فتيات فلسطين ونتائج ‘التوجيهي’ كتب نبيل شعث *

قضينا أياما نحتفل بالناجحين في ‘التوجيهي’ في الضفة وغزة، فهو بوابة العبور إلى الجامعة والمستقبل. امتلأت السماء بالألعاب النارية، وتدفق المهنئون والمهنئات إلى بيوت الناجحين. يحدث الشيء ذاته في بلاد أخرى. ونحمد الله أننا لا نعاني من موجات الانتحار التي تضرب اليابان بعد إعلان نتائج امتحان الثانوية كل عام.
أهنئ الناجحين جميعاً وعائلاتهم التي دعمت وصبرت وفرحت بالنتيجة، فنحن شعب كنزه الوحيد هو أبناؤه وبناته: عقولهم وسواعدهم، وإرادتهم وصمودهم، وتفوقهم وإبداعهم.
فرحت بشكل خاص لتفوق بناتنا، فالمرأة الفلسطينية تحصد مقاعد التفوق الأولى في التوجيهي سنة بعد سنة. كانت بنات رفح في المقدمة. بنات طولكرم وقلقيلية وغرب غزة تقدمن هذه السنة.
نتائج بناتنا في الثانوية العامة تنعكس على الجامعات، حصتهن تقترب من الثلثين من مجموع طلبة الجامعات والمعاهد العليا في فلسطين، وهن ينجزن ذلك بالعمل والتحصيل والصبر والصمود. كانت الدراسة الجامعية تتم في خارج الوطن، وكانت فرصة فتياتنا محدودة في السفر والاغتراب لتلقي العلم. عندما ساهمت منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم السلطة الوطنية في إنشاء الجامعات والمعاهد العليا في الوطن، أتيحت الفرصة لبناتنا لإثبات قدرتهن ورغبتهن في العلم وتحصيل المعرفة والتطور. كما أنهن أثبتن القدرة والتفوق في الوظائف والأعمال.
المشكلة هي الوظائف المتاحة عند التخرج، وبخاصة في قطاع غزة. في ظل هذا الاحتلال الاستيطاني السارق لأرضنا ومائنا ومواردنا الطبيعية، وتحت رحمة الحصار والقصف والدمار، والانقسام، وغياب الوحدة، تتضاءل فرص العمل، وتتقلص الوظائف. لم تعد هناك فرص للعمل في البلاد العربية، ونحن لا نريد تصدير خريجينا وخريجاتنا وعقول وقدرات أبنائنا وبناتنا، على أية حال. الحل الحقيقي يكمن في الوحدة، ومن ثم بالحرية والاستقلال وطرد المحتل الغاصب وإقامة الدولة المستقلة، واقتصادها النامي والقادر على استيعاب خريجينا كافة، والاغتناء بقدراتهم.
إلى أن يتحقق الاستقلال، علينا خلق الوظائف بالاتجاه إلى الزراعة والصناعة الصغيرة المتطورة، والتقنيات الحديثة، والاعتماد على الذات، وعلينا الارتباط بأبناء شعبنا في الشتات، والاستفادة من إمكانياتهم وتعلقهم بوطنهم وبحق العودة إليه.
علينا مقاطعة البضائع الإسرائيلية، والالتزام بمنتجاتنا، وخدماتنا، وتطويرها لتنافس منتجات الاحتلال، مستفيدين من علم خريجينا وخريجاتنا.
علينا تطوير الأبحاث العلمية وتطوير التقنيات المناسبة لنا، والاستناد إلى الخريجات والخريجين في إبداع الأفكار الجديدة، وتقديم الحلول المناسبة. وعلينا أن نقدم الرعاية والحماية والتشجيع والتحفيز والإمكانيات. وعلينا أن نوفر لبناتنا الفرص والتشجيع والدعم، فلقد أثبتن دائماً قدرتهن والتزامهن بوطنهن واستعدادهن للعطاء.
هنيئا لفلسطين بفتياتها، فهن إلى جانب رجالنا نعم الشريك لتحرير هذا الوطن ولبنائه بالعلم والكفاح والعمل.
*عضو اللجنة المركزية لحركة ‘فتح’،

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version