ماذا وراء تصعيد حماس الاخير؟

صعدت حماس وبشكل غير مسبوق من لهجتها تجاه القيادة الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية ‏بشكل عام وعلى رأسها الاجهزة الامنية الفلسطينية، وجاء هذا التصعيد في ظل حراك سياسي تشهده ‏المنطقة وامتداداته الاقليمية والدولية. وقد لوحظ في الاونة الاخيرة اشتداد هجمة حماس على القيادة ‏الفلسطينية واتهامها بتعطيل المصالحة تبعه هجوم اخر على الحكومة الفلسطينية واتهامها بالتقصير ‏في القيام بمهامها في قطاع غزة وانتهى هجوم حماس بوصف الاجهزة الامنية بأنها وحدة من ‏وحدات الجيش الاسرائيلي.‏
هذا الهجوم الذي تقوم به حماس هو جزء من مؤامرة تشارك حماس بها تستهدف الشرعية ‏الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني في ظل عزم القيادة الفلسطينية اعادة الحراك السياسي على ‏الساحة الدولية والاقليمية من اجل ابقاء المشروع الوطني في بؤره الاهتمام الدولي وقطع الطريق ‏على كافة القوى المحلية والإقليمية التي تحاول تهيئة حلول تتجاوز فيها الشرعية الفلسطينية.‏
حماس تبحث عن دور مركزي لها في أي حل قادم وقد ادركت ان هناك حراكا دوليا واقليميا قد بدأ ‏مع قرب نتائج الانتخابات الاسرائيلية وهو ما المحت اليه الولايات المتحدة بانها جادة في اعادة ‏الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الى طاولة المفاوضات مع انتهاء الانتخابات الاسرائيلية وتشكيل ‏الحكومة الاسرائيلية.‏
ومن هذا القبيل تحاول حماس فرض نفسها على الساحة الدولية والإقليمية ولذلك جاء هجومها على ‏الاجهزة الامنية الفلسطينية من اجل اسقاط الدور الوطني الذي تقوم به الاجهزة الامنية في حماية ‏المشروع الوطني الفلسطيني وجاء اتهام حكومة التوافق بالتقصير من اجل خلق بديل يتمثل في اعادة ‏حماس تشكيل حكومة لها في القطاع، كل ذلك من اجل تبرير استمرار حماس في سيطرتها على ‏القطاع التي رأت انها بالتوقيع على المصالحة وتخليها ولو شكليا عن الحكم هناك فقدت ورقة مهمة ‏كانت تستخدمها حماس في مناوراتها السياسية.‏
حماس ايضا وبعد افتضاح امرها بقيامها باتصالات سرية مع اسرائيل واستعدادها للتوقيع على اتفاق ‏معها يضمن لها استمرار حكمها في القطاع مع ضمانة اسرائيلية شريطة التزام حماس بأمن ‏اسرائيل والتنازل عن الضفة الغربية والقدس كل ذلك جعلها تدرك انها باتت رقما يصعب تجاوزه في ‏أي حل قادم وتهدف من وراء خطوتها الى سحب البساط من تحت اقدام القيادة الفلسطينية بل تعتقد ‏حماس انه يمكن استرضاءها باعطاءها دور في أي حل قادم.‏
وزاد من عملية التمرد التي تقوم بها حماس ما يجري على الساحة الاقليمية من محاولات لإعادة ‏حماس الى الواجهة السياسية التي فقدتها بعد دورها في احداث مصر وموقف مصر منها وخاصة ‏بعد اعتبارها حركة ارهابية بناءً على قرار المحكمة المصرية. وقد تولت المملكة العربية السعودية ‏الاتصالات مع حماس ووردت هناك انباء بتوجيه الدعوة لقيادة حماس من قبل السعوديين وهو ما ‏فسرته حماس بانها باتت رقما صعبا في معادلة الشرق الاوسط .‏
القيادة الفلسطينية نجحت ايضا في كسر طوق الركود الذي لازم الساحة السياسية الفلسطينية من ‏خلال اجتماعات المجلس المركزي ومن خلال زيارته للملكة العربية السعودية وحصوله على ‏ضمانات بأنه لن يكون هناك تغير على السياسة السعودية الداعمة للشرعية الفلسطينية،اضافة الى ‏رحلته الاوروبية والتي كانت نتائجها ايجابية جدا واخيرا مشاركة السيد الرئيس في مؤتمر دعم ‏وتنمية الاقتصاد المصري واللقاءات التي اجراها سيادته مع بعض زعماء العالم ، اضافة الى ‏الاتصالات التي اجرتها الادارة الامريكية مع السيد الرئيس وتحديدا جون كيري ولقاءه معه في شرم ‏الشيخ ، كل ذلك جعل حماس تعتقد انها باتت خارج المعادلة وهذا سبب رئيسي دفعها للتصعيد مع ‏القيادة الفلسطينية.

خاص بمركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا