الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمتراجع حماس عن خوض الانتخابات في الضفة .. الاسباب والدوافع

تراجع حماس عن خوض الانتخابات في الضفة .. الاسباب والدوافع

فوجئت بعض الاوساط السياسية والحزبية الفلسطينية بموقف حماس وتراجعها عن المشاركة في الانتخابات المحلية في بعض مدن الضفة الغربية التي ستجري في الثامن من شهر تشرين اول “اكتوبر”، وهو ما طرح علامات استفهام كبيرة حول اسباب ودوافع هذا التحول في مواقف حماس والتي ظلت تدير الحملة الانتخابية وتهدد وتتوعد حركة فتح بهزيمة قاسية في هذه الانتخابات يساعدها في ذلك وسائل الاعلام الاسرائيلي التي تنبأت بفوز حركة حماس في الانتخابات القادمة.
فإذا كانت مقاييس حماس قد اوصلتها الى الفوز الكاسح في الانتخابات المقبلة فلماذا تراجعت عن خوض هذه الانتخابات وتحديدا في محافظة جنين وبعض المناطق من المحافظات الشمالية الاخرى,
تبريرات حماس التي ساقتها للانسحاب من الانتخابات لم تكن كافية ولا يمكن ان تنطلي على احد بادعاءاتها ان الاوضاع الامنية في هذه المناطق لا تسمح لها بخوض الانتخابات البلدية وان عناصرها يتعرضون الى عمليات ملاحقة واعتقال وهذه تبريرات مغلوطة وغير واقعية ولا تمت الى الحقيقة بصلة.
على ما يبدو ان حماس قرأت المشهد الفلسطيني بصورة جيدة وربما ساعدتها بعض تقديرات الاجهزة الامنية الاقليمية والتي اهتمت في الانتخابات الفلسطينية وانعكاساتها وتداعياتها على مستقبل القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
فمنذ فترة طرأت تطورات على استراتيجية حماس للحفاظ على استمرارها في المشهد السياسي الفلسطيني ووضعت ضمن تصوراتها الاستراتيجية اهدافا استراتيجية قريبة المدى او عاجلة وأهدافا استراتيجية بعيدة المدى او مؤجلة. وتمثلت الاهداف الاستراتيجية العاجلة بالحفاظ على حكمها في قطاع غزة بغض النظر عن الاستراتيجية المتبعة في ذلك حتى لو كانت قادمة من اعتراف اسرائيلي بشرعية حكم حماس في القطاع او من خلال محاولاتها تثبيت حكمها في القطاع من خلال اتمام المصالحة والتي ظلت حماس تناور فيها وتطالب بتحقيقها دون تقديم تنازلات وتبحث عن مصالحة دون ثمن بحيث تؤدي في النهاية الى اعتراف السلطة الفلسطينية بموظفيها وهذا بحد ذاته تثبيت لشرعيتها، ولذلك رفضت القيادة الفلسطينية الرضوخ لشروط حماس ونتج عن ذلك توقف قطار المصالحة حتى اشعار اخر.
هذا وارتأت قيادة حماس ان الفرصة باتت سانحة لتحقيق اهداف حماس العاجلة من خلال الانتخابات القادمة في قطاع غزة اذ انها ربما تكون تراجعت عن خوضها في الضفة لتضع كل امكانياتها الاعلامية والمادية في قطاع غزة حيث تبحث عن شرعيتها هناك لانها لن يكون لها شرعية في الضفة حتى لو فازت في بعض المناطق، ولذلك كان هذا التراجع في الضفة الغربية. حماس تعتبر نفسها قد حققت انجازا لو استطاعت حسم نتائج الانتخابات في غزة لصالحها لأنها تعتبر ذلك بمثابة تصويت على شرعيتها هناك مع ادراكها التام بصعوبة السيطرة على الاوضاع في الضفة الغربية لو حققت الفوز في بعض المواقع، ولذلك فان حماس قد وضعت كل بيضها في سلة غزة وتراجعت عن خوض الانتخابات في الضفة
ثمة هناك من يقول في تحليلاته بان حماس لا تريد الافصاح عن قوتها في الضفة الغربية خوفا من رفض القيادة الفلسطينية اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وهناك من يقول عكس ذلك اذ ان فشل حماس في اثبات حضورها في الضفة الغربية سيشجع القيادة الفلسطينية على تحديد موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية لكن اعتقد ومع احترامي لهذه الاراء فان تحديد موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة مرتبط باستحقاقات فلسطينية وليس خاضعا لتوازن القوى هنا وهناك.
ربما تكون الاتصالات الجارية بين حماس من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة اخرى ربما تكون قد اثرت في قرار حماس وخاصة ان حماس على استعداد للقبول بالفتات من الانجازات حتى تبقيها ضمن معادلة محلية واقليمية ودولية.
اما اهداف حماس المؤجلة فهي بانتظار التطورات والتحولات التي تسمح لها بتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي بالسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية والوصول الى الضفة الغربية من خلال هذه الوسيلة “الشرعية”.

خاص بمركز الإعلام

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا