تحيي جماهير شعبنا في الوطن والشتات ذكرى يوم الارض الخالد تأكيداً على تمسكها بأرضها ، واصراراً على حق الفلسطيني في العوده الى الديار التي اجلي عنها بقوة البطش والترهيب .
كما تحيي هذه الذكرى وفاءً لارواح الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن ارضهم في الجليل في الثلاثين من اذار عام 1976 ، ضد القرار الاسرائيلي الذي جاء لمصادرة ارض “المل ” التابعه لقرى سخنين وعرابه ودير رضا والبالغه مساحتها 60 الف دونم .
تواتينا ذكرى الهبه الشعبيه المجيده في الجليل والمثلث والنقب ونحن نواجه صلف الاحتلال وتهديدات نتنياهو المكلف بتشكيل حكومه اسرائيليه جديده ، يغلب عليها التطرف الذي يظهر توجهات المجتمع الاسرائيلي للتشدد والعنف ويكشف عدم قناعته بالسلام واستمرار اعتدائه لشعبنا ولحقه في ارضه واقامه دولته واستقلاله وتقرير مصيره .
اما شعبنا الذي تنطلق جماهيره لزراعة الارض واحياء ذكرى اليوم المخصص لها ، فهو مصمم على حماية ارضه واستعاده حقوقه ، ويستعد في أي لحظه لبذل الغالي والنفيس من اجل هذا الهدف لن ترهبه الة القمع الاسرائيلي ولا تهديدات رئيس حكومته ، وها هي الفعاليات تتواصل بانتظام ليس في يوم الارض فقط وانما على مدار الايام للسنه ، حيث يقيم نشطاء المقاومه الشعبيه القرى الرمزيه هنا وهناك ، في المناطق المصادره وفي المناطق المهدده دون اكتراث بجحافل الجنود القتله الذين يرتكبون جرائمهم دون ان يرف لهم جفن واهمية انهم سوف ينجون من العقاب الذي سيأتي يوماً عندما نراهم يقفون مع قادتهم متهمون امام المحكمه الدوليه .
اقدموا على قتل الاخ المناضل زياد ابو عين قبل شهور في ترمسعيا ويواصلون قمع التظاهرات ضد مصادرة الارض وبناء الجدران ، بالرصاص والغاز السام وتنفيذ اعتقالات لردع ابناء شعبنا ولكن لا محاله .
ان التصميم الذي تظهره جماهيرنا في كل مكان ، بما في ذلك العواصم البعيده التي تشهد مسيرات ومهرجانات لاحياء هذه الذكرى انما يدلل على الاراده التي لا تلين لدى شعبنا وقيادته وفصائله ، باتجاه انهاء الاحتلال ووضع حد لاجراءاته وسياساته ، المتحديه لكل مبادئ القانون الدولي والمعاهدات الدوليه والقانون الدولي الانساني وميثاق حقوق الانسان ولكل القيم التي تؤمن بها وتناضل من اجلها البشريه .
وها هي الجماهير وطلائعها تستمر بتشكيل لجان الدفاع عن الارض وتنسيق الجهد مع المؤسسات الحقوقيه والشعبيه والاعلاميه لفضح ممارسات الاحتلال وكشف زيف ادعاءاته وذرائعه ومبرراته ، فهو مستمر في سرقة الارض وفي بناء المزيد من الاستيطان فوقها ومستمر في هدم المنازل وفي العل على تهويد القدس ، عاصمة فلسطين السياسيه والروحيه ، غير مكترث بالاراده الدوليه وبالموقف الدولي ، الذي يتعاظم كل يوم في رفضه للاحتلال والاستيطان والذي يدعو حكومات اسرائيل الى انهاء احتلالها وتحكمها بحرية شعبنا ومقدراته .
وها قد وصل الامر بالاداره الامريكيه على لسان احد كبار موظفي البيت الابيض ” هنيس ماكدونا ” ان تخاطب يهود امريكيين بالقول ان الولايات المتحده تتوقع من الحكومه الاسرائيليه ان تنهي احتلالها الذي دام خمسون عاماً وان تفسح الطريق امام اقامة دوله فلسطينيه فهذا افضل ضمان لامن اسرائيل على المدى البعيد .
بالطبع نحن لا نراهن على الاداره الامريكيه فهي التي تقف دائماً بجانب اسرائيل وتقدم لها كل اشكال الدعم والحمايه ، لكننا نراهن على قوتنا ووحدة موقفنا الذي لابد ان يتكرس بانهاء الانقسام وعودة حماس عن انقلابها وتوجهاتها ومنطلقاتها الفئوية ، ونراهن على جهدنا وجهد أنصار الحرية والسلام في العالم المتضامنين مع قضية شعبنا وحقوقه ، ان يخلقوا الرأي العام الواسع، الضاغط على اسرائيل والمهدد بفرض العقوبات عليها من اجل اجبارها على اعادة النظر في مواقفها المتطرفه وعلى الاستماع لنصائح حلفائها وبينهم ” ماكدونا ” لاستكشاف ان السلام هو الوسيله الانجع لضمان امن اسرائيل الذي تتباكى عليهم دائما رغم انها هي بؤرة التوتر في المنطقه ، وعامل التهديد لأمن دولها وشعوبها ، ولأمن شعبنا وحريته وعيشه وحقه في التمتع بتقرير مصيره اسوه بكل شعوب الارض .
شعبنا سينتصر مؤكداً ولن يتراجع مهما بلغت المعاناه والتضحيات ، اما نتنياهو وحلفائه المتطرفين فسيواجهون عما قريب عزله دوليه بالغه ، ورفضاً لسياستهم ودعايتهم التي لا تنطلي على احد ولا بد ان تندفع المنظمات الدوليه ومنظمات المجتمع المدني وانصار الحريه في العالم وبرلمانات الدول العديده للمطالبه بفرض العقوبات على اسرائيل مثلما تدع العالم للوقوف بوجه الطفه العنصريه في جنوب افريقيا ذات يوم .
عاش يوم الارض الخالد
والمجد لشهدائنا الابرار
والحريه لاسرانا البواسل
والنصر لشعبنا المعطاء الصابر الصامد
عن موقع مفوضية الاقاليم الخارجية “فتح”
