات المالية.

وهكذا بعد مرور فترة وجيزة من الزمن سنجد أنفسنا بلا مقومات دولة نهائيا لأن أرض الدولة المستقبلية التي سيتم البناء عليها مشاريع دولة المستقبل ستصبح في خبر كان بعدما تم ُبيعها في سوق النخاسة ، أو سنصحو ذات مرة و نجد أنفسنا نعيش في عالم البحار بدلا من اليابسة أو سنهاجر إلى كوكب المريخ !!

إذا جاء كل فصيل و اقتطع جزءا خاصا له من أرض الوطن ثم باعه كيفما يُريد وفقا لحاجته الخاصة ، فإن المؤكد بأنه خلال سنوات معدودة سيأتي يوما لا محالة و لن تجدوا فيه مترا واحدا لتقف عليه الأقدام ، فما بالك بإقامة مُنشأ حيوي يوفر خدمة ضرورية للشعب المغلوب على أمره ؟!

لأجل ذلك فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس و لا نامت أعين الجبناء ، من ذلك المُنطلق يجب أن تعلو كلمة الحق الوطني للدفاع عن فلسطين و حقوقها التاريخية على أرضها الحبيبة .

إن تلك الأرض تُعتبر مِلكاً لدولة لفلسطين فقط ، لأنها أرض حكومة أو أرض وقفية يُمنع الاقتراب منها بمعزل عن الدولة ، وتلك الأرض لم يجرؤ الخلفاء الراشدين على الاقتراب منها نهائيا ، بالرغم من أنهم عانوا من المجاعة القاتلة و مع ذلك لم يفكروا لحظة واحدة ليتركوا الأرض أو يبيعوها مقابل الغداء (الراتب) .

ولقد تجلّى ذلك الحدّث في زمن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حيث مرّ المسلمين في عهده بعامِ “الرمادة” الذي عانوا فيه من القحط التام ، ومع ذلك لم يتنازل عن شبرا واحدا من أرض المسلمين ليبيعه مقابل الحصول على الغداء في ذلك الوقت !

المؤكد قانونيا بأن ذلك الإجراء ليس من حق أي انسان أو فصيل ما أن يتصرف بالأرض على هواه ، كما أن تلك الأرض هي مِلكاً للشعب الفلسطيني بأكمله و ليست ملكا لفئة معينة دون عامته ، كما أنها ليست ملكاً لمن يملك القوة و النفوذ ومن ثم يتصرف بها أنى شاء أو حسبما يشاء ، وأخيرا يكون مصيرها النهائي هو التقسيم و البيع لتحقيق مصالح خاصة تتعارض مع مصالح فلسطين العليا بالتمام و الكمال .

لو افترضنا جدلاً بأن من يملك القوة و النفوذ يحق له ما لا يحق لشعبه ، عندئذِ ماذا سنختلف عن قطعان الاحتلال الذين يُصادرون أرضنا بحكم القوة الباطلة ؟!

لذلك فإن المؤكد هو أن الأرض الغالية التي حافظ عليها أجدادنا العظماء و ضحوا من أجلها بالغالي و النفيس و تحملوا أقسى أنواع الذل و التنكيل من أجل التمسك بها حتى الرمق الخير من حياتهم تُعتبر أرضاً وطنية غير قابلة للمساومة و التقسيم أو البيع أو … من طرف أي جهة كانت و تحت أي مبرر كان .

إذا كانت الأرض هي الحل السحري و الثمن الأسهل لخروج أي فصيل كان من أزمته المالية ، فإن ذلك سيكون بمثابة الطامة الكبرى على فلسطين و أبنائها ، لأن كل فصيل أو حركة ما عندما يواجه تلك الأزمة فإنه سيلجأ إلى تقسيم و بيع الأرض الوقفية كحل سحري للخروج الوقتي من أزمته المالية ، وهكذا بعد سنوات معدودة ستنتهي الأرض من الوجود ، ناهيك عن أنه ربما تدخل جهات مُعادية من خلف الستّار لشراء الأرض بأسماء مُستعارة ثم نصحو بعد زمنٍ على استعمار حديث عصري من نوع آخر .

الشيء بالشيء يُذكر ، إذا كان التقسيم ثم البيع هو النهاية الحتمية بعد تحرير الأرض ، فلماذا حافظ عليها ذاك الفلسطيني العظيم ؟ بالرغم أن كل الدُنى تعلم الكم الكبير من القسوة و الصعوبة البالغة التي واجهته و هو طريدا في أصقاع الأرض بعيدا عن وطنه .

ألم يكن أمام ذلك العظيم و بإرادته الكاملة أن يحيا حياة الترف و الملذات لو باع أرضه آنذاك للحركة الصهيونية العالمية التي كانت ستدفع له المليارات ، ولكنه لم يفعل أبدا حتى لا يخون مبادئ وطنه و أرضه و شعبه.

التاريخ سيذكر بأن الفلسطيني العظيم بالرغم من قسوة الحياة التي عاشها إلا أنه لم يبع أرض فلسطين ليأكل و يشرب و يُشبع شهوة بطنه ، لم يفعل ذلك أبدا يا قــوم ! لأنه الوطني الكريم العزيز ذو النفس الشماء !

أتعلمون لمــاذا لم يفعل ذلك يا قــوم ؟!

لأنه الفلسطيني العظيم الذي يعرف قيمة الأرض الحقيقية ، ويعلم بانها لا تُقدر بأي ثمن ، و لذلك فهو ينام فوق ترابها و يلتحف بسمائها ، كما أنه يأكل من خيراتها و يتعطر بعطرها الأغلى في هذه الدنيا .

لذلك فقد تمسك الفلسطيني بالأرض حتى الرمق الأخير ، و آثر حياة الموت البطيء المصحوبة بالكرامة و العزة و الشموخ على حياة الترف و الملذات المصبوغة بالعــار الأبدي الذي لا يزول أبدا .

لذلك كانت الأرض و لا زالت في عيون أولئك العظماء و أحفادهم عنواناً للكرامة و العزة و الشموخ و الكبرياء ، الأرض هي الأم و الأخت و الزوجة لأنها باختصار تعتبر العرض و الشرف .

إذا كانت الأرض كذلك !، فما بالك إذا كانت وطن ؟! و أي وطن ؟ إنها فلسطين الوطن الأغلى و الأحلى و الأجمل من كل الأوطان ، ولذلك يجدر بنا أن نحافظ على ” فليسطيننا ” بأي ثمن كان .

أؤكد بأنه لا يوجد أحدا يُعارض إعطاء أي موظف أو عامل حقوقه ، الجميع مع إعطائهم حقوقهم ولكن بما لا يتعارض مع مصلحة الشعب و الوطن العليا ، ثم أن هناك آلافا مؤلفة من العوائل الميسورة و العمال و الخريجين العاطلين عن العمل وغير ذلك كثير من فئات الشعب المختلفة .

لذلك بعيدا و رفضا تاما لفكرة تقسيم الأرض و بيعها كحل لأي مُعضلة تواجهنا اليوم و غدا ، أين حقوق أولئك في وطنهم ؟ لذلك أين أنتم من” كلكم راعٍ و كلٌ مسئول عن رعيته ” و لتتحملوا مسئولياتكم التاريخية اتجاه أبناء شعبكم أجمعين ، ومن الظلم أن تتحمّلوا مسئولية فئة بعينها دون الأخرين ، أليس ذلك هو الحق ؟

لذلك إن تقسيم ثم بيع الأرض تحت أي ذريعة كانت يُعتبر جريمةً و عارا أكبر و ما بعده جريمة أو عار ، وتلك الجريمة تتعاظم ألف مرة و مرة عندما يُسوّق لها أشخاصا بمثابة قادة في حركاتهم ، علماً بأن ذلك التسويق تحت حجج أوهى من بيت العنكبوت ، إن جميع الحجج تتساقط كالغبار في الهواء أمام حجة تقسيم و بيع أرض الوطن العامة التي تُعتبر ملكاً حكومياً وقفيا لفلسطين و للشعب الفلسطيني فقط .

كما أسلفت أعلاه فإن الأرض هي العرض و الشرف و الكرامة ، و هي الروح و الجسد ، و هي الدماء الطاهرة و التضحيات الغالية لقوافل الشهداء الذين قدموا أرواحهم و دمائهم الطاهرة من أجل تحرير أرض فلسطين من دنس الغاصب المحتل .

الغريب العجيب و الأغرب من الخيال هو سُخرية الأقدار التي تسخر من الجميع في نفس شهر نوفمبر المشئوم على فلسطين تاريخيا ، لأن ما سيحدث اليوم و غدا إن تم حدوثه فعليا “تقسيم و بيع الأرض”، فإنه و بأي حال من الأحوال لن يختلف نهائيا من حيث النتيجة و المضمون عن ذلك الوعد المشئوم “بلفور” الذي أهدى فلسطين لليهود سواء ليتخذوها وطنا لهم أو ليبيعوها أو …. ، لأن القرار الحالي يُكرس نفس فكرة الوعد المشئوم لإعطاء الأرض لفئة معينة دون أبناء فلسطين !

لذلك إن النتيجة واحدة ألا و هي مصادرة الأرض من أصحابها الشرعيين ” فلسطين ” و إعطائها للغير الذي لا يملك و لا يستحق ، و البيع أو التقسيم اليوم هو نفسه المصادرة التي حدثت بالأمس مع اختلاف التعابير اللفظية لتزيين الأفعال الغير مسبوقة و خِداع البُسطاء من الشعب !

إذا كان العظماء من القادة و الشهداء الأبرار و الأسرى قد ضحّوا و لا زالوا بكل ما يملكون فداءً لأرض فلسطين الحبيبة ، فكيف ستبيعونها اليوم من أجل إرضاء شهوات بطونكم (الراتب)؟!

و إذا كانت النهاية هي البيع بعد كل ذلك ، السؤال الذي يطرح نفسه : لمــاذا كل تلك التضحيات الجسّام ؟ و لماذا تبحثون عن الحرية و الدولة و القدس طالما أن النهاية هي التقسيم ثم البيع لإرضاء النزوات الخاصة ؟

لذلك و بكل صراحة و بعيدا عن الشعّارات الخدّاعة إن من يُفرط أو يبيع اليوم أرض فلسطين الوقفية الحكومية فإنه لن يتوانى غدا كي يبيع أي بقعة أرض كانت تقع تحت يدية من أجل إيجاد حلا لمشاكله المالية ، لأن البيع في جميع الأحوال واحد مهما اختلفت المبررات .

لذلك فإنه لو كانت القدس بأيدي من سيبيع اليوم و عندما يمر غداً بحالةٍ من الإفلاس التام ، فهل سيتمسك بأرض القدس أم أنه كالعادة سيبيع أرض القدس أيضا ؟ ليخرج لاحقا مُبررا فعلته أو خطيئته تحت نفس الحجة الواهية أيضا ، أليس كذلك ؟!

لذلك إن القول الفصل هو أن من يقبل اليوم بفعل ذلك الجُرم فإنه سيبيع القدس غدا و لا محالة !

إن اختلاق واقعة تقسيم و بيع الأراضي الحكومية لا تتعدى فقاعة في الهواء ، كما أنها بالون اختبار بمثابة مناورة سياسية من أطلقها المعنين بالأمر للضغط على السلطة الوطنية لتقبل رغماً عن أنفها بتحمّل رواتب الموظفين أصحاب الشأن أو تهيئة الرأي العام لقبول الكارثة إن وقعت .

تلك المناورة تخضع لنظرية الاحتمالات ، و أقصاها مرارةً هي سياسة فرض الأمر الواقع بإتمام تقسيم الأرض و بيعها مع توفير غطاء لذلك الإجراء المرفوض من الجميع .

أفيقــوا ! كفانا ذُلاً و هوانا ، كفاكم خزياً و عاراً إن كنتم تفقهون ! أقول ذلك لمن لا يعرف قيمة الأرض المجبولة بدماء الشهداء الأبرار ، لأنتزع الغيرة الوطنية من بين ثنايا عقولكم و لتغلي دماؤكم في عروقكم حباً و كرامةً لأرض فلسطين ، و لتتداركوا الأمور قبل استفحالها كي لا تجلبوا علينا و على أنفسكم وبالاً تاريخيا غير مسبوقا تُعيركم به الأجيال القادمة على مرّ العصور و الأزمان .

أرض فلسطين المُباركة التي كرّمها الخالق العظيم ليست ملكاً لأحد كي تُقسموها وتبيعوها في سوق النخاسة إرضاءً لأهوائكم و مصالحكم الخاصة التي تتعارض جملة و تفصيلا مع مصلحة فلسطين العليا .

الساكت عن الحق شيطان أخرس ، و لمن لم تُعجبه كلمة الحق الوطني تلك ، أقول له كما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” لا خير فيكم إن لم تقولوها و لا خير فيّ إن لم أسمعها ” .

لذلك ومن أجل فلسطين و أرضها و سماها ، و انطلاقاً من قوة الحق الوطني الصارخ ، فقد كانت كلماتي الوطنية تحذيرا من الوقوع في ذلك الخطأ التاريخي الفادح ، كما أنها ربما ستُعيدكم إلى رُشدكم و لتجتنبوا الأخطاء التاريخية ( المصبوغة بصبغة العار الأكبر ) قبل وقوعها .

فهل ستنتصرون لفلسطين و لأبنائها المخلصين ستصفقون أم منهم و من أمهم ستنتقمون ؟!

أخيرا أؤكد لأي جهة كانت إذا ما أرادت فعلاً الخروج من أزماتها بأن تلجأ إلى حلول وأساليب إبداعية للتخلص من تلك الأزمات ،و أول تلك الوسائل التي يتّوق لها الشعب الفلسطيني بأكمله للخروج من الأزمات الطاحنة هي تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية لأنها صمام أمان لفلسطين و أبنائها أجمعين .

بالوحــدة سنحافظ على أرضنا و بالوحدة سنطرد الاحتلال و بالوحدة سنصنع الانتصارات لفلسطين و بالوحدة سنحيأ حياة كريمة تغيض العـدا ! أم أن الوحـــدة صعبة و مستحيلة لنُثبت أننا الأعداء البُخلاء على فلسطين !

إن الوحدة كفيلة بإيجاد الحلول الوطنية الرائعة لأي مشكلة تواجه أبناء فلسطين بشرط إخلاص النوايا الحقيقية رغبةً في تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية لصالح فلسطين و بعيدا عن المحاصصة الفصائلية القاتلة .

لذلك يجب ثم يجب أن تبحثوا عن أي حلول أخرى خلافا لبيع أو تقسيم الأرض ، إبحثوا عن حلول دائمة و حقيقية فوق الأرض أو تحت الأرض و لكن لا تبيعوا الأرض !

“اللهم قد بلغت اللهم فأشهد ”

كاتب و محلل سياسي

Sami123pal@gmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا