المرأة كائن فطري! كتب موفق مطر

الرجال المحشوون بمفاهيم السلطة الذكورية في بلادنا لا يريدون الأنثى في العمل السياسي.. فهؤلاء يخافون انكشاف ضعفهم، فالمرأة ذات القدرات منافس يهدد مكتسبات سلطتهم الموروثة بغير حق.

لا يرى الذكوريون إلا نصف دائرة الحياة، أما النصف الآخر بالنسبة لهم، فهو كائن ضعيف لا يقوى على العيش إلا في ظلالهم.

لضرورة الدعاية السياسية ينظر(مستخدمو الدين لأهدافهم السلطوية) للمرأة أما وأختا وزوج شهيد أو أسير.. رغم معرفتهم ان اكتمال النظرة للانسان الأنثى، يستوجب النظر اليها ذاتا، وقيمة، وكينونة وشخصية انسانية كاملة العقل والروح والسمات والأوصاف والخصائص، فتفسير الأحزاب والجماعات الاسلاموية لمفاهيم الحلال والحرام، والشرع محوره ابقاء نصف المجتمع مخزنا للامداد البشري وللأصوات في معارك الصناديق الانتخابية.

اقتصر مفهوم التحرر عند السلطويين الذكوريين على اشعال ميادين الصراع مع مشروع الاحتلال، وابقوا ميدان الصراع مع التخلف والمفاهيم الجاهلية الظلامية ساكنا لا حراك فيه، وذهبوا لأبعد من ذلك بتحريمهم الاقتراب من هوامشه باعتبار ذلك مسا بما سموها ( المقدسات).

ما زلنا بحاجة لنظرية اجتماعية متكاملة، تبين رؤيتنا لحقوق الانسان الأنثى (المرأة) وتكرس منظومة المساواة والعدل بين جنسي الانسان. وعلينا البدء بتذليل الفارق الهائل بين الادعاء والتجمل بالنظريات والمبادئ ورغباتنا السلبية الكامنة، وبين التطبيق على أرض الواقع، فاهمال مبدأ تثوير المفاهيم الاجتماعية والثقافية، والاقتصار على التحشيد التعبوي سيجعل امكانية احداث التأثير والتغيير النوعي والجذري محدودا، فمن دون تحرير الانسان لا يمكن بناء مجتمع الدولة والوطن حتى لو تم تحرير الأرض، فالصراع في الميدانين متواز حتما، ولا بد شرط للانتصار الكامل من الانتصار أولا على تجارة وسماسرة المفاهيم الخاطئة الموروثة، وقراءة التجارب الانسانية الحضارية، واستخلاص ارقاها ومجاراتها، فنحن ورثة أمة حضارية، ونمتلك جواهرا في خزائننا الثقافية تحتاج صقلا حديثا بما يتناسب مع أبعاد العالم الانساني والسياسي والثقافي والمعرفي العلمي الجديد المتشكل على منهج تقديس قيمة الانسان وتشريع القوانين لحماية حقوقه وكرامته.

لا ينتصر شعب ما زال مستخدمو الدين يستحكمون ببوصلة توجهه الروحي، فهؤلاء يصارعون لابقاء المجتمع ذكوريا يعتقد ان مجتمع الانسان الأنثى مجرد كائنات فطرية (مؤنثة) تعيش في ظلال الرجال، واذا أصابها نور العقل والعلم تذبل وتموت، لذا فمن (الواجب المقدس) ابقاءها حبيسة الظلام والتعتيم حفاظا على حياتها وديمومة (خلفتهم).

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا