الرئيسيةمختاراتمقالاتقمة عمان العربية

قمة عمان العربية

بقلم: سناء السعيد

تظل الآمال معقودة على القمة العربية الدورية الثامنة والعشرين والتى ستعقد الأربعاء القادم فى العاصمة الأردنية عمان. ويتطلع الجميع إلى أن تكون قمة وضاءة منفتحة تعزف على أوتار المصالحة العربية لتلبية كل ما هو مفيد ومحفز للانسان العربى. قمة لمواجهة التحديات الجسيمة التى تواجه الأمة العربية وفى مقدمتها استمرار إسرائيل فى سياستها العدوانية ضد الفلسطينيين بما فيها تكثيف ممنهج للاستيطان فى الضفة والقدس بهدف تصفية القضية الفلسطينية والاطاحة بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. الآمال معقودة على قمة توفر الدعم اللازم لعملية السلام الفلسطينى الإسرائيلى، وتوفر الدعم لتعاون اقتصادى عربى، وبحث الخطوات التى يمكن أن تؤدى بالفعل إلى انشاء سوق عربية مشتركة. حيث يظل المدخل الاقتصادى هو المفتاح العملى للم شمل العرب وتفعيل العمل العربى المشترك. فضلا عن توفير مظلة عربية لحل آية مشكلات وفض أى نزاعات قائمة.

العرب مطالبون اليوم بالتضامن ووحدة الصف وإلا سيجدوا أنفسهم فى مهب الريح، وعليه يصبح وضع أى اعاقة أمام القمة من قبل أى دولة خطأ استراتيجي كبير سيدفع العرب ثمنه. ولهذا لابد من اغتنام الفرصة لتجمع العرب لا سيما وأن هناك شعورا عربيا عاما بأهمية عقد القمة العربية فى ظل الدبلوماسية الأردنية التوافقية. آن الأوان للعرب كى يجتمعوا لتلتئم الجراح وتصفو النفوس وتتوحد الكلمة لا سيما مع الأحداث والتطورات التى تكاد أن تعصف بالمنطقة. ولهذا لا بد للجميع من مواجهتها معا حيث لا يمكن مواجهتها فرادى منعزلين. بل إن ما يحيط بنا من مثبطات تدفع إلى أن يسارع العرب إلى رأب الصدع وإزالة أى شائبة عالقة بين شقيق وشقيق لا سيما وأن التحديات تطل برأسها ممثلة فى إسرائيل التى خرجت عن منطق الأشياء وتجاوزت الشرعية وداست علنا على كل المواثيق الاخلاقية.

مطلوب من العرب التكاتف من أجل حل الأزمات التى جاء بها الجحيم العربى ونشر ألويتها فى سوريا والعراق وليبيا واليمن. مطلوب من العرب عدم التعامل مع إسرائيل تطبيعا وتوفيقا لأن الأرض المحتلة مازالت محتلة فى فلسطين والجولان ولبنان، فلا يمكن لانسان أن يطبع علاقاته مع من يحتل أرضه ويصادر حقه فى العيش الكريم. مطلوب من العرب دعم السلطة الفلسطينية حتى تتمكن من اعلان الدولة ونيل جميع حقوقها. مطلوب من العرب وضع استراتيجية جديدة يتم من خلالها توثيق روح الفريق الواحد.

مطلوب وقفة عربية تتحدد من خلالها الثوابت، وتوضح عبرها المواقف العربية الحاسمة لمجابهة الهجمة الشرسة التى تتعرض لها الأمة العربية من جانب المخطط الصهيو أمريكى لتطويق المنطقة وتجزئة دولها. مطلوب من قمة عمان توصيات وقرارات حاسمة تضع النقاط على الحروف وتقف فى وجه أمريكا، وأن تتجاوز العزف بالكلمات وتنطلق صوب العمل الحقيقى المطبق على أرض الواقع. مطلوب من قمة عمان البعد عن سقف الخلافات والنزاعات العربية، فالوقت غير موات لتفتيق الثغرات ونبش الماضى. مطلوب أخذ الحذر لسد الطريق على المتآمرين على الأمة حتى لا يجدوا أمامهم الفرصة سانحة كى يخترقوا الصفوف ويمزقوا الجسد الواحد. ولهذا يظل مطلوبا من العرب قطع خط الرجعة على كل متآمر، وأن يحزموا أمرهم ويتوكلوا على الله ويوحدوا جبهاتهم وعندها سوف ينتصرون حتما على الاخطبوط الشيطان. ويظل الأمل معقودا على أن تكون قمة عمان القادمة بداية لصحوة عربية جديدة تعد بتحقيق الكثير من الانجازات.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا