سياسيون إسرائيليون “يسلخون جلد” نتنياهو بعد اتفاق الغرب وإيران

خلدون البرغوثي – سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه وآخرون الى انتقاد الاتفاق، لكن بذات السرعة التي هاجم فيها نتنياهو الاتفاق، تلقى الأخير انتقادات حادة من قبل سياسيين اسرائيليين اعتبروا الاتفاق نتيجة مباشرة لفشل نتنياهو في التعامل مع القضية. وسعت إسرائيل جاهدة لوضع العراقيل أمام الاتفاق حتى قبل الاطلاع على تفاصيله، وأدت محاولات نتنياهو لعرقلته إلى خلق حالة توتر مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأدى لجوء نتنياهو الى الجمهوريين منافسي أوباما في الكونغرس وألقاؤه خطابا فيه دون دعوة وتنسيق مع البيت الأبيض، الى خلق حالة توتر مع اوباما خاصة أن نتنياهو حرض اعضاء الكونغرس للوقوف ضد الاتفاق. لكن محاولات نتنياهو أخفقت في ثني أوباما وباقي الدول الكبرى عن توقيع الاتفاق، وأدت إلى حرمان اسرائيل الى حد ما عن الاطلاع على المفاوضات. الآن وقّع الاتفاق، وسارع نتنياهو إلى ادانته معتبرا إياه “خطأ تاريخيا” وقال “تم تقديم تنازلات كبرى في جميع القضايا التي كان من المفترض ان تمنع إيران فيها من امتلاك القدرة على حيازة اسلحة نووية”. كما ندد وزير جيشه موشيه يعالون بالاتفاق ووصفه “بالمأساة لجميع من يتطلع الى الاستقرار الاقليمي ويخشى من إيران نووية”. وندد سياسون آخرون بالاتفاق، لكن سياسيين آخرين كانوا اشد انتقادا لنتياهو ولسياساته وطريقة تعامله مع الملف النووي الإيراني اكثر من انتقادهم للاتفاق نفسه. وقال نتنياهو “كنا نعمل جيدا بان الرغبة في التوقيع على اتفاق اقوى من اي شيء اخر، ولذلك لم نعمل على منع التوصل الى اتفاق” مؤكدا “ولكننا تعهدنا بمنع إيران من حيازة اسلحة نووية-وهذا لم يتغير”. ودعا ايضا القيادة السياسية في إسرائيل “لنبذ الخلافات السياسية الهامشية والتوحد وراء اكثر القضايا مصيرية بالنسبة لمستقبل دولة إسرائيل وامنها”. وقول نتنياهو ” تعهدنا بمنع إيران من حيازة اسلحة نووية-وهذا لم يتغير”، يثير تساؤلا حول جدية نتنياهو مثلا في توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، خاصة أنه لم يستبعد ذلك إن لم يقم العالم بثني إيران عن مواصلة برنامجها النووي. ومن المتوقع تصاعد الضغوط على نتنياهو للتصرف أمام ما يعتبره الإسرائيليون “تهديدا وجوديا لدولتهم”، فقد بدأت الدعوات للاستعداد للخيار العسكري تنطلق من قبل كتاب وسياسيين إسرائيليين، فكتب أمنون لورد في معاريف: “لا مجال.. الخيار العسكري يجب ان يكون جاهزا”. واعتبر لورد أن “النظام المتطرف المعادي للسامية في إيران والذي يهدد بتدمير إسرائيل تلقى اعترافا بصفته دولة على وشك ان تصبح نووية… وهذا الانجاز تحقق بفضل الرئيس باراك أوباما”.

سياسيون إسرائيليون يحرضون

وقال وزير التعليم نفتالي بينيت “بتاريخ 14 تموز 2015 في تمام الساعة 9:21 ولدت دولة نووية، هذا اليوم سيذكر على أنه يوم أسود في تاريخ العالم الحر، ستتم اعادة كتابة التاريخ من جديد مع فصل خطير جدا”. وأضاف فيما يبدو أنه تهديد لإيران “إسرائيل فعلت كل ما تستطيع للتحذير من خطورة إيران، وفي النهاية ستقوم بما هو مناسب لمصالحها وستبذل كل جهد لكي تدافع عن نفسها”. فيما قالت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف ان الاتفاق مع إيران هو “رخصة للقتل” ودعت الى الضغط على اعضاء الكونغرس للامتناع عن دعم الاتفاق. وقال وزير الخارجية السابق افيغدور ليبرمان “الاتفاقيات التي لم يتعلم موقعوها من تجارب الماضي تشكل خطرا على المستقبل… الاتفاق مع إيران يتجاهل أخطارا كبرى، وهو استسلام مطلق للارهاب والعنف… وعلى إسرائيل ان تهتم بكل بالسبل بالدفاع عن نفسها وعليها أن تتذكر: إن لم أكن أنا مع نفسي، فمن سيكون معي”. وقالت تسيبي حوطوبلي نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي “الاتفاق استسلام تاريخي للغرب امام محور الشر بقيادة إيران… وإسرائيل ستلجأ لكل السبل الدبلوماسية من أجل منع تنفيذ الاتفاق”. واعتبر الوزير الإسرائيلي اوفير اكونيس ان “الشيء الوحيد المضمون في كل ما يتعلق بهذا الاتفاق هو ان إيران لن تلتزم به.. وستواصل تطوير برنامجها النووي الذي سيهدد السلام في العالم… وبدلا من أن يتعلم قادة العالم من أخطاء الماضي القريب، ها هم يعيدون تكرار هذه الأخطاء”. وقال الوزير زئيف الكين ان الحلم الصهيوني تحقق حتى يحمي شعب إسرائيل نفسه بقوته الذاتية، ولا يكون رهينة أخطاء الآخرين”.
“فشل نتنياهو سيدرس في كتب التاريخ”

وبمقابل الانتقادات التي وجهت للاتفاق مع إيران هاجم سياسيون إسرائيليون نتنياهو نفسه معتبرين أن عليه أن يغير طريقة تعامله مع الواقع الجديد، فقالت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش “على رئيس الورزاء ان يتراجع عن المواجهة مع الولايات المتحدة وان يتجه على تحسين موقفه والعمل على الدفاع عن مصالح إسرائيل في الجزء الذي يتعلق بتنفيذ الاتفاق”. مضيفة ترفض ان يكون حزبها (المعسكر الصهيوني) جزءا من محاولات الهجوم على الادارة الاميركية من خلال الكونغرس، فالمواجهة بين نتنياهو واوباما تبين أنها فشل مطلق سيذكر في كتب التاريخ”. وقال عضو الكنيست عوفر شيلح ان الاتفاق مع إيران هو “شهادة على الفشل الصارخ لسياسات رئيس الوزراء في قضية احتكر التعامل معها وأدارها منفردا، وادار ظهره للانتقادات من إسرائيل ومن الخارج، بادعاء انه قادر على وقف البرنامج النووي الإيراني، فنتنياهو اختار استراتيجية المواجهة مع الادارة الاميركية، وتدخل في السياسة الداخلية في واشنطن، ما إدى إلى اخراج إسرائيل من صورة التطورات (المفاوضات) في لوزان وفيينا وخسرت بذلك إمكانية التأثير على المفاوضات في اكثر مراحلها خطورة”. وقال عضو الكنيست حاييم يلين مهاجما نتنياهو: “بدلا من أن يدير حوارا مع دول العالم، اختار رئيس الوزراء ان يحاور الناخبين الإسرائيليين فقط من أجل ان يحافظ على منصبه، ويخاطر بأمن إسرائيل… لقد تمسك نتنياهو باستراتيجية فاشلة مرة تلو الأخرى، وادار القضية بشكل ادى الى مواجهة مع دول العالم، بدلا من ان يكون شريكا يقود الى الحل الأفضل من اجل دولة إسرائيل”. نتنياهو صادق في الكلام ، فاشل في التنفيذ، العناوين والخطابات والكلمات الجميلة لا تؤدي إلى تحقيق الأمن والأمل لدول إسرائيل، دون سياسات واضحة وتعاون مع دول العالم، دولة إسرائيل ستواصل الخسارة في الساحة السياسية”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version