الإعداد لتظاهرة دولية كتب عمر حلمي الغول

العمليات الارهابية في فرنسا وتونس حظيت باهتمام دولي مميز، حيث شارك العديد من رؤساء وقادة ورؤساء الوزراء والوزراء في تظاهرتين مهمتين رفضا للارهاب، وتاكيدا من الزعماء الذين شاركوا ودولهم على دعم الشعوب المصابة بلوثة وعار الارهاب، أي كانت خلفية القائمون والمنفذون له العرقية او الدينية او الطائفية.

المظاهرتان في باريس وتونس، سجلتا موقفا امميا متميزا في مناهضته للارهاب. من حيث الحشد الشعبي والرسمي. الذي عكس ارادة عالمية موحدة ضد الارهاب بمسمياته والوانه وتشكيلاته المختلفة.

وكون دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، تمثل ارقى اشكال الارهاب الدولاني المنظم, من حيث كونها دولة احتلال وعدوان لارض دولة شعب اخر، ولانها دولة عنصرية ليس ضد ابناء الشعب الفلسطيني، بل ضد اتباع الديانة اليهودية من الطوائف الشرقية والافريقية، ولارتكابها ابشع جرائم الحرب القديمة والحديثة ضد الفلسطينيين، ولرفضها خيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، ومواصلتها الاستيطان الاستعماري، فان الضرورة تملي على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية البدء بالتحضير لاقامة تظاهرة عالمية على تخوم مدينة القدس الشرقية، يشارك فيها رؤساء دول ورؤساء وزراء وقيادات وزعماء امميون (برلمانيون ونقابيون ومثقفون وفنانون واكاديميون) في ذكرى النكبة القادمة او ذكرى حرب حزيران / يونيو 1967 : لاعلان الرفض القاطع للاحتلال الاسرائيلي؛ ولادانة ورفض الارهاب الاسرائيلي المنظم؛ ولتاكيد وقوف العالم مع الحقوق الوطنية الفلسطينية، وخاصة حق الشعب العربي الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 67، وللتاكيد على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم على اساس القرار الدولي 194؛ وبالضرورة لاعلان اممي على الارض الفلسطينية وامام حواجز جيش الاحتلال الاسرائيلي عن دعم خيار التسوية السياسية، وغيرها من الاهداف ذات الصلة بمناهضة ومعاداة الارهاب الصهيوني.

التظاهرة الاممية المطلوبة، يفترض ان يقف على رأسها الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين والزعماء العرب والاوروبيون والاميركيون والروس والصينيون والهنود والمكسيكيون والارجنتينيون والبرازيليون واليابانيون وقادة افريقيا واسيا واميركا اللاتينية وكل محب للسلام انتصارا للسلام والتعايش والتجاور السلمي الايجابي بين شعوب المنطقة وخاصة على ارض فلسطين التاريخية.

التظاهرة العالمية المناهضة للاحتلال الاسرائيلي الاخير في العالم، الذي مضى عليه 48 عاما، خطوة نوعية ورائدة اذا ما احسنت القيادة التحضير والاستعداد لها، لمحاصرة دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، وفضح ممارساتها الاجرامية، واماطة اللثام عن وجهها الارهابي البشع، من خلال الاعداد الجيد لها بالشعارات والبرشورات باللغات العالمية المختلفة عن مظاهر الاحتلال والعدوان الاسرائيلية. لا سيما وان الشعب الفلسطيني، هو الاحوج من كل الدول، التي عانت من الارهاب, لفضح وتعرية الارهاب والاحتلال الاسرائيلي، وتعميق ازمته ومحاصرته في عقر داره.

الضرورة تملي على السلطة الوطنية واللجنة التنفيذية للمنظمة الشروع بتشكيل لجنة وطنية عليا للاعداد للفعالية العالمية بهدف انجاحها، والتصدي للقيود الاسرائيلية من الان، التي يمكن ان تضعها امام زعماء العالم، الذين يرغبون بالمشاركة عبر المنابر المختلفة. والشروع بتوجيه الدعوات المباشرة عبر ارسال الوفود من الان لكل زعيم ورئيس وملك وامير في القارات الخمس. وتسليم الدعوات لزعماء النقابات والاكاديميين والفنانين والمثقفين من خلال السفراء او من في مقامهم، كي تحظى الدعوة بالمصداقية والدعم المطلوبين. مشروع الفكرة يحتاج الى الاغناء والتطوير من كل انسان معني بالدفاع عن المصالح العليا للشعب العربي الفلسطيني. لعل قادم الايام تشهد بلورة الفكرة الى عمل حقيقي.

oalghoul@gmail.com

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version