إما مقاومة وإما مفاوضات كتب مركز الإعلام

ان العلاقة بين العمل السياسي والعمل العسكري دائما ما يعتمد على طبيعة الصراع وعلى عوامل ومتغيرات اقليمية ودولية ، وهذه المقولة او الفرضية تنطبق تماما على واقع القضية الفلسطينية وعلى طبيعة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. فالكفاح المسلح والحشد العسكري يجب ان يصحبه عمل سياسي لان هناك علاقة عضوية بينهما،بل يجب ان يخدم العمل العسكري تعزيز الحل السياسي. استخدام المقاومة والكفاح المسلح لتحرير فلسطين اصطدم بعقبات وعوائق وعوامل اقليمية ودولية مع ادراك حقيقة واقعة بان الاوضاع على الصعيدين الدولي والعربي لا تسمح بطرح الشعارات وان هذه الاوضاع لا تعترف بشرعية “المقاومة” لدحر الاحتلال.
هذه المعطيات تؤكد فشل نظرية حماس في كلتا الحالتين سواء كان في ادعاء حماس بتبنيها استراتيجية المقاومة او في سعيها لإجراء اتصالات مع اسرائيل وإقامة مفاوضات معها دون اهداف سياسية محددة فالمقاومة والمفاوضات مصطلحان متناقضان لا يجتمعان معا كما ان حماس لا يوجد لديها مشروعا وطنيا فما جدوى “مقاومتها” المزعومة، ثم ان مفاوضاتها مع اسرائيل هي ذات طابع حزبي وشخصي تتعلق بتثبيت وجودها ولا تفاوض على انسحاب اسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
المفاوضات تلغي المقاومة ودورها حتى في الظروف التي تكون فيها استراتيجية المقاومة ذات طابع سياسي وتحرري وهذه المحددات ليست موجودة في فكر حماس بل ان طابع المقاومة لديها هو طابع ذات مصالح حزبية واضحة. اما اتصالاتها مع اسرائيل فتصب في نفس الاتجاه لكن له اهداف اخرى تتعلق بسحب البساط من تحت اقدام القيادة الفلسطينية من خلال توقيع اتفاقيات مع اسرائيل توحي بانها صاحبة شرعية في ذلك وليس من حق القيادة الفلسطينية وحدها توقيع اتفاقيات وهذه هي الرسالة التي تريد حماس ايصالها فأهداف حماس كثيرة ومتعددة وبعيدة كلها عن خدمة الصالح العام بل تصب في خدمة مصالح حماس.
حماس تحاول تسويق نفسها دوليا من خلال “المقاومة” وكأن العالم يعترف بشرعيتها ! حيث قال قيادي كبير في حماس رفض الكشف عن اسمه ” ان قيادات اوروبية طالبت ، قيادة (حماس)، بزيارة عاصمة أوروبية رئيسية، للإعلان عن مبادرة للشروع في إعمار غزة، والموافقة على مطالب المقاومة الفلسطينية. وهذه مفارقة عجيبة وغريبة ان تدعي حماس باعتراف اوروبا بمقاومة فلسطينية ضد اسرائيل.
على حماس ان تحدد استراتيجيتها بوضوح وتحديد الاهداف السياسية لكل استراتيجية منها فالمقاومة والتفاوض مصطلحان لا يلتقيان بل يمكن ان يخدم احدهما الاخر فيما لو كانت اهدافهما السياسية واضحة وذات طابع وطني.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا