غزة موت العدالة الإجتماعية..الى متى؟؟؟ كتب أحـمـد جمـال النجـار

كم عدد المنتجعات السياحية في مدينة غزة؟؟ …وتزداد كم عدد الفنادق الفاخرة في مدينة غزة؟؟…وتزداد ماذا عن الاسعار الجنونية في تلك الفنادق فأنا بحاجة ﻷن أقترض من المصرف لأقضي ساعة زمن!!!!… ولكن على الرغم من ذلك توجد فئة معينة من الناس لا يستهان بها ترتادها بشكل يومي وفئة أخرى بشكل اسبوعي, فلا تستغرب عزيزي القارئ إن سمعت أن هناك أناسا في غزة المدينة تتناول طعام السحور في الفنادق ,و تدفع مبلغ 3 ألالاف دولار لتسافر عبر معبر رفح شهرياً للاستجمام في الخارج أو لاتمام صفقة, وماذا تعني 3000 لاشيء رشوة بسيطة, مقابل الحصول على حجوزات الفقراء الذي ينتظرون أشهر طويلة !!أو الحالات الانسانية… ببساطة شديدة الفقراء وهم65% من الشعب يزدادون فقرا يوم بعد يوم ,مكان الترفيه عن انفسهم هو الجلوس على جانب الطريق أو المشي الى مكان عام ”تدفع فيه رسوم لعصابة علي بابا”, وفئة أخرى يعلم الله بحالها بدأت تظهر اعلاميا ولكن هي موجودة فعليا منذ سنوات,تسد جوعها وتطعم أطفالها من حاويات القمامة. وفي المقابل الأغنياء يزدادون ثراء وغنا, وتتركز الثروة والدخل في أيديهم يوما بعد يوم, يا ترى ما هي علاقة هؤلاء الاغنياء أصحاب رؤوس الاموال الضخمة بالفقراء و المعدومين والمعوزين؟؟للأسف اقولها بدون اي تردد, التعاون والتضامن الاجتماعي والانتماء للمجتمع لديهم معدوم, هل فكروا مثلا بإنشاء مصانع انتاجية تستوعب كثافة عمالية تخفف من حدة البطالة وتستر بيوتا, بدلا من انشاء المشاريع الترفيهيةو الكازينوهات? الاجابة لا فهؤلاء يبحثون عن الربح الوفير ويكرسون حياتهم من أجل المال,فروح الانتماء الحقيقي للمجتمع ليس لهم علاقة بها لا من قريب أو بعيد(و أنا مالي لا ناقة لي ولا جمل). السؤال الذي يطرح نفسه كيف حصل ذلك? بعدما حصل الانقلاب وحدث ما حدث, أصيب جسم الحياة الإجتماعية بوباء عدم العدالة فأفرز لنا مرض الطبقية: +طبقة الأمراء وهم قيادات أبناء التنظيم المتنفذ, لديهم المحررات والمشاريع الحيوانية والنباتية وجمعيات تحصيل التمويل الخارجي الذي يأتي في صورة مساعدات انسانية وخيرية….الخ +طبقة الاشراف وهم الاثرياء وأصحاب رؤوس الاموال الضخمة.. +الطبقة الوسطى لا وجود لها فقد عدمت واصبحت ضمن طبقة الكادحين و انتجت لنا فجوة بين طبقة الاشراف و الطبقة الكادحة التي تضم الغالبية الغالبة من أفراد الشعب ,والمغلوب على أمرها,من كثر الزعتر قلبها مرر , طبقة الأموات مع وقف التنفيذ,هم عنوان التضحية و الفداء وأوج العطاء,جعلوا من البساطة عنوان حياتهم,اقصى احلامهم العيش في حياة كريمة كباقي البشر,وليس كحياة الدواب,لا أحد يكترث ﻷمرهم,يعاملون كالرعاع ولا قيمة لهم عند المسؤول عنهم والمتنفذين الفعليين, فهم في نظرهم لا يعدو سوى أرقام تستخدم معاناتهم للتسلية السياسية عبر منابر الاعلام وتستخدم كعنصر جيد للتسول وكسب التبرعات ومن ثم اختلاسها, هم لا يتناولون عند الصباح فطور رقائق الذرة (كورن فليكس) مع قطعة من البسكويت الفاخر ولا يذهبون للفنادق الفاخرة والمنتجعات لتفريغ الكبت والتنزه,ويتناولون مع العائلة خروفا مشويا يوم الجمعة,فقط حلمهم حياة كريمة كالحياة,8 سنوات عجاف تكفلوا هم خلالها مكرهين ومجبرين بالقبضة الحديدية بتمويل واطعام الحمار الوحشي الذي استنزفهم غير مبالي.., ومازالوا يدفعون الثمن.., الشعب في خدمة المسؤولين,علاقة عبودية الرقيق في خدمة اسيادهم.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا