ينهك السجان الأسرى بالداء دون دواء!!! كتبت تمارا حداد

فلذة كبدي قطعة مني إياس,يا قرة عيني,يا ثمرة فؤادي,ولدي الغالي نور دربي سنين قد طالت وأنت بعيد عني حرمك السجان مني ولم يبقى إلا القليل,فلذة كبدي اسمعني اصبر قليلا فبعد العسر تيسير,فاصبر فان اشد ساعات الليل ظلمة هي تلك التي تسبق طلوع الشمس,فالصبر مر ولكن عاقبته جميلة.يا ثمرة فؤادي كن شجاعا ولا تحزن تحمل شقاء الأيام ولا تقل إن الملل راودك فصبرك على محنتك هو إيمانك بالله بان الفرج قريب فطول البال تهد الجبال فكن كالطود والجبل الراسخ والعق الصبر حتى تبلغ المجد,فالصبر فلاح وللغد عز فاستعن بالصبر والصلاة ,هون عليك وسترى الفرج ولا تخف فالله كافيك وحسبك وحارسك فثق به وسيشفيك من سقمك العليل.
تلك كلمات ومشاعر الوالد عبد حمدان الرفاعي بعد قراءته رسالة ولده الأسير المريض إياس الرفاعي في سجن ايشل والذي خاطب برسالته كل أحرار العالم وقال بها:يا ثوار فلسطين من نهرها إلى بحرها,ضفتها العزيزة وغزتها المنتصرة دائما بإذن الله.يا أشبال الحق وأطفال الحجارة يا نساء فلسطين البطلة.يامن أنجبتن الأسير والجريح وأنجبتن المقاومة الفلسطينية,لكم أوجه رسالتي هذه بعد ما جف حلقي ويبس عودي .أناشدكم بان لا تنسونا وتبقوا كما عهدناكم.أبطال فلسطين الحبيبة التي لا تبيع ولا تنسى أبنائها.أتحدث إليكم بعد ما جف صوتي وبت امسك القلم بيد ضعيفة,إلا إن الكلمات تخرج بذرة الخير في قلب كل فلسطيني.وأنا أخاطبكم اليوم لكي لا تنسونا نحن الأسرى وخاصة المرضى إما بالتضامن أو الاستنكار وإما بالدعاء قلبا وذلك اضعف الإيمان.يا أبناء شعبنا العزيز إن سئمتم حمل قضيتنا فمن لنا سواكم بعد الله إن يئستم من سماعنا فقد بعتونا لعدو الله.وان تركتمونا نتاجر بأعضائنا بعد أن يرسل لكم ما تبقى من جثثنا.
تلك رسالة الأسير المريض إياس الرفاعي(32)عاما فوضعه الصحي خطير جدا حيث يعاني من نزيف حاد,يعاني من مرض الكرونز وهو عبارة عن التهاب مزمن بالأمعاء حيث يصيب أنسجة الجهاز الهضمي ويؤدي إلى تقرحات في بطانة الأمعاء وغالبا ما يصيب عند اتصال نهاية الأمعاء الدقيقة ببداية الأمعاء الغليظة وهذا المرض يعمل على إفراز مواد سامة تسبب بالتهابات حادة في شتى أنحاء الجسم مما يهدد حياة الأسير إياس الرفاعي ويعرضها للخطر.وإذا ما تعالج إياس قد يؤدي المرض إلى انفجار في الأمعاء وخروج البكتيريا الموجودة في الأمعاء إلى مجرى الدم مسببه مرض تسمم الدم قد تودي بحياته فهو بحاجة لعلاج دوائي من أقراص مضاد للالتهابات كأقراص سالازوبيرين ويحتاج إلى كورتيزون ومضاد حيوي ومضاد للإسهال وإذا لم ينجح العلاج الدوائي يجب أن يعالج بالعلاج الجراحي لاستئصال الجزء التالف من الأمعاء.
يقول والد الأسير إياس الرفاعي إن ولده يعاني من انتفاخ في الأمعاء وغثيان وآلام حادة في جميع المنطقة السفلى وانحصار في البول.وأشار أيضا أن إياس راجع طبيب مصلحة السجون ولكن لم تقدم له الإبر البيولوجية اللازمة لعلاجه من مرض كرونز وكأن سياسة إسرائيل تعجل في موته.
يناشد والد الأسير إياس الرفاعي كل المؤسسات الرسمية والشعبية والحقوقية والمحلية والدولية والجمعيات التي تعنى بشؤون الأسرى وفي مقدمتها لجنة الصليب الأحمر لأنها الوحيدة القادرة على دخول غياهب السجون بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ ولده إياس والضغط على الكيان الصهيوني من اجل الاهتمام به والإفراج عنه وإيجاد علاج جذري لمرضه.
تناشد نهى خضر حماد والدة الأسير إياس الرفاعي والتي تأتي كل ثلاثاء أمام الصليب الأحمر بإنقاذ ولدها فهي تشعر بفراغ القلب وأحشائها أخذت منها فصوتها يزلزل القلوب والضمائر لا تنام الليل وهي تفكر جسدها ناطق متوقف.اصبري يا أم إياس فابنك بطل الأبطال يوما ما سيسر خاطرك ادعي الرحمن لعل نهاية طريق الغرفة المعتمة نورا وحرية.
فسياسة إسرائيل عقيمة فاقت الخط الأحمر لحماية الأسرى المرضى ولا تلتزم باتفاقية جنيف الرابعة(المادة 90,91) والتي كفلت حق العلاج والرعاية الطبية وتوفير الأدوية المناسبة للمرضى فإياس يحتاج إلى إبرة لعلاجه ومصلحة السجون الإسرائيلية لا تقدم له سوى حبة الاكامول لتسكين الألم,فإياس يعيش وضعا استثنائيا صعبا في السجون الإسرائيلية وإسرائيل تستمر بالمماطلة في علاجه .إلى متى العبث والاستهتار بحياة الأسرى ؟ومتى ستوقف إسرائيل الموت المؤجل بحقهم؟إياس يناشد الجميع أن ينظروا إليه بعين الرأفة لدعمه ومساندته والوقوف إلى جانبه لفرج قريب بإذن الله…