حديث الرواسي: ستبقى سيرة الشهداء حية في ذاكرتنا ومنارة في مسيرتنا الوطنية

تعج ذاكرة شعبنا الفلسطيني بالأحداث التاريخية المفصلية وبأسماء قادة وضعوا فلسطين على خارطة العالم بل جعلوها القضية المركزية والأهم ومفتاح الحرب والسلم في الشرق الأوسط برمته، ولأنها أول من أطلق الرصاص وأول من أشعل جذوة النضال وأضاء الطريق نحو الدولة استحوذت حركة “فتــــــــــح” وقادتها على المساحة الأكبر من ذاكرة شعبنا الوطنية ، بعد أن مثَل القادة وفي مقدمتهم الشهيدان أبو عمار وأبو جهاد ، رموزاً وطنية ألهمت شعبنا وعبدت أمامه الطريق بعد أن كرست المبادئ الثورية والثوابت الوطنية وأساليب النضال المتجددة.
وفي شهر نيسان من كل عام يحيي شعبنا ذكرى استشهاد أمير الشهداء القائد خليل الوزير “أبو جهاد” الذي استشهد في السادس عشر من العام 1988 بعد أن خطَ وصيته الأخيرة ” لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة، ولا إرادة تعلو إرادة الشعب”، فكان له ما أراد، حيث أشعل شعبنا الفلسطيني الأرض المحتلة ناراً تحت أقدام الاحتلال وجعله يدفع ثمن احتلال ، ووصلت أخبار أطفال الحجارة وبطولاتهم كافة العواصم العالمية التي تداعت لتبحث عن حل لإنهاء انتفاضة شعب لا يستكين، وكانت ولا زالت الإرادة التي تحدث عنها القائد أبوجهاد عنواناً للصمود والثبات على الأرض والتى تنطلق من الفكرة والهدف.
تأتي ذكرى استشهاد القائد أبو جهاد أول الرصاص وأول الحجارة والشهداء الثلاثة كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار، ولا ننسى الشهيد عبد القادر الحسيني ، وشهداء دير ياسين الذين ارتقوا جميعاً في مثل هذا الشهر الذي يحيي فيه شعبنا أيضاً يوم الأسير الفلسطيني ، في وقت عصيب على شعبنا في الضفة والقدس وقطاع غزة ومخيمات اللجوء حيث يرتكب تنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات الموالية له أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا في مخيم اليرموك بسوريا، في حين تتعرض مدينة القدس المحتلة لحملة تهويد واسعة تستهدف تغيير تاريخها وطابعها العربي الإسلامي ، ويستبيح جنود الاحتلال ومستوطنيه كافة المدن والقرى في الضفة الغربية يقتلون ويعتقلون ويداهمون المنازل ويقتلعون الأشجار المثمرة وغيرها من الاعتداءات والجرائم اليومية التي تطال قطاع غزة المحاصر أيضاً ، فيما ترتكب سلطات الاحتلال أبشع الجرائم بحق أسرانا البواسل داخل سجون الاحتلال من تنكيل وتعذيب وحبس انفرادي وإهمال طبي أودى بحياة العشرات منهم .
إننا في هذا الشهر ، شهر الشهداء نجدد العهد والقسم بأن نستمر في النضال حتى تحقيق أهدافنا الوطنية التي قدم شهداؤنا أرواحهم رخيصة في سبيلها ، وستبقى حركة “فتــــح” التي أنجبت أبو عمار و الوزير وأبو إياد والكثيرين غيرهم ، ولادةً وستظل دوماً حاملة شعلة النضال الوطني وفي الطليعة للدفاع عن شعبنا وحقوقه المشروعة وصولاً إلى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وستظل سيرة القائد خليل الوزير وكافة الشهداء حية في ذاكرة حركة فتح والذاكرة الوطنية الفلسطينية نستلهم منها أروع معاني التضحية والفداء وحب الوطن، فلسطين الوطن والهوية.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا