يبيضون الحمص بالسموم.. لتبيض أموالهم ذهبا !!! كتب موفق مطر

لأن رمضان على الأبواب, ولأن الحمص ضيف موائد الافطار الدائم, ولأن القطايف ابنة شهر الصيام المدلل المعزز المكرم على موائد التحلية بعد الافطار, وبعد انفضاح سر اللون الأبيض للحمص الذي يسميه البعض (سر المهنة), السر الذي كشفه تحقيق جريدة “الحياة الجديدة”, حيث ثبت للصحفيين الاستقصائيين (المحققين) الأكفاء انها مادة ( ثاني اكسيد التيتانيوم ) الضارة, المستخدمة أصلا في مادة الطلاء !.

حدثني صديق مصور صاحب مختبر لتظهير الأفلام وطبع الصور في قطاع غزة قبل حوالي عشر سنوات عن صديق له جاء اليه يطلب مادة (…..) يستخدمها صديقنا ضمن المواد الكيميائية الخاصة بتظهير الأفلام وتثبيتها, وهي عبارة عن سموم خالصة كما تحذر منها التعليمات المرفقة عادة, فاستغرب صديقنا كون طالب المادة بائعا كبيرا للقطايف, ولما استفسر علم منه ان المادة المطلوبة, تسرع عملية تخمير عجينة القطايف وتزيد من فقاعاتها, ما يعني مظهرا مغريا للمشتري بعد الانضاج.
لو كلفت وزارتا الصحة والاقتصاد لجانا مختصة ونزلت الى الأسواق في زيارات فجائية وأخذت عينات من الخضار والفواكه والمعلبات المعروضة في المحلات او على البسطات, فقد يكتشف (المخبريون) حجم وخطورة السموم التي نستهلكها يوميا, وتدخل بطوننا وبنية اطفالنا, وتجري في شرايين اجسادهم, عندها قد لا يستغرب باحث سبب الاستنزاف المادي لجيوب الفقراء وذوي الدخل المحدود, وحتى الميسورين, فالحمص اكلة شعبية (تراثية) تتربع على عرش مائدة الفقير والغني في مجتمعنا, لكن احدا لم يتخيل بعد لجوء ( فاقدي الضمير ) الى تسميمنا, لتسمين ارباحهم, وأرصدتهم, وكروشهم!
نفخر بأن فلسطين ارض مباركة, بمائها وهوائها, بصخرها وتربتها ورملها, بزيتها وزيتونها وتينها وقمحها وخضارها وثمارها وبقولها واعشابها الطبيعية لا مثيل لها في العالم من حيث القيمة الغذائية والطبية, ورغم ذلك فان الوفيات نتيجة امراض خطيرة في القلب والكبد والسرطان تدفعنا لمعرفة السر. فمكنتنا ” الحياة الجديدة” من الامساك بأحد خيوطه المتشابكة, وقدمت لنا شهادة الدكتور أسامة صلاح، أمين عام المجلس الطبي الفلسطيني سابقاً والمختص بالتغذية العلاجية والصحة العامة حول سموم نتناولها في وجباتنا الثلاث, أو في واحدة على الأقل، وتكفي شهادته لتقرر السلطات المختصة فورا اصدار القرارات والاجراءات القانونية الرادعة والمانعة لجريمة الجشعين, اذ قال »إن مادة ثاني اكسيد التيتانيوم هي مادة كيماوية مسرطنة يتم استخدامها في مواد طلاء الجدران وفي البلاستيك والمواد الصناعية، وأي مادة كهذه تدخل الى الجسم فإنها تسبب تليفا بالرئة وتتراكم على الكبد والكلى والقلب وتسبب التسمم الغذائي، وتبييض المعدة وإتلاف الأمعاء “.
ربما يدافع مسممو قلوبنا عن جريمة قتل فلذات اكبادنا ببطء, فيخرج خفيف ظل منهم ليقول: نحن نقدم لكم (التيتانيوم ) لتصير قلوبكم بيضاء !!.
بات واضحا أن المفتونين بالجشع والربح السريع على حساب صحتنا ومستقبل اجيالنا, قد امتهنوا صناعة الموت البطيء, وما علينا الا مواجهتهم بالسبل القانونية, ورفع مؤشر المعرفة بالصحة الغذائية, واعتمادها كعلوم, وثقافة تعمل عليها وسائل الاعلام الوطنية، فلا يردع هؤلاء إلا كساد بضاعتهم, ولا يمكننا جعلهم يسترجعون بضاعتهم من الأسواق لطلاء سواد وجوههم وتبييضها, ولعل ( المبيض السرطاني ) هذا ينفعهم يوم يقفون امام محكمة الشعب, او وهم يرون بأعينهم طفلا ضحية مات بتليف كبد, او بتعطل نبض قلبه بسبب سمومهم في غذاء الفقراء والأغنياء على حد سواء.. فهؤلاء يبيضون الحمص بالسموم, لتبيض اموالهم ذهبا.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا