مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية تساعد أطفال غزة على أداء واجباتهم المدرسية ليلا

قال تقرير لوكالة ‘الأونروا’ اليوم: إن المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية والقابلة للحمل، التي وُزعت مؤخرا في ظل انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، ساهمت كثيرا في تحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة الذين ما زالوا يقيمون في مراكز التجمع التابعة لـ’لأونروا’ بعد مرور نحو ستة أشهر على انتهاء الحرب التي وقعت خلال شهري يوليو/ أغسطس من عام 2014.

وجاء في التقرير، إنه في خان يونس، جنوب القطاع، قام علاء الجخلب، مدير أحد مراكز التجمع التابعة لـ’الأونروا’، بإحصاء شحنة المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية التي تم استلامها بدقة. وقد قامت مؤسسة التبادل الثقافي الياباني- الآسيوي (JACE)، وهي مؤسسة يابانية غير حكومية، بإهداء هذه المصابيح القابلة للنقل، والتي تم تسليمها من خلال ‘الأونروا’ إلى 56 أسرة فلسطينية لاجئة دُمرت مساكنها خلال الصراع الأخير، وما زالت تقيم في المآوي الطارئة في ثلاثة مراكز للتجمع في منطقة خان يونس.

وانتظر علاء بفارغ الصبر وصول هذا التبرع، وهو مسرور بدخول هذه المصابيح إلى غزة أخيرا، بعد أن تكرر انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة، منذ أشهر عديدة.

ومنذ فرض الحصار عام 2007، كانت غزة تعمل عادة بجدول طارئ للكهرباء بنظام ‘ثماني ساعات وصل، و12 ساعة قطع’. وزاد انقطاع التيار الكهربائي الحاد في أعقاب حرب يوليو/ أغسطس من عام 2014 الطين بلة مع اقتصار عدد ساعات الوصل حاليا على 6 ساعات يوميا فقط كحد أقصى.

وتواجه مراكز التجمع في أغلب الليالي انقطاع التيار الكهربائي، وعلى الرغم من توفير المولدات الكهربائية في هذه المراكز لا توجد طاقة كهربائية احتياطية، إلا أن الإفراط في التشغيل والانقطاعات التي تحدث أصبحا يمثلان مشكلة.

بحلول منتصف الظهيرة، استكمل علاء وفريقه توزيع المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية على الأسر المستفيدة من هذا التبرع، مع تسليم العلبة الأخيرة لشاب انتظر بصمت وبصبر في أحد ممرات مركز تجمع مدرسة بنات الأمل الابتدائية في خان يونس. بعد استلامه المصباح، عبّر اللاجئ الفلسطيني محمد أبو طعيمة، 28 عاما، عن امتنانه لهذا التبرع.

وبين محمد أنه يعيل أسرة مكونة من 7 أفراد، فقبل أن يُدمر منزله في حرب الصيف الماضي، كانت حياته الأسرية بسيطة ولكن سعيدة. محمد كان عاملا، إلا أن فرص العمل المتاحة استنفدت مؤخرا نتيجة تعطل عمل الكثير من الشركات التي نجت من الأعمال العدائية التي وقعت خلال صيف عام 2014، بسبب بطء وتيرة إعادة الإعمار، والتي تفاقمها صعوبة إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة.

الآن، يقول محمد إن الحياة محصورة في غرفة ضيقة في مركز التجمع، صعبة جدا، ويحاول محمد تشجيع أطفاله على الحفاظ على دراستهم، ولكن مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي كل ليلة، أصبح توفير إضاءة دائمة لكي يتمكن الأطفال من الدراسة يمثل مصدر قلق.

يقول محمد: ‘هذه المصابيح هي وسيلة إنارة آمنة وسهلة الاستخدام، سيستفيد أطفالي بشكل خاص منها لحاجتهم لأدائهم واجباتهم المدرسية في فترة المساء أثناء انقطاع التيار الكهربائي’.

كذلك عاش شادي أبو جامع، وهو أب لأربعة أطفال في منطقة الزنة بالقرب من حدود قطاع غزة الشرقية، حيث كان يمتلك منزلا ومحل بقالة صغيرا.

يقول شادي إن منزله ومحل البقالة دُمرا خلال الصراع الأخير، ما اضطره وأسرته إلى اللجوء إلى مركز تجمع مدرسة بنات الأمل الابتدائية.

وفي محاولة منه لتوفير الإنارة لأسرته خلال الليل في مركز التجمع، يلجأ شادي أحيانا إلى إضاءة الشموع، ولكنه كان يشعر دائما بالقلق على سلامة أسرته.

ويؤمن شادي أن المصابيح الجديدة التي تعمل بالطاقة الشمسية سيكون لها تأثير كبير في التخفيف من وطأة الظلام على أسرته، شاكرا مؤسسة التبادل الثقافي الياباني-الآسيوي (JACE) على مساهمتها الكريمة.

وبحسب التقييم الفني المتواصل الذي تنفذه ‘الأونروا’، فقد تضرر أو دُمر أكثر من 100,000 مسكن خلال الحرب التي وقعت الصيف الماضي، أي ما يزيد عن ضعف عدد المساكن المقدر أوليا في غزة.

ويستمر عدد النازحين المقيمين في مراكز التجمع التابعة للأونروا بالتناقص، حيث توفر الوكالة حاليا المأوى لنحو 7,300 نازح متواجدين في 13 مركز تجمع تديرها الأونروا في مختلف أنحاء قطاع غزة.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا