أبو مازن ما زال ماكراً

(المضمون: أبو مازن في تصريحه الاخير المفاجيء باستعداده للمفاوضات بدون شروط مسبقة يُظهر أنه داهية ومراوغ لأن من يريد المفاوضات لا يتوجه الى المحكمة الدولية في نفس الوقت).
هذا هو تاريخ المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، الفصل قبل الاخير: أبو مازن أقنع زعماء الغرب بأنه يريد السلام ولكن بالفعل رفض الاقتراب منه، حتى تسيبي لفني أدركت ذلك.
في المقابل، ايضا نتنياهو لم يُرد حلا قائما على دولتين لشعبين من خلال تعميقه للبناء في المستوطنات وبوضعه شروطا اخرى جديدة. لسوء الحظ، فقد مالت الحكومات في العالم الى اتهام نتنياهو بالتجميد أكثر من أبو مازن. الحقيقة موجودة في الوسط، كلاهما كان رافضا.
الآن فُتح الفصل الاخير. أبو مازن الذي رفض التحدث طوال اشهر، أعلن فجأة أول أمس أنه مستعد للتفاوض مع نتنياهو بدون شروط مسبقة.
هو؟ بدون شروط مسبقة؟ اذا كان الامر كذلك فلماذا الآن؟ ولماذا لم يكن ذلك قبل نصف سنة؟ وثلاثة اشهر، وحتى قبل شهر من الانتخابات في اسرائيل؟.
لشديد الأسف فان نتنياهو لم ينقض على هذه الغنيمة ولم يتصل مع رام الله لتحديد موعد للقاء. حتى خلال تشكيل الحكومة وحتى في فترة العيد كان يجب عليه أن ينقض على هذا الاقتراح من اجل اختباره: إما أن يكشف الوجه الماكر لأبو مازن أو يكون هناك اختراق باتجاه هدف “الدولتين”، الذي حسب اقوال رئيس الحكومة لم يُترك من جانبه، رغم تصريحه أنه في اثناء ولايته لن تقوم دولة فلسطينية.
فقط ليس بالامكان تجاهل الخوف من أن الحديث ثانية يدور حول مناورة من أبو مازن. المشكوك فيه أنه لا يقصد ما قاله بجدية.
• توقيت المرونة في موقف أبو مازن يشير الى أنه يريد الاثقال على نتنياهو في تشكيل حكومة يمينية ضيقة، التي ترفض في الأساس حل الدولتين للشعبين. لقد قدر أبو مازن أن عرض نفسه كمسالم يريد المفاوضات، سيثقل على نتنياهو البقاء في تصلبه.

• اذا كان قصد ذلك بجدية، فكيف يمكن أنه في نفس الوقت مع الاستعداد للمفاوضات، أعلن أنه سيتوجه الى المحكمة في لاهاي ضد اسرائيل. المفاوضات لا يبدأونها بلائحة اتهام. كل ما ادعاه بمنطق بأن نتنياهو لا يستطيع أن يوضح أنه يريد الدولتين في الوقت الذي يواصل فيه البناء خارج الكتل الاستيطانية – يمكن توجيهه ايضا تجاه أبو مازن. ليس بالامكان البدء في نفس الوقت بالمفاوضات وبالتوجه الى المحكمة في لاهاي. أبو مازن ما زال مراوغا وتم كشف وجهه الحقيقي.

اسرائيل اليوم – دان مرغليت:6/4

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا