المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

ماذا وراء تصعيد حماس الاخير؟

صعدت حماس وبشكل غير مسبوق من لهجتها تجاه القيادة الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية ‏بشكل عام وعلى رأسها الاجهزة الامنية الفلسطينية، وجاء هذا التصعيد في ظل حراك سياسي تشهده ‏المنطقة وامتداداته الاقليمية والدولية. وقد لوحظ في الاونة الاخيرة اشتداد هجمة حماس على القيادة ‏الفلسطينية واتهامها بتعطيل المصالحة تبعه هجوم اخر على الحكومة الفلسطينية واتهامها بالتقصير ‏في القيام بمهامها في قطاع غزة وانتهى هجوم حماس بوصف الاجهزة الامنية بأنها وحدة من ‏وحدات الجيش الاسرائيلي.‏
هذا الهجوم الذي تقوم به حماس هو جزء من مؤامرة تشارك حماس بها تستهدف الشرعية ‏الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني في ظل عزم القيادة الفلسطينية اعادة الحراك السياسي على ‏الساحة الدولية والاقليمية من اجل ابقاء المشروع الوطني في بؤره الاهتمام الدولي وقطع الطريق ‏على كافة القوى المحلية والإقليمية التي تحاول تهيئة حلول تتجاوز فيها الشرعية الفلسطينية.‏
حماس تبحث عن دور مركزي لها في أي حل قادم وقد ادركت ان هناك حراكا دوليا واقليميا قد بدأ ‏مع قرب نتائج الانتخابات الاسرائيلية وهو ما المحت اليه الولايات المتحدة بانها جادة في اعادة ‏الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الى طاولة المفاوضات مع انتهاء الانتخابات الاسرائيلية وتشكيل ‏الحكومة الاسرائيلية.‏
ومن هذا القبيل تحاول حماس فرض نفسها على الساحة الدولية والإقليمية ولذلك جاء هجومها على ‏الاجهزة الامنية الفلسطينية من اجل اسقاط الدور الوطني الذي تقوم به الاجهزة الامنية في حماية ‏المشروع الوطني الفلسطيني وجاء اتهام حكومة التوافق بالتقصير من اجل خلق بديل يتمثل في اعادة ‏حماس تشكيل حكومة لها في القطاع، كل ذلك من اجل تبرير استمرار حماس في سيطرتها على ‏القطاع التي رأت انها بالتوقيع على المصالحة وتخليها ولو شكليا عن الحكم هناك فقدت ورقة مهمة ‏كانت تستخدمها حماس في مناوراتها السياسية.‏
حماس ايضا وبعد افتضاح امرها بقيامها باتصالات سرية مع اسرائيل واستعدادها للتوقيع على اتفاق ‏معها يضمن لها استمرار حكمها في القطاع مع ضمانة اسرائيلية شريطة التزام حماس بأمن ‏اسرائيل والتنازل عن الضفة الغربية والقدس كل ذلك جعلها تدرك انها باتت رقما يصعب تجاوزه في ‏أي حل قادم وتهدف من وراء خطوتها الى سحب البساط من تحت اقدام القيادة الفلسطينية بل تعتقد ‏حماس انه يمكن استرضاءها باعطاءها دور في أي حل قادم.‏
وزاد من عملية التمرد التي تقوم بها حماس ما يجري على الساحة الاقليمية من محاولات لإعادة ‏حماس الى الواجهة السياسية التي فقدتها بعد دورها في احداث مصر وموقف مصر منها وخاصة ‏بعد اعتبارها حركة ارهابية بناءً على قرار المحكمة المصرية. وقد تولت المملكة العربية السعودية ‏الاتصالات مع حماس ووردت هناك انباء بتوجيه الدعوة لقيادة حماس من قبل السعوديين وهو ما ‏فسرته حماس بانها باتت رقما صعبا في معادلة الشرق الاوسط .‏
القيادة الفلسطينية نجحت ايضا في كسر طوق الركود الذي لازم الساحة السياسية الفلسطينية من ‏خلال اجتماعات المجلس المركزي ومن خلال زيارته للملكة العربية السعودية وحصوله على ‏ضمانات بأنه لن يكون هناك تغير على السياسة السعودية الداعمة للشرعية الفلسطينية،اضافة الى ‏رحلته الاوروبية والتي كانت نتائجها ايجابية جدا واخيرا مشاركة السيد الرئيس في مؤتمر دعم ‏وتنمية الاقتصاد المصري واللقاءات التي اجراها سيادته مع بعض زعماء العالم ، اضافة الى ‏الاتصالات التي اجرتها الادارة الامريكية مع السيد الرئيس وتحديدا جون كيري ولقاءه معه في شرم ‏الشيخ ، كل ذلك جعل حماس تعتقد انها باتت خارج المعادلة وهذا سبب رئيسي دفعها للتصعيد مع ‏القيادة الفلسطينية.

خاص بمركز الإعلام

Exit mobile version