الرئيسيةمختاراتاخترنا لكممواقف حماس في حيرة وتردد

مواقف حماس في حيرة وتردد

دخلت علاقة حماس مع مصر في نفق مظلم بعد عادت مسألة المختطفين الاربعة من عناصر حماس الى واجهة الاحداث السياسية مجددا، وكانت حماس قد وجهت اتهاماتها الى السلطات المصرية باختطاف عناصرها وحملتها مسئولية ذلك. الى ذلك شهدت العلاقة المصرية مع حماس توترا اخر في الاسبوع الماضي عندما كشفت وسائل الاعلام عن اعترافات احد المتورطين باغتيال النائب المصري هشام بركات انه تلقى تكليفا من الاخوان المسلمين بالتوجه الى غزة لتلقي تدريبات عسكرية من قبل حماس.
المهم في هذا الموضوع وهذه التطورات هو ما صدر عن حركة حماس من اتهامات للسلطة الفلسطينية بقصورها في معالجة هذا الموضوع بل ذهبت اتهامات حماس للسلطة والقيادة الفلسطينية بتواطئها مع مصر في هذه القضية وانها لم تتخذ موقفا ايجابيا وخلال المدة الطويلة من عمر المختطفين وان السفارة الفلسطينية في القاهرة لم تحرك ساكنا تجاه هذا الموضوع.
مواقف حماس غلبت عليها طابع الحيرة والتردد والتناقض في مواقفهم التي تأتي تباعا وحسب تطور الاحداث السياسية في المنطقة، فحماس تلقي اللوم على السلطة لعدم تدخلها في الافراج عن المختطفين في مصر ولسان حالها يقول بأن السلطة تخلت عن “رعاياها”.
المسالة ليست خاضعة لحسابات شخصية وليست سوقا لجني ارباح سياسية وليست خاضعة لأمزجة حماس، فالقيادة الفلسطينية لم تستشر اطلاقا عندما اقدمت حماس على التدخل في الشأن المصري وتصعيد الخلافات معها، وان المواقف تتبدل وتتغير لدى حماس وفي تناقض خلال فترة قصيرة جدا فما كان بالأمس مرفوضا اصبح اليوم مطلوبا.
حماس عندما تقع في ازمة اقليمية او دولية فإنها تريد تغيير مجرى الاحداث لصالحها وعندها تصبح فصيل فلسطيني ينضوي تحت راية الشرعية الفلسطينية ويصبح عناصرها مواطنين فلسطينيون وجب على السلطة الفلسطينية حمايتهم والدفاع عنهم وتستنجد بالقيادة الفلسطينية لمساعدتها على تجاوز محنتها وأزماتها. اما عندما يكون هناك ثمنا سياسيا معينا وأحداثا سياسية اخرى فان حماس تطرح نفسها على انها تمثل الشرعية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وان السلطة الفلسطينية لا شرعية لها وتتهجم على القيادة الفلسطينية وتتهمها بالخيانة.
حماس لا تريد للقيادة الفلسطينية تحقيق اية انجازات على الصعيد الاقليمي والدولي وما مطالباتها بالتدخل في شأن المختطفين الا من اجل محاولاتها التأثير على الرأي العام الفلسطيني والادعاء بتقصير القيادة الفلسطينية بالمسئولية عن رعاياها وعدم خدمتهم والدفاع عنهم ،اي ان اهدافها باتت سياسية في هذا الاتجاه.على حماس تحديد موقفها بوضوح من مسائل كثيرة تتعلق بالأوضاع السياسية والشرعية والتمثيل والعلاقات الوطنية وعلاقاتها الاقليمية وتحديدا مع “إسرائيل” التي عادت لتتصدر الاحداث السياسية. فحماس لا يحق لها لا من قريب ولا من بعيد ان تستأثر بالموقف الفلسطيني فهي لا شرعية لها اطلاقا وما محاولات بعض القوى الاقليمية لإكسابها صفة الشرعية الا محاولات يائسة سقطت عند اول اختبار حقيقي. لا يجوز لحماس ان تمتهن الشرعية متى شاءت وان تنتزعها عن القيادة الفلسطينية متى ارادت ففاقد الشيء لا يعطيه.

خاص بمركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا