الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةذكرى الشهيد المجاهد محمد الصالح الحمد (أبو خالد) (1900م – 1938م)

ذكرى الشهيد المجاهد محمد الصالح الحمد (أبو خالد) (1900م – 1938م)

بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 18/09/2016م

المجاهد/ محمد الصالح الحمد من مواليد سيلة الظهر عام 1900م والذي بدأ حياته في حيفا عاملاً ثم بائعاً، وهناك تعرف على كل من المجاهدين (خليل محمد عيسى – أبو ابراهيم الكبير) (وعبد الله الأصبح) ثم إلى الشيخ المجاهد/ عز الدين القسام، والذي أصبح فيما بعد من أتباعه ومن أبرز قادة ثورة فلسطين عام (1936-1939).
في أوائل الثلاثينيات درس على يد الشيخ/ عز الدين القسام القرآن الكريم والخطابة، وكان فيما بعد واحداً من القساميين الخمسة الأوائل، حيث أوكلت له مهمات جهادية ونسبت إليه الكثير من الأعمال الفدائية.
عهد إليه الشيخ/ عز الدين القسام رئاسة شبكة فدائية في مدينة حيفا فأبلي بلاء حسناً.
بعد استشهاد الشيخ/ عز الدين القسام، أختفي المجاهد/ محمد الصالح الحمد مع عدد من القسامين الآخرين إلى أن قامت الثورة الكبرى في فلسطين عام (1936-1939)، فأنضم مجدداً إليها وأتخذ لنفسه في بدايتها أسم (أبي مصطفى الشامي) وقاد مجموعات من الثوار في جبال الجليل مع صديقه عبد الله الأصبح، وقام هو بنفسه بقتل عدد من عملاء الانتداب البريطاني، وتنقل بين فلسطين ولبنان وسوريا لنقل السلاح والعتاد للمجاهدين في فلسطين.
نشط المجاهد/ محمد الحمد (أبو خالد) في منطقة غور الأردن ونابلس، خاض كذلك معارك كثيرة مع القوات البريطانية والتجمعات الصهيونية ومن أشهرها معركة (سيريس – جبع) التي امتدت ست ساعات ومن أبرز مآثره ترتيب اجتماع دير غسانه في أيلول عام 1938م، بين قادة فصائل الثوار لحل الإشكاليات بينهم وما أكثرها في ذلك الوقت.
تم تنظيم مؤتمر للمصالحة دعي باسم (مؤتمر دير غسانه) حضره جمع كبير من قادة الثورة الفلسطينية وفصائلها المختلفة خاصة في وسط فلسطين، ومنهم (عبد القادر الحسيني قائد منطقة القدس، وعبد الحليم الجيلاني قائد منطقة الخليل)، والشيخ/ عبد الفتاح المزرعاوي قائد منطقة رام الله، وفصائل عارف عبد الرازق وفصائل تابعة للقائد المجاهد/ عبد الرحيم الحاج محمد كانت نتائج المؤتمر عقد مصالحة بين الفريقين خاصة المجاهد/ عبد الرحيم الحاج محمد والمجاهد/ عارف عبد الرازق حيث تكللت جهود المؤتمرين بالنجاح وأتفق على تشكيل مجلس قيادة ثورة، مكون من عارف عبد الرازق وعبد الرحيم الحاج محمد وحسن سلامة ويوسف أبو دره ومحمد الصالح الحمد، واتفقوا على تشكيل مجلس الثورة وممارسة موقع القائد العام بالتناوب الدوري، وتصالح كل من عبد الرحيم الحاج محمد وعارف عبد الرازق وخلال قضاءهم ليلتهم في القرية، بدأت قوات بريطانية كبيرة في محاصرتهم مدعمة بالطائرات الحربية حيث تقدم الجيش البريطاني بالقرب من قرية دير غسانه وبيت ريما، وتمكن المجاهدين خلال الاشتباكات من إيقاع خسائر في قوات الجيش البريطاني.
بينما حاول القائد البطل/ محمد الصالح الحمد (ابو خالد) الانسحاب من الجهة الشمالية، واجهته قوات كبيرة من الاعداء فأصطدم معها في معركة مكشوفة لأن الصباح كان قد أشرق، وقد تمكن مع إخوانه من قتل اثنى عشر جندي بريطاني وفتح طريق لأخوانه وذلك بفضل شجاعته وحسن رمايته، ولكن شاء الله سبحانه أن يخسر الوطن مجاهداً من أشجع وأخلص أبنائه أبو خالد شهيداً مع أربعة من إخوانه الأبطال في ساحة الشرف والكرامة دفاعاً عن الوطن وذلك يوم الأحد الموافق 18/09/1938م.
هذا وقد نعاه ديوان الثورة العربية الكبرى بأشد الأسف أن ينعي إلى الأمة العربية المجاهد الكبير/ محمد الصالح الحمد (أبو خالد)، ابن الثورة، فقد كان رحمه الله رحمة واسعة ركناً حصيناً من أركانها وسيفاً نسله على أعداء الأمة.
فقد خرج المرحوم للجهاد في سبيل الله فجاهد حق جهاده وبقي كذلك يكافح الاستعمار ويقرع الظلم إلى أن جاءت منيته في المعركة التي دارت رحاها في الجهة الجنوبية بين جنود الحق وأعوان الباطل، فقاوم مقاومة الابطال بين التكبير والتهليل حتى قضي نحبه بعد أن أدى ما يجب عليه نحو أمته وبلاده، هذا وقد أعلن ديوان الثورة الأضراب العام حداداً عليه وتقديراً لخدماته وحسن بلائه.
رحم الله المجاهد البطل الشهيد/ محمد الصالح الحمد (أبو خالد) وأسكنه فسيح جناته

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا