شكرا لهم جميعا كتب عمر الغول

هناك قطاعات ومؤسسات طبيعة عملها ومهامها الموكلة لها تحتم عليها مسؤولياتها في مختلف الظروف والشروط المناخية القيام بدورها على أكمل وجه، دون ان يشتكي الموظف أو العامل فيها مسؤولا أو مرؤوسا، لأنه يقوم بواجبه المهني والاجتماعي والوطني في آن.
لكن من حق اولئك الجنود المعلومين والمجهولين على القيادات الرسمية وقطاعات الشعب، ان يسمعوا كلمة تشجيع وتقدير عندما يجيدون عملهم، وينفذون مهامهم كما يجب. كما يسمعون النقد السلبي ولفت النظر وايقاع القصاص بأي منهم في حال أخطأ أو أساء التصرف. بتعبير أوضح، الواجب والمسؤولية تحتم على الجميع بقدر ما تقوم المؤسسات المدنية أو العسكرية والأمنية بمهامها ومسؤولياتها، بقدر ما يفترض على الجميع تقدير هذا الجهد الايجابي، والعكس صحيح.
في تجربة المنخفضين الجويين هذا الشتاء استطاعت الجهود المشتركة لكل جهات الاختصاص بدءا من الدفاع المدني والشرطة والأمن الوطني والارتباط المدني والعسكري وحرس الرئاسة والبلديات وقيادات المحافظات ووزارات الاشغال والاسكان والصحة والاعلام وهيئة الاذاعة والتلفزيون والمؤسسات الاعلامية المرئية والمسموعة الأهلية وشركة الكهرباء وغيرها من المؤسسات الرسمية والأهلية من تحقيق نقلة نوعية في مواجهة الشروط البيئية الصعبة الناجمة عن المنخفضين المذكورين هذا العام، بعكس ما حصل العام الماضي، حيث كان الاستعداد ضعيفا، والتنسيق محدودا، ما أدى إلى نتائج سلبية، تركت بصماتها على حياة المواطن والمدن والقرى والمصالح الوطنية عموما.
تجربة العام الحالي تميزت بـ: اولا الاستفادة من دروس وعبر العام الماضي؛ ثانيا الجاهزية العالية لمواجهة المنخفضات الجوية؛ ثالثا تم تشكيل غرف عمليات عديدة مرتبطة في كل محافظة بغرفة العمليات المركزية، والمركزيات الفرعية مرتبطة بغرفة مركزية على مستوى الوطن؛ رابعا تعاون المواطن في كل المحافظات مع تعليمات جهات الاختصاص.
هذه العوامل المترافقة مع تكامل جهود القطاعات والمؤسسات وجهات الاختصاص مع تعاون المواطنين، اعطت نتائج ايجابية ومتميزة في مواجهة المنخفضات بأقل الخسائر الممكنة، وبفتح الطرق من والى مراكز المدن، وتأمين وصول الموظفين وعمال المؤسسات إلى اماكن عملهم، والتصدي لكل حالات الطوارئ حيثما كانت، لا سيما وان غرف العمليات المختلفة وضعت أرقام هواتفها في خدمة المواطنين، ما مكنها من الوصول الى اي حالة طوارئ، ومعالجتها بسرعة وضمن الامكانيات المتاحة.
شكرا لهم جميعا مسؤولين وضباطا وصف ضباط وجنودا وموظفين وعاملين، رؤساء ومرؤوسين، وشكر خاص لقيادة الدفاع المدني، التي ابلت بلاء حسنا، وتميزت بجاهزيتها العالية.
شكرا للمواطن، الذي التزم واستجاب للتعليمات الموجهة له. ولولا الجهود المشتركة، والروح العالية بالمسؤولية من قبل كل جهات الاختصاص لما أمكن تحقيق هذا النجاح في مواجهة المنخفضين الجويين بالشاكلة، التي تمت بها. لعل الاستخلاص الأهم من هذه التجربة الايجابية، هو ضرورة انعكاسها على مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والكفاحية لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى. فهل نعمم هذه التجربة في ميادين ومجالات الحياة المختلفة لقهر الصعوبات والتحديات الاسرائيلية والداخلية على حد سواء؟
oalghoul@gmail.com

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا