الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمبعد تجربة العام 1948 ... مصير القضية الفلسطينية مرة اخرى بيد العرب...

بعد تجربة العام 1948 … مصير القضية الفلسطينية مرة اخرى بيد العرب جزء 1

بقلم: احمد عيسى الباحث في الشأن الفلسطيني

كانت منطقة الشرق الاوسط هي محطة الرئيس ترامب في رحلته الخارجية الاولى، ليكون بذلك الرئيس الامريكي الاول الذي يزور السعودية واسرائيل والمناطق الفلسطينية في رحلته الخارجية الاولى منذ قيام دولة اسرائيل في العام 1948.

وفيما زار الرئيس ثلاثة من دول المنطقة، الا ان العاصمة السعودية الرياض كانت مركز هذه الزيارة، اذ استضافت ثلاث قمم متتالية عقد اولها ما بين الرئيس الضيف والملك المضيف، وكانت الصفقات العسكرية والاقتصادية غير المسبوقة من حيث حجمها المالي واحدة من المخرجات التي جرى الكشف عنها، تلاها قمة امريكية خليجية شملت دول مجلس التعاون الخليجي جرى التأكيد فيها على مخرجات القمة الاولى.

وكان اخر هذه القمم وأهمها على الاطلاق، القمة العربية الاسلامية الامريكية التي ضمت زعماء وممثلين عن خمس وخمسون دولة عربية واسلامية، اذ يمكن القول انه قد جرى في هذه القمة الكشف عن ملامح الاستراتيجية الامريكية الجديدة للنظام الدولي الجديد الذي يسعى الرئيس الامريكي لترسيخ اسسه ومعالمه، والتي مثلت منطقة الشرق الاوسط نقطة البداية في مسيرة بنائه وتشييده، علاوة على كشفها واعلانها عن الرؤية العربية الاسلامية للنظام الاقليمي الشرق اوسطي الجديد.

ولما كان استمرار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو مصدر اللااستقرار في المنطقة، ومعالجته بالتالي تمثل مصدر الامن والسلام والازدهار في المنطقة والعالم، ولما كانت كلا من نكبة العام 1948، ونكسة العام 1967، هي نتاج عجز العقل الاستراتيجي العربي على فهم واستيعاب ما يدور حوله وداخل بلاده، فضلا عن ضعف وتواضع قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية امام قدرات ومقدرات اعدائه، الامور التي اسست بدورها للصراع واستمراره في المنطقة.

وتأسيا على ما تقدم وفي تزامن هذه الزيارة مع الذكرى المئوية الاولى لوعد بلفور المشؤوم الذي اسس بدوره لنكبة فلسطين في العام 1948، ونكسة العرب في العام 1967، فما هي اثار هذه “الزيارة” وما تمخض عنها على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي؟ وما مدى مساهمتها في تقريب الفلسطينيين من دولتهم المستقلة؟

في محاولتها الاجابة على الاسئلة اعلاه، ستسعى هذه المقالة الى تحليل مضمون الوثائق الرسمية الصادرة عن هذه القمة والمتمثلة في خطاب الرئيس ترامب، وبيانها الختامي الذي حمل اسم “نداء الرياض”، لاستخلاص ما تضمنته هذه الوثائق من محددات لمعالجة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في ظل المقاربات التي تضمنتها هذه الوثائق لمستقبل الشرق الاوسط، ومن ثم محاولة استجلاء مدى استجابة هذه المحددات لمتطلبات طرفي الصراع الفلسطينيين والإسرائيليين، و/او تعارضها معها، تلك المتطلبات التي جرى الكشف عنها في المؤتمرات الصحفية المشتركة التي عقدت على التوالي ما بين الرئيس ترامب والرئيس عباس صباح يوم الثلاثاء الموافق 23/5/2017 في بيت لحم، وما بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في ظهيرة ذات اليوم.
وذلك من خلال ثلاثة اجزاء يتناول الجزء الاول محددات معالجة الصراع كما وردت في خطاب الرئيس ترامب، ويتناول الجزء الثاني محددات معالجة الصراع كما وردت في نداء الرياض، ويتناول الجزء الثالث متطلبات طرفي الصراع، الفلسطينيين الاسرائيليين كما وردت في المؤتمرات الصحفية بين كل من الرئيس ترامب والرئيس الفلسطيني، وكذلك ما بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يوم الثلاثاء الموافق 23/5/2017.

اولا: محددات معالجة الصراع المتضمنة في خطاب الرئيس ترامب
من حيث الشكل تكون الخطاب من (87) فقرة تضمنت (2630) كلمة وفق الترجمة العربية (غير الرسمية) للخطاب، اما النسخة الانجليزية فتكونت من (3640) كلمة، وقد احتاج الرئيس لإلقاء خطابه الى (20) دقيقة.
ومن حيث المضمون شكل الخطاب دعوة امريكية للمجتمعين للتعاقد على الشراكة، وتعرف مثل هذه الدعوات قانونيا، لا سيما في القانون الدولي بخطابات النوايا.
ويتوافق هذا التكييف تماما مع احد تعريفات خطاب النوايا، الذي عرفه البعض “بأنه مستند مكتوب يوجه من طرف، يرغب في التعاقد على امر معين الى الطرف الاخر، يعرب فيه عن رغبته تلك، ويطرح فيه الخطوط العريضة للعقد المستقبل المزمع ابرامه، ويدعوه الى التفاوض والدخول في محادثات حوله”.
واستنادا الى التعريف اعلاه، وللتدليل على انه خطاب نوايا، فقد ورد لفظ حسن النية في الفقرة رقم (10) من الخطاب والتي كان نصها “اجتماعاتي مع الملك سلمان وولاة عهده قد ملأها الدفء وحسن النية والتعاون الهائل”، الامر الذي يفهم منه انه يطبق هذه المبادئ على دعوته للتعاقد مع القادة المستمعين لخطابه.
ومن حيث الكتابة، فالخطاب كان مستندا مكتوبا موجها من الرئيس الامريكي بصفته ممثلا عن الشعب الامريكي كما ورد في الفقرة رقم (4) من نص الخطاب والتي كان نصها “انا هنا ممثلا عن الشعب الامريكي لأقدم رسالة صادقة وامل”، وذلك من منطلق “الحرص على اقامة روابط اوثق (تعاقدات) للصداقة والامن والثقافة والتجارة”، كما ورد نصا في الفقرة رقم (8) من الخطاب.
ومن حيث الاعراب عن الرغبة في التعاقد فقد تجلت بوضوح في الفقرة رقم (16) من الخطاب والتي كان نصها “نحن هنا لعرض الشراكة”، كما ويفيد هذا النص ان غاية هذا التعاقد هي الشراكة.
وفيما يتعلق بالشراكة، فيفيد التحليل الكمي لمضمون الخطاب ان مصطلح الشراكة قد تكرر في الخطاب (13) مرة، الامر الذي يعني ان الرئيس قد استخدمه مرة كل (130) ثانية في خطابه، للتأكيد على اهمية هذه الشراكة ومدى الحاجة اليها.
اما بخصوص الدعوة الى التفاوض والدخول في محادثات حول الخطوط العريضة للعقد المستقبل المزمع ابرامه فقد تجلت بوضوح في نص الفقرة رقم (13) من الخطاب اذ كان نصها “لقد بدأنا مناقشات بشأن تعزيز الشراكات، وتشكيل شراكات جديدة”.
ومن حيث الخطوط العريضة للعقد المزمع ابرامه، فقد جرى الاشارة اليها ابتداء بشكل عام من خلال توضيح الرؤية الامريكية التي حكمت رغبتها في عرض الشراكة وهي هنا كما وردت في نص الفقرة رقم (6) والتي كان نصها ” رؤيتنا هي رؤية تتمحور حول السلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة، وفي العالم”.
وفيما بدى من المقاربة اعلاه ان السلام في هذه المنطقة والعالم هو مقدمة للأمن والازدهار اقليميا وعالميا، الا ان تفصيل الخطوط العريضة اعلاه كما ورد في اكثر من فقرة من فقرات الخطاب، تظهر ان تحقيق الامن هو المقدمة الاجبارية لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة والعالم وليس العكس.
وقد قدم الرئيس مقاربته للأمن بمعنى القضاء على الارهاب والتطرف في المنطقة، كما ورد بوضوح في الفقرة رقم (7) التي كان نصها ” وهدفنا هو تحالف الأمم التي تشترك في هدف القضاء على التطرف، وتزويد أطفالنا بمستقبل متفائل يحترم الله”.
و للتأكيد على ذلك يفيد تحليل مضمون الخطاب كميا، ان مصطلح الارهاب وضرورة القضاء عليه كان المصطلح الاكثر تكراراً في الخطاب، اذ تكرر بواقع (40) مرة، أي ان الرئيس ردده في خطابه بواقع مرة كل نصف دقيقة.
واذا ما اخذ عدد تكرار المفردات الدالة على الارهاب مثل: العنف الذي تكرر استخدامه (5) مرات، والتطرف الذي تكرر استخدامه (6) مرات، والحرب التي تكرر استخدامها مرة واحدة، والشر الذي تكرر استخدامه (7) مرات، والكراهية التي تكرر استخدمها مرتين، والقتل وسفك الدماء الذي تكرر استخدامه (11) مرة، يصبح عدد استخدام مصطلح الارهاب والمفردات الدالة عليه ما مجموعه (77) مرة، أي ما نسبته 3% من مجموع عدد كلمات الخطاب في نسخته العربية، الامر الذي يعني ان الرئيس استخدم مصطلح الارهاب او احد المفردات الدالة عليه بواقع 3,85 مرة كل دقيقة خلال خطابه.
وقد حدد الرئيس في خطابه الاهداف الارهابية من الدول والتنظيمات التي يتوجب بدء العمل ضدها على النحو التالي: ايران، اذ تكرر ذكرها (11) مرة، داعش التي تكرر ذكرها (5) مرات، حزب الله الذي تكرر ذكره (3) مرات، القاعدة التي تكرر ذكرها (مرتين)، واخيرا حماس وطالبان، التي تكرر ذكر كل منهما (مرة واحدة).
وكان الرئيس قد حدد مقاربتين مختلفتين لمواجهة الدول والتنظيمات الارهابية المشار اليها اعلاه، ففيما يتعلق بالقضاء على التهديد الارهابي الايراني استخدم الرئيس مقاربة عزل حكومتها، لإسقاطها واحلال حكومة عادلة صالحة محلها يستحقها الشعب الايراني من جهة، او لإجبارها على ان تكون شريكة للسلام في المنطقة من جهة اخرى، كما ورد في الفقرات (69-74)
وبرر الرئيس مقاربته هذه على اساس ان الحكومة الايرانية هي المسؤولة عن منح الارهابين الملاذ الآمن والدعم المالي والتدريب، علاوة على المكانة الاجتماعية للتجنيد. كما انها الحكومة الوحيدة التي تتحدث صراحة عن القتل الجماعي وتتعهد بتدمير اسرائيل والموت لأمريكا والخراب لكثير من الدول المتواجدة في هذه القاعدة.
وفيما يتعلق بالتنظيمات الارهابية داعش وحزب الله والقاعدة وحماس وطالبان وغيرها من التنظيمات فقد استخدم الرئيس مقاربة القضاء عليها من خلال طردها من دور العبادة (المساجد)، ومن المجتمع، ومن الارض بحيث لا يجد أي ارهابي ملاذا امنا له في بلاده، علاوة على ارسال ايديولوجياتهم الى غياهب النسيان، كما ورد في الفقرات (27-46).
وبرر الرئيس مقاربته هذه على اساس ان التأثير الحقيقي لهذه التنظيمات لا يجب ان يقاس بعدد القتلى فقط، بل يجب ان يقاس بكم اجيال الاحلام التي تلاشت.
واضاف الرئيس ان ارهاب هذه التنظيمات كان العائق الاساسي امام عدم استغلال امكانات ومقدرات هذه المنطقة الهائلة والتي جرى الاشارة اليها سابقا، وعلى ضوء ذلك اكد ترامب انه “لا يمكن ان يكون هناك تعايش مع عنف هذه المنظمات، ولم يعد من الممكن لهذا العنف ان يُحتمل او يُقبل، او يٌعذر، او يُتجاهل”.
وعند هذه النقطة يظهر التحليل الكمي للخطاب ان كاتب الخطاب لا سيما فيما يتعلق بمواجهة الارهاب للقضاء عليه، قد الزم نفسه وكذلك الطرف الاخر بهذا الامر، الامر الذي يعني ان مواجهة الارهاب امر غير خاضع للتفاوض لغايات ابرام العقد النهائي، ويتجلى ذلك بوضوح في استخدام لفظة (يجب) التي تكرر ذكرها (11) مرة في الفقرات التي نصت على هذا الامر كما ورد نصا في الفقرات رقم (14-17-27-50-52-53-55-58-60-61-65-72-74).
وفيما يتعلق بمقاربة السلام في المنطقة، فيفيد التحليل الكمي للخطاب ان مصطلح السلام قد تكرر بواقع (10) مرات خلال الخطاب، أي ان الرئيس استخدمه بواقع مرة كل دقيقتين. واذا ما اخذت المفردات الدالة على السلام والتي تكررت في الخطاب مثل الازدهار والصداقة والشراكة والتفاؤل والامل والتحالف والاتحاد والخير والاستقرار، التي تكررت بواقع (2، 2، 13، 1، 3، 5، 3، 4، 3، 5) مرة حسب الترتيب اعلاه، يصبح عدد تكرارات مصطلح السلام والمفردات الدالة عليه ما مجموعه (51) مرة، أي ما نسبته 1,9% من مجموع كلمات الخطاب في نسخته العربية، الامر الذي يعني ان الرئيس استخدم مصطلح السلام او احد المفردات الدالة عليه بواقع (2,6) مرة كل دقيقة في خطابه.
كما ويفيد تحليل مضمون الخطاب ان الرئيس ترامب قد الزم نفسه من خلال تعهده في خطاب تنصيبه ببناء شراكات جديدة سعيا لتحقيق السلام، كما ورد نصا في الفقرة رقم (5) من فقرات الخطاب.
ويمكن القول هنا ان هذه الفقرة كانت مقدمة للفقرة رقم (6) التي تحدثت عن الرؤية الامريكية في مقاربتها للمنطقة التي تتمحور حول السلام والامن والازدهار، وللفقرة رقم (51) التي كان نصها “امريكا تسعى للسلام وليس للحرب”.
وتأسيسا على تحليل مقاربة الرئيس للأمن، ذلك المصطلح الذي طغى على مصطلحات الخطاب، يمكن القول انه كان الاجدر بكاتب الخطاب ان يقدم الرؤية الامريكية للشراكة ضمن صيغة الامن والسلام والازدهار وليس كما قدمه نصا “السلام والامن والازدهار”، اذ اظهر تحليل الخطاب ان الامن بمعنى القضاء على الارهاب هو الممر الاجباري لتحقيق السلام والازدهار وليس العكس.
وعلى ضوء ذلك يتضح ان تعهد الرئيس ترامب الذي عبر عنه في الفقرة رقم (5) اعلاه يعود على بناء الشراكة التي تضمن القضاء على الارهاب، الامر الذي ربما يحقق السلام.
ويؤكد نص الفقرة رقم (20) الاستنتاج اعلاه، اذ كان نصها ” وبمساعدة الله، ستشكل هذه القمة بداية النهاية لأولئك الذين يمارسون الإرهاب وينشرون عقيدته الخبيثة. وفي الوقت نفسه، ندعو أن يُذكر هذا التجمع الخاص يوماً ما باعتباره بداية السلام في الشرق الأوسط – وربما حتى في جميع أنحاء العالم”.
وكذلك الامر في نص الفقرة رقم (42) والتي كان نصها “لقد انتشر الإرهاب في جميع أنحاء العالم، ولكن الطريق إلى السلام يبدأ هنا، في هذه الأرض العتيقة، في هذه الأرض المقدسة”.
وتفيد النصوص اعلاه ان كاتب الخطاب لم يستخدم البتة في مقاربته للسلام في المنطقة مفردة (يجب)، او أي من المفردات الدالة على اظهار وتأكيد الالتزام بتحقيق السلام، كما فعل في مقاربته للإرهاب وسبل القضاء عليه، واستخدم بدلا منها مفردات دالة على الدعاء والابتهال لله لتحقيق السلام كما بدى واضحا في نص الفقرة رقم (20) المشار اليها اعلاه، وترك الامر برمته للمفاوضات اللاحقة لإبرام عقد الشراكة المشار اليه سابقا.
وكان الرئيس قد افرد فقرة خاصة للحديث عن السلام الفلسطيني الاسرائيلي، هي الفقرة رقم (66) من الخطاب والتي كان نصها “وبهذه الروح، في ختام زيارتي للرياض، سأسافر إلى القدس وبيت لحم، ثم إلى الفاتيكان، حيث سأزور العديد من أقدس الأماكن في الأديان الإبراهيمية الثلاثة. وإذا أمكن لهذه الديانات الثلاث أن تتعاون معاً، فإن السلام في هذا العالم سيكون ممكناً – بما في ذلك السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين- وسأجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس”.
ويتضح من النص اعلاه ان السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين قد ورد ضمن صيغة الاشتراط والاحتمال وليس ضمن صيغة التأكيد والالتزام، فإذا امكن للديانات السماوية الثلاث “الاسلام والمسيحية واليهودية” ان تتعاون، فالسلام وقتها سيكون ممكنا، علاوة على انه سيكون جزء من السلام العالمي وليس العكس.
كما ويظهر التحليل اعلاه انه لم يتم التطرق نهائيا الى حق الفلسطينيين في التحرر من الاحتلال الاسرائيلي، والاستقلال واقامة دولتهم المستقلة على حدود العام 1967 ضمن حل الدولتين، في الوقت الذي جرى فيه التطرق مباشرة الى دولة اسرائيل في سياق التعهد بالقضاء على الارهاب لا سيما الصادر عن النظام الايراني، وحقها في المنطقة كما بدى واضحا في نص الفقرة رقم (70) والتي كان نصها ” إنها حكومة تتحدث صراحة عن القتل الجماعي، وتتعهد بتدمير إسرائيل والموت لأمريكا، والخراب لكثير من القادة والأمم في هذه القاعة”.
وتأسيسا على ما تقدم تبدو محددات الرئيس ترامب لكل من النظام الدولي والسلام في الشرق الاوسط لا سيما على الصعيد الفلسطيني الاسرائيلي على النحو التالي:
اولا: على صعيد النظام الدولي، يبدو ان الرئيس قد اعتمد مقاربة التحالفات الاستراتيجية الاقليمية، فهناك تحالف الناتو على الصعيد الاوروبي، الذي مهمته احتواء الطموح الروسي، ثم تحالف الشرق الاوسط الاستراتيجي الذي ستكون مهمته القضاء على الارهاب في المنطقة واحتواء ايران وطموحها، واخيرا تؤكد هذه المقالة انه سيكون هناك تحالف ثالث هو التحالف الاستراتيجي الاسيوي الذي ستكون مهمته احتواء الطموح الصيني.
ثانيا: على صعيد السلام الفلسطيني الاسرائيلي
ويمكن على هذا الصعيد تعداد المحددات الامريكية لإنجاز سلام فلسطيني اسرائيلي على النحو التالي:
1- وجوب انجاز شراكة امريكية شرق اوسطية ضمن صيغة تحالف الشرق الاوسط الاستراتيجي، تكون الرياض مقر قيادته.
2- وجوب القضاء على الارهاب الذي مصدره ايران وداعش وحزب الله والقاعدة وحماس وطالبان وفق المقاربات التي حددها الخطاب.
3- وجوب المشاركة الفلسطينية الفاعلة في برنامج القضاء على الارهاب وفق البنود 1و2 اعلاه.
4- الدفع نحو تعاون الاديان الثلاثة الاسلام والمسيحية واليهودية لإمكانية تحقيق السلام في العالم بما في ذلك السلام الفلسطيني الاسرائيلي.
يتبع

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا