الرئيسيةمتفرقاتثقافةتكريم الشاعر المتوكل طه في افتتاح فعاليات أسبوع الكتاب

تكريم الشاعر المتوكل طه في افتتاح فعاليات أسبوع الكتاب

كتب يوسف الشايب في “الأيام الالكترونية”: أطلق وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، نيابة عن رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، في مقر دار الشروق للنشر والتوزيع بمدينة رام الله، مساء يوم الاثنين، فعاليات أسبوع الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وينظمه ملتقى فلسطين الثقافي، حيث تم تكريم الشاعر والروائي والباحث د. المتوكل طه لدوره الريادي في مسيرة الثقافة الفلسطينية.

وقال بسيسو، بعد أن نقل تحيات رئيس الوزراء والحكومة: هذه المناسبة بالنسبة لنا هنا في فلسطين ذات دلالة كبيرة، في ظل ما يمارسه يومياً الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات واعتداءات على ثقافتنا الوطنية، سواء على صعيد المؤسسات الثقافية أو المثقفين والمثقفات في كافة المحافظات، من خلال تقييد الحركة، ومنع السفر، والاعتقال، والاغتيال أيضاً.

وأضاف: هذا الاحتفاء يشكل خطوة يمكن البناء عليها لتكون الثقافة الفلسطينية حاضرة عبر المنتج الإبداعي الفلسطيني، وفي صناعة الكتاب الفلسطيني، وحاضرة في الوجدان الفلسطيني من خلال ما يقدمه المبدعون والمبدعات في كافة مجالات المبدعة، خاصة أن هذا العام يحمل الكثير من الدلالات والذكريات، منها: مائة عام على وعد بلفور المشؤوم، وسبعون عاماً على قرار تقسيم فلسطين، وخمسون عاماً على احتلال الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة وأراض عربية أخرى، وثلاثون عاماً على الانتفاضة، كما أنه العام الذي فجعنا برحيل شاعرنا الكبير أحمد دحبور، الذي فقدناه، مؤخراً، تاركاً وراءه إرثاً إبداعياً مهماً وملهماً لجيل واسع وكبير من المثقفين والمثقفات.

وشدد بسيسو على أهمية تبنى فكر إضراب الأسرى، بقوله: يحمل هذا العام تحرك غير مسبوق، منذ سنوات، فجره أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي بإعلانهم الإضراب المفتوح عن الطعام، من أجل تحقيق حقوقهم التي كفلتها كل المواثيق الدولية .. إنهم هناك من الزنزانة الصغرى يرسمون ملامح هذا الوطن، ونحن من هنا، من الزنزانة الكبرى نمد لهم يد الدعم من خلال الثقافة، والنضال الشعبي، والحشد الجماهيري، الذي يجعل من إضراب الأسرى رسالة وطنية قادرة على أن تصل بمطالب الأسرى إلى آفاق عربية وعالمية، لافتاً إلى أن هذا الإضراب يمثل إرادة شعبنا التي لا تنكسر .. “متأكدون أن هذا الإضراب سينتهي بانتصارهم” .. وهنا علينا أن نتوحد مع رسالة الأسرى، وليس فقط التضامن مع إضراب الأسرى.

وشدد بسيسو: إن الثقافة جزء أساسي كفعل مقاوم لا يمكن أن ينفصل على مسيرة النضال الفلسطينية، فمسيرة النضال دعمها الشهداء الكتاب والشعراء أمثال غسان كنفاني، وكمال ناصر، وغيرهما ممن اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولكنهم بقوا بيننا بما أبدعوه، وهذا الاحتفاء بأسبوع الكتاب وحقوق المكلف مناسبة لتذكر من ساهموا برسم ملامح الثقافة الفلسطينية.

وأشار وزير الثقافة إلى أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه صناعة النشر في فلسطين، مؤكداً أن وزارة الثقافة تشحذ كل الخطى والجهود لإيجاد قوانين تضمن حقوق المؤلف والناشر، وكذلك المكتبة الوطنية، هذا المشروع الاستراتيجي الذي نعمل على أن يكون واضح المعالم باتجاه إنشاء صرح ثقافي، وموقع لتجميع الإرث الفلسطيني على أكثر من مستوى، وفي كافة حقول المعرفة، كي يكون عنواناً للإبداع والإرث الفلسطيني.

وأضاف: نحن في وزارة الثقافة نمد كافة الجسور للتواصل مع الأشقاء العرب، وأصدقائنا في العالم، من أجل تبادل الخبرات، وتعزيز حضور فلسطين ثقافياً ومعرفياً من خلال المشاركة في التظاهرات الثقافية المختلفة، والتي تشكل فرصة لحمل وحماية الرواية الثقافية الفلسطينية في مواجهة رواية الاحتلال، متحدثاً في هذا السياق عن المشاركة الفلسطينية عبر الوزارة في معرض عمان الدولي للكتاب، العام الماضي، كأول ضيف شرف في تاريخ هذا المعرض، وكذلك استضافة دولة الكويت كضيف شرف معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، ما حال دون نجاح محاولات الاحتلال المستمرة لعزلنا عن عمقنا العربي والإنساني، وفرض الحصار علينا.

وختم بسيسو كلمته بالقول: إن إرادتنا التي نستمدها من إرادة الأسرى الأبطال في زنازين الاحتلال، ومن مسيرة الشهداء، وصمود الجرحى، الذين خطوا أسمى الآيات بنضالاتهم المتكررة، قادرة على تحقيق الكثير من أجل فلسطين وغدها، لافتاً إلى مشروع الوزارة في الاحتفال بمئويات رواد الثقافة والتنوير في فلسطين، وانطلق هذا العام بمئوية الشاعرة فدوى طوقان، التي أكدت على انه في الوقت الذي صدر فيه وعد بلفور المشؤوم، ولد جيل من الرواد المبدعين الذي تمكنوا من نقل الرواية الفلسطينية وتصديرها في مواجهة رواية الاحتلال، وكان الأكثر تأثيراً على مسيرة النضال الفلسطيني.

وثمن بسيسو باختيار الشاعر والروائي والأديب د. المتوكل طه، لتكريمه في افتتاح فعاليات هذا الأسبوع، ما يكرس نهجاً مهماً بالاحتفاء بالمثقف الفلسطيني ودوره محلياً، وعربياً، ودولياً، فالمتوكل طه شاعر وروائي مميز، وسبق أن فاز العام الماضي بجائزة عثمان أبو غربية للأدب المقاوم، عن اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية.

وكان حفل الافتتاح، الذي أداره الشاعر والكاتب محمود أبو الهيجاء، بكلمة لفتحي البس، رئيس ملتقى فلسطين الثقافي، الذي أشار، بعد الترحم على رواد الثقافة الفلسطينية، وآخرهم الشاعر أحمد دحبور، وتقديم التحية للأسرة البواسل، إلى أهمية حماية صناعة الكتاب والنشر في فلسطين .. وقال بما وصفه بالصرخة: صناعة الكتاب في فلسطين في خطر، ومؤلفونا يعانون، وعلى الجميع دعم هذه الصناعة.

وأكد البس: الاحتفال بالكتاب والمؤلف، هو احتفال بالحياة وتنوعها، ودعوة لتلوين أيامنا، رغم كل ما نعانيه ببعض الفرح والمتعة والمعرفة التي تنتجها القراءة، ففي حالتنا الفلسطينية تتحول بطون الكتب إلى مساحات لتدوين روايتنا النقيضة لرواية المحتل، وعنوان لمواجهة حضارية وثقافية وسياسية واجتماعية ستستمر إلى حين الانتصار إلى قضيتنا العالية.

أما الشاعر والروائي والباحث د. المتوطل طه، فوجه شكره لمكرّميه، مشيراً إلى أن “التكريم استدراك محمود، ورافعة لفتح أبواب الحياة لخلق أفق معنوي جديد … والتكريم يعني رعاية كل الأشجار قبل أن تيبس في وجه الريح، وعدم الاكتفاء بسقاية شجرة واحدة … والتكريم بشكل عام لا يتجزأ، فلا يكفي أن تقدم جائزة، أو تطبع كتاباً، بينما الكاتب لايزال على صورته المؤلمة من حيث الإهمال والتهميش، أو تركه يلهث وراء كسرة الخبز، وأجرة البيت والطبابة”.

وشدد طه، الذي استذكر جيل الآباء، على ضرورة أن يكون “التكريم عنصراً من عناصر تكون نظاماً شاملاً لرعاية المبدعين، منها ما يتعلق بالجوائز، والتفرغ، وحقوق المؤلف، وتشجيع البحث ونشر الإبداع، وصيانة فضاء الحرية التي لا شرط عليها إلا المزيد منها”.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا