الرئيسيةمختاراتمقالاتفلسطينية.. تبكي شهيداً أردنياً

فلسطينية.. تبكي شهيداً أردنياً

بقلم: شحاده أبو بقر

وقفت مطولا أمام دموع تلك السيدة الفلسطينية الطاهرة، والتي خنقتها عبراتها أمام رفات ذلك الجندي الأردني الشهيد بينما كان رفاته الطاهر يوارى ثرى بلدة «بيتا» قرب نابلس.
تدفقت مشاعر السيدة الصادقة حزنا وهي تتذكر أن لذلك الأردني الشهيد الذي فاضت روحه وسال دمه الطاهر فداء لفلسطين ودفاعا عن شعبها وقدسها وأقصاها، أم وأب وأسرة كانت تنتظر عودته ككل أسرة، لكنه لم يعد، ولن يعود.
أجزم أن لا أصدق ولا أطهر من حرارة الدمعة الحرى سوى حرارة الدم الزكي. وإذا ما أختلط الدمع بالدم فأعلم أن الدنيا ما زالت بخير مهما ادلهم ظلام الظلم ومهما تجبر الغزاة الطغاة وأعوانهم.
دموع تلك السيدة أبلغ وقعا، وأكثر أثرا من كل ما يمكن أن يكتب عن نكبة فلسطين من بيانات وتصريحات وأحاديث عن تشريد شعبها في طول الكوكب وعرضه، وأسر القدس وأقصاها أولى القبلتين وثالث الحرمين.
ففي دمعتها ما هو أعمق بحيث يختزل تاريخ شعبين شقيقين حقا، دمهما ودموع حرائرهما يجسدان مصيرهما الواحد. بكت السيدة المحترمة وأظنها بكت قضية كاملة، وطوفانا هادرا من الشهداء والجرحى والمشردين بسطوة الغزاة الغاصبين الذين أطلقوا على فلسطين زورا أسم “إسرائيل”، وسط صمت وتآمر عالم منافق لا يقدر أحزان شعبينا الفلسطيني والأردني وما لحق ويلحق بهما من ظلم على مدى ثمانية عقود وأكثر حتى تاريخه.
مؤكد لو عرض الإعلام النائم لحظة أنهمرت دموع المرأة الفلسطينية في حضرة شهيد جيشنا الأردني هناك في فلسطين، لكان لتلك اللحظة التي تستحق أن تكون جدارية خالدة، وقع صادق أبكى معها رجالا ونساء أردنيين وفلسطينيين شرفاء طاهرين.
للأردنيين والفلسطينيين فقط: عودوا كما كنتم، صفاً واحداً وضمائر نقية، وثقوا أن مصيركم في المخطط الصهيوني مشترك، فإما أردن وفلسطين، وإما إسرائيل كبرى تتجاوز حدودنا الى ما هو أبعد لا قدر الله.
أما دمعه الأخت الحرة الفلسطينية فهي تعبير صادق حي من شعب يحفظ العهد والوعد، ويرى في دماء شهدائنا الأردنيين مشاعل نور تخضب هضاب فلسطين وأسوار القدس الشريف وكل بقعة من ثراها الطهور.. الله من وراء قصدي..

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا