بقلم: حسين الزناتى
على طريقته الخاصة احتفل إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، بفشل حركة الجيش التركى فى الإطاحة بأردوغان، بإعداد “تورتة” وضع عليها صورته مع الرئيس التركى، وفى لقطة أخرى نشر صورته وخلفه أحفاده يحملون أعلام تركيا، أما المتحدث باسم حماس مشير المصرى فقال “مستعدون أن نمهر الدماء فداء للشعب التركى، ومستعدون لبذل الدماء من أجل إسطنبول، وعلى شواطئ تركيا”!.
هذا هو رد فعل حماس على ما جرى فى تركيا، بينما هى فى اليوم نفسه تعتقل الكاتب الفلسطينى “خضر محجز” لنشره تعليقات له يشرح فيها سبب خروجه من حماس وتنظيم الإخوان!. هذا رد فعلها الذى جاء هلعاً على خروج أردوغان من الحكم، وحفاظاً على حكمه الشرعى، بينما هى ترفض ولا تعتد بشرعية النظام الذى اختاره الشعب الفلسطينى، وبرئيسه.
إنها حماس التى تتلاعب حتى الآن بهذا الاختيار طمعاً فى بقاء سلطتها، حتى تحت وطأة السلاح وأشياء أخرى، وبدعوى المقاومة، بينما قياداتها، تجرى خلف الأطراف التى أرادت النيل من الجسد العربى، وتدعم الإرهاب، بل تصنعه بيديها.
إن هذه الفرحة الطاغية على قيادات حماس بنجاة أردوغان من محاولة الانقلاب وحديثها عن بذل الدماء من أجله، يؤكد مُجددا أنها مازالت تعمل فى إطار التحالف الاستراتيجى الذى يضم الإخوان وتركيا وقطر، وأن أهدافه هو الهم الأول لقياداتها أما باقى شعبها الفلسطينى، فقد تركته ونسيت قضيته، ودولته!.
إن القيادات التى تريد بذل الدماء من أجل شعب آخر غير شعبهم، ورئيس آخر غير رئيسهم، ودولة غير دولتهم كيف كنا نظن أنهم يمثلون حركة لمقاومة المحتل، وأنهم مناضلون من أجل شعبهم؟!.
عن الاهرام
