الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةاحمد إبراهيم جبارة (أبو السكر)

احمد إبراهيم جبارة (أبو السكر)

بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب

أحمد إبراهيم جبارة من مواليد 1936م في بلدة ترمسعيا شمال رام الله، سافر في خمسينات القرن الماضي إلى أمريكا الجنوبية بحثاً عن العمل هناك، ومن ثم انتقل إلى أمريكا وأستقر بها وعمل في مجال التجارة.
التحق/ أحمد ابراهيم جبارة (أبو السكر) بحركة فتح عام 1969م، حيث كان على اتصال مع القيادة في دمشق، وكلف بمهام نضالية مختلفة منها تجنيد نشطاء للقيام بعمليات فدائية داخل الأرض المحتلة، ونقل الرسائل وخلافه.
قام أبو السكر بالذهاب إلى لبنان عدة مرات حيث قابل كل من الأخ/ أبو عمار والأخ/ أبو جهاد الذي كلفه بالقيام بعملية فدائية نوعية يكون لها صدى كبير داخل الأوساط الإسرائيلية.
حضر أبو السكر إلى الضفة الغربية مرات عديدة وفي عام 1975م قام بتنظيم بعض الشباب الذين أوكلت إليهم مهمة القيام بعملية فدائية كبيرة حيث تم نقل ثلاجة مملؤة بالمتفجرات عام 1975م إلى القدس، وفي ميدان صهيون وسط القدس تم تفجير الثلاجة المفخخة والتي قتل فيها حوالي 14 إسرائيلياً، وإصابة حوالي 62 آخرين بجروح.
هذه العملية التي وقعت يوم الجمعة الرابع من تموز عام 1975م والتي أدت إلى إنفجار شديد هز منطقة وسط القدس.
كثف جهاز الموساد الإسرائيلي التحقيق والمراقبة والملاحقة لمعرفة الفاعلين عن العملية، وتم اعتقال بعض الشباب، حضر أبو السكر إلى الضفة الغربية عام 1976م، حيث تم اعتقاله وأخضع إلى التحقيق كي يعترف عن تلك العملية.
تعرض أبو السكر لأبشع أنواع التعذيب أثناء فترة التحقيق في الزنازين لمدة أكثر من نصف عام، أستخدم فيها العدو كل أساليب التعذيب الجسدي والنفسي.
لقد أستمر معه التحقيق منذ اعتقاله وبكل مراكز التحقيق وعانى أثناء تلك المرحلة من جميع أصناف التعذيب التي أبدعت فيها العقلية الصهيونية، أخذ التعذيب منحنى جديداً من الشبح إلى التعليق من القدمين إلى التغطيس بالماء الساخن، إلى الضرب على المواضع الحساسة في الجسم إلى التعذيب بالكهرباء وإطفاء السجائر في جسده ووضعه في زنازين انفرادية لا تدخلها أشعة الشمس، وكل أشكال وأنواع التعذيب التي أخترعتها أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
لقد كان أبو السكر مؤمناً بقضيته العادلة وحركته الرائدة. رغم اعتراف من تم اعتقالهم على أبو السكر الَّا أنه أنكر التهم المنسوبة إليه.
حكم على المناضل/ أبو السكر أمام المحكمة العسكرية في رام الله في شهر يونيو عام 1977م بالسجن المؤبد مع 30 عاماً أخرى متراكمة.
تنقل أبو السكر في العديد من المعتقلات الإسرائيلية، حيث عانى الكثير من الأمراض المزمنة أثناء فترة اعتقاله.
خاض أبو السكر ورفاقه المناضلين من الأسرى العديد من الإضرابات عن الطعام، وكان أحد الأبطال الصامدين في تلك المعتقلات كان أبو السكر صمام أمان للوحدة الوطنية، كان الهم الوطني، يتملكه باستمرار، طيلة فترة اعتقاله كان مدرسة مشتعلة بالنضال.
كان المناضل أبو السكر يستيقظ صباح كل يوم الساعة الرابعة ويقوم بقراءة القرآن الكريم ومن ثم يصلي الفجر ويمارس الرياضة باستمرار، وبقي على هذا الحال حتى يوم الإفراج عنه.
رفضت السلطات الإسرائيلية الإفراج عن أبو السكر في عملية تبادل الأسرى.
بعدة عودة السلطة الوطنية إلى أرض الوطن تم المطالبة لعدة مرات بالإفراج عنه لكن دون جدوى.
أمضى المناضل/ أبو السكر محكومية دامت (27) عاماً، تم الإفراج عنه بتاريخ 3/6/2003م بطلب وإلحاح من الرئيس الراحل/ ياسر عرفات وذلك قبيل انعقاد (قمة العقبة) في ذلك الحين.
عند خروجه من المعتقل توجه مباشرة إلى المقاطعة لمقابلة الرئيس ياسر عرفات، وذلك خلال فترة الحصار قبل أن يذهب إلى منزله.
بعد الإفراج عنه عينه الرئيس/ ياسر عرفات مستشاراً لشؤون الأسرى، كما تم ضمه إلى عضوية المجلس الثوري لحركة فتح وعين وكيل مساعد لوزارة الأسرى.
المناضل/ أبو السكر متزوج وله ستة من الأبناء.
بعد الإفراج عنه حمل هموم الأسرى، مدافعاً عنها وعن الحركة الأسيرة، وقضيته العادلة قضية فلسطين، ولم ينسى أبو السكر آلام ومعاناة وعذابات زملاؤه الأسرى في السجون الإسرائيلية، فكان مدافعاً عنهم في كل المحافل، ويشارك باستمرار في الوقفات الاحتجاجية والمسيرات الشعبية.
عُرف أن أبو السكر دماثة خلقه وتواضعه وسيرته الطيبة بين الجميع.
بتاريخ 16/7/2013م وافته المنية مساءً إثر نوبة قلبية حادة ألمت به، نقل إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله.
شيعت جنازة المرحوم/ أبو السكر من أمام المجمع الطبي ظهر يوم الأربعاء الموافق 17/7/2013م إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بلدة ترمسعيا. توفى عن عمر ناهز الـ 77 عاماً.
لقد خسرت فلسطين والثورة الفلسطينية قائداً فذاً، لكنه ترك تاريخاً لأجيال فلسطين القادمة.
وسوف نتذكر مآثر الفقيد الطيبة وعطاؤه المستمر لفلسطين والشعب والثورة، حيث أفنى أبو السكر جل حياته من أجل خدمة شعبه وقضيته العادلة التي كانت دائمة الحضور في وجدانه، ولم يبخل عليها بالعطاء، وظل وفياً لمبادئ حركة فتح.
أبو السكر أحب تراب فلسطين وعشقها وسهر وحلم بها، لقد كانت مساهمته النضالية خصبة، وشعلة متوهجة، ترجل ذلك الفارس بعد مسيرة طويلة من العطاء، حمل مشعل الحرية ليضيء الطريق أمام الأجيال الصاعدة لتكمل المشوار على طريق النصر وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

رحمك الله يا أبا السكر ومثواك الجنة بإذنه تعالى.

المادة السابقة
المقالة القادمة
أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا