الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتسرقـــة عــلى المكشـوف

سرقـــة عــلى المكشـوف

عنان شحادة

هي سرقة مع سبق الاصرار والترصد..لكن المحتل الاسرائيلي وتحت ذرائع وهمية يقول إنها “لمنع صناعة الأسلحة” .

بالفعل ما حدث فجر اليوم الثلاثاء، في مدينة بيت لحم، وبلدة الدوحة غربا، انسلت مجموعات من قوات الاحتلال وفي جنح الظلام لمداهمة عدد من ورش الحدادة، والمخارط، والاستيلاء على اعداد كبيرة من الماكنات، والآلات، والمعدات منها، والعبث بداخلها خرابا، ودمارا، وتعليق لافتات كتب عليها ” لأجل وجود ورشة تصنيع سلاح”.

“سنوات عمري ذهبت أدراج الرياح .. لم يبقَ شيء من الحلم الذي عاش معي بأن يكون لي مخرطة توفر لي قوت يومي”، قالها حنا صوي صاحب إحدى المخارط المتضررة.

ويضيف: منذ العام 1986 قمت بإنشاء مخرطة تهتم بصناعة ماكنات لقص الحجر، والرخام، حتى كبرت بعد تطويرها بمعدات، وماكنات حديثة، ولكن المحتل وقف أمام طموحي بمواصلة المشوار بعد هذا الخراب، والتدمير دون مبرر يذكر .

وتابع: استولت قوات الاحتلال على 5 ماكنات، ودمرت مخرطة كبيرة بعد عجزهم على الاستيلاء عليها، إضافة الى إخراج كل المعدات إلى خارج الورشة، لافتا إلى أن قيمة خسائره تقدر بـــــ 100 ألف دولار .

وهذا الحال والمشهد المؤلم لا يختلف عن باقي أصحاب الورش والمخارط التي طالها بطش الاحتلال.

بشارة الحذوة صاحب مخرطة في بلدة الدوحة، قال “تم ابلاغي بمداهمة المخرطة، وعلى الفور تحركت إلى الموقع، فكان مشهد من الدمار والخراب لا يتصوره العقل، فقد استولت قوات الاحتلال على 4 ماكنات، ودمرت كل المعدات، والآلات المتبقية، بخسارة تفوق الــــــ100 ألف شيقل.

وأشار الحذوة إلى أن المخرطة أنشئت في العام 1992، وكانت تقوم بإعالة 5 عائلات، ولم يبقَ منها الا الأطلال، مستغربا من ترك الاحتلال في المكان ورقة تقول: بإمكاني الاعتراض للمستشار القانوني .

“عَمَلُنا لا يتعدى سوى إصلاح رؤوس مواتير” محرك” السيارات، ولكن هذا لم يرق للاحتلال فعاثوا في المخرطة التي رأت النور على يد والدي منذ ثلاثين عاما خرابا ودمارا”، قالها صاحب المخرطة جورج دنحو .

وتنهد قليلا.. وارتسمت على وجهه معالم التأثر بالفاجعة كما وصفها، وتابع” حلم الطفولة خطف من أمامي بدون عودة، فقد بدأت العمل فيها وعمري 12 عاما، وفي العام 2000 تسلمت مهام الإشراف عليها، ولكن الآن لا وجود لها، وليس لدي الامكانات المادية لتجديدها، وإعادة دوران العمل من جديد”.

وأشار دنحو إلى أن الخسائر في المخرطة التي كانت تعيل 5 أسر جمة، وتصل لأكثر من نصف مليون شيقل، موضحا أن ماكنة مسح رؤوس مواتير” المحرك” السيارات ثمنها 240 ألف شيقل، وماكنة الخراطة العامة 35 الف دولار، والأمر ينساق على معدات وآلات أخرى.

وأضاف “يمكن الأن أن أجزم القول أن المخرطة بعد الاستيلاء على 90% من معداتها، من 6 ماكنات، عدا عن التي دمرت أغلقت بلا رجعة، واذا حدث عكس ذلك سيكون أعجوبة، لكن ما يمكن قوله” حسبنا الله ونعم الوكيل”.

استيلاء الاحتلال على الماكنات ضربة للاقتصاد

رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم سمير حزبون اعتبر استيلاء الاحتلال على المعدات والماكنات دون مبرر قانوني هو “ضربة لاقتصاد بيت لحم”، بحكم أن نسبة كبيرة من المصانع تعتمد على التصليح، والتطوير، من خلال المخارط، وهذا الأمر سيؤدي إلى توقف بعض خطوط الانتاج، وزيادة نسبة البطالة .

وأشار حزبون إلى أن هذه المخارط من الناحية الاقتصادية مكملة لقطاع الصناعة، خاصة الصناعات التحويلية، والغذائية، وعليه فإن الصناعة المخرطية هي صناعة مفصلية، لأنها تزود الصناعات بمختلف قطاعاتها الكبيرة، والصغيرة، أو التحويلية باحتياجاتها من أدوات الانتاج .

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا