في بلاد الشنقيط

هي موريتانيا، التي ستشهد اليوم في عاصمتها “نواكشوط”، انعقاد مؤتمر القمة العربي،ولهذا البلد الذي يوصف بأنه بلد المليون شاعر،تجربة تآلف ووحدة وطنية، بين اعراقه المختلفة من عرب وامازيغ وافارقة، فريدة من نوعها، نأمل ان تهيمن على لقاءات واجتماعات قادة العرب وزعمائهم في قمتهم السابعة والعشرين، لعل الفة ووحدة النسيج القومي تعود ثانية بينهم، ليكون للعمل العربي المشترك اساليبه الفاعلة والمنتجة، للتعامل الجدي مع التحولات التي تشهدها البلاد العربية والتحديات التي تواجهها، والمخاطر التي تتربص بها، والتي تهدد امنها، ووحدة ترابها الوطني، ومستقبل شعوبها.

ومثلما يقال في بلاغة الوجع: لم يبق في القوس من منزع، والصبر قد تجاوز حدوده كثيرا، واغلبيات الناس في بلاد العرب جرحى ومقهورون، آن الاوان، ان يجتمع العرب على كلمة واحدة، وحال الفرقة والخلاف وصراعات الطوائف بما انتجت حتى الان من خراب، ماثلة للعيان، آفة الارهاب تضرب كيفما اتفق، الاسلام اصبح متهما بالعنف وهو منه براء، لكن داعش ومثيلاته يصرون على تثبيت التهمة بجرائم لا وصف لها، وقد ذبحت جماعة “نور الدين زنكي” طفلا مريضا في الثانية عشرة من عمره “انتصارا” لاسلام غريب(..!!) والتدخل الاجنبي في جغرافيا العرب، لا في شؤونهم فحسب، بات يتغول على نحو بالغ الشراسة والاستهتار،واسرائيل الاحتلال والاستيطان والعنصرية واليمين المتطرف، تتمدد في اجزاء من الجسد العربي، وتعمل على محاولة صياغة الحال العربية كما تشتهي اهدافها التوسعية، وتوهم في خطابات الخديعة، ومن اجل تطبيع استعبادي، بانها ضمانة الامن والامان في هذه المنطقة ….!!

وبالتأكيد فإن مصالح العرب على اختلاف انواعها من الامنية حتى الاجتماعية والتنموية، ستكون اكثر تحققا وازدهارا في حال تجمعهم وتوحد كلمتهم،وتخلصهم من اوهام الحمايات الاجنبية، بالتأكيد ان حال العرب افضل كثيرا واكثر احتراما مع العمل العربي المشترك على أسس سليمة وحميمة ان صح التعبير، وسيتبادلون المصالح المشروعة فيما بينهم، ومع العالم اجمع، بما يحقق لهم الحضور الواقعي في هذا العصر، وعلى نحو المساهمة الفاعلة، في صياغة عالم يسوده الامن والاستقرار والسلام الذي هو اساس كل تبادل خلاق للمصالح المشتركة.

وبالطبع ودائما لاسلام ممكن في المنطقة العربية دون سلام فلسطين، السلام الذي يحقق لها دولة مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الربع من حزيران عام سبعة وستين وبحل عادل لقضية اللاجئين على اساس القرار الاممي 194، ودون سلام فلسطين، سيظل الامن القومي العربي وحتى الوطني في مهب الريح، والاستقرار والازدهار اهداف لن تتحقق لكل دول هذه المنطقة وفي مقدمتها اسرائيل حتى لو ظلت حليفات هذه الاخيرة تمدها بكل اسباب القوة العسكرية والاقتصادية .!!

في بلاد الشنقيط، والرحالة العرب هم الذين اعطوها هذا الاسم، وفي عاصمتها التي قرب الاطلسي، قد تحدث النقلة النوعية في العمل العربي المشترك اذا ما تأمل القادة العرب تاريخ هذه البلاد وكيفية تشكلها وابناء “الحسّان” العرب كانوا قد جاؤوها من مشرق الارض قبل مغربها.

وفلسطين لاتريد من عربها سوى الانتباهة التي ما زالت تقولها: إما فلسطين دولة حرة مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، واما النار جيلا بعد جيل.

كلمة الحياة الجديدة – رئيس التحرير

المادة السابقة
المقالة القادمة
أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا