مصير ثمود وعاد لأهل الضاد كتب حافظ البرغوثي

مثلما يقول الاسرائيليون انهم سيدمرون غزة بالكامل في أية حرب مقبلة وسيهجرون مليون لبناني من الجنوب، طالبت قيادات طائفية في العراق بتدمير الفلوجة وجعل عاليها سافلها، فيما دعا آخرون الى منح الحصانة لعناصر الميليشيات الشيعية في حربها ضد داعش، والحصانة المطلوبة هي عدم ملاحقة الميليشيات قضائياً في حالة ارتكابها جرائم حرب وسلب ونهب وحرق واغتصاب ضد السكان السنة وليس ضد داعش، فقد طالب رئيس منظمة بدر النائب قاسم الاعرجي بجعل مدينة الفلوجة عاليها سافلها تقرباً الى الله! لاحظ قوله تقرباً الى الله، فيما طالب أمين عام عصائب أهل الحق قيس الخزعلي بمنح الحصانة لعناصر الحشد الشعبي، وهو هنا يقصد اطلاق يد ميليشياته ليس ضد داعش فقط، بل ضد الأبرباء كما حدث في ديالى وسامراء وتكريت، حيث أبيدت قرى ونهبت المنازل وأعدم المئات من الأبرياء وانتهكت الأعراض.
المعركة في العراق ليست ضد داعش لأنها معركة بدأت منذ الاحتلال الأميركي، حيث تعرض من عارض الاحتلال من العرب الى الملاحقة واستمرت حملة الاضطهاد في عهد ابراهيم الجعفري ثم نوري المالكي ولم تكن داعش موجودة.
فكل ما يحدث من ربيع وضيع ورقيع وفظيع هدفه إبادة الشعور القومي العربي وتمزيق رابط الدين وتحويله الى تيارات مذهبية حزبية متصارعة بوحشية.
كل من اعتدى على الثورة الناصرية المصرية نجد امتداداته في الربيع، هناك المتطرفون والجماعات والاخوان والأتراك وايران والغرب الناظم الرئيس لهذه التحركات والثورات حتى اليمن أرادوا له أن يتحول الى عراق آخر، ففي المشرق هناك سوريا والعراق ملعب دموي لكل القتلة، وهناك ليبيا في المغرب والآن هناك اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية.
ليست صدفة أن يتبنى أعداء عبد الناصر ومن شاركوا في العدوان الثلاثي وما بعده كل ما يجري الآن من دول اقليمية ودول غربية وجماعات مذهبية وعرقية وارهابية، فلا يجب أن تبقى هناك دولة عربية دون تخريب وتدمير ثم تأتي لاحقاً مرحلة التفتيت على مقاسات المذاهب والأعراق والقوى الاقليمية، ولا مكان للضاد بين هؤلاء الأضداد، فهل سيكون مصير العرب مثل ثمود وعاد ولكن ليس بفعل إلهي، بل بفعل تآمري غربي مذهبي إقليمي؟

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا