للوقــــاحة حــــدود

استمرت حماس في هجومها على القيادة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية من خلال وسائل إعلامها وتصريحات قادتها بسبب ما أسمته مسألة “الاعتقال السياسي” التي تتهم السلطة بالقيام باعتقال عناصرها، لكن في هذه المرة تجاوزت مواقفها حدود المنطق والقيم والتاريخ.
حسام بدران القيادي في حماس يلوح بالذهاب إلى محكمة الجرائم الدولية في لاهاي لرفع قضية بسبب ما يتعرض له عناصرها من “انتهاكات ” على يد أجهزة امن السلطة، وبذلك تكون حماس قد ساوت ما بين السلطة وإسرائيل في مواقفهما. كيف لا وحماس تناصب السلطة العداء أكثر مما تناصب إسرائيل وتكون هنا قد تساوت حماس في موقفها مع إسرائيل من منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية ففي الوقت الذي هاجمت فيه إسرائيل القيادة الفلسطينية بسبب تقديمها ملف الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل إلى محكمة لاهاي وبات العالم ينتظر الإجراء الذي ستقوم به محكمة لاهاي سمحت حماس لنفسها ان تقف موقف الذل والخيانة والعار لملاحقة قيادات منظمة التحرير الذين يقومون حاليا بجلد نتنياهو وحكومته في محكمة الجرائم الدولية.
ليس مستغربا آن تهب حماس للدفاع عن إسرائيل في المحافل الدولية بعد ما تعهدت بحماية حدودها الجنوبية وملاحقة كل من يطلق طلقة واحدة عليها وسجنه وتعذيبه وقد تصل جرائمها إلى حد القتل. هكذا تكون حماس قد كشفت عن وجهها الحقيقي وكشفت عن دورها المنوط بها، وليس من باب الصدف أن يكون هذا الهجوم الذي تشنه حماس على القيادة الفلسطينية مبرمجا وبات يرتبط بأجندة خارجية فاستمرار الهجوم على منظمة التحرير الفلسطينية ومحاولة نزع الشرعية عنها وطرح حماس نفسها بديلة للمثل الشرعي والوحيد كل ذلك من اجل ضرب المشروع الوطني الفلسطيني تماما كما تخطط أيضا إسرائيل له وان كانت إسرائيل تخجل من ممارسة بعض السياسات التي تنتهجها حماس.
حماس لم تنجح رغم كل مؤامراتها في تغيير الحقيقة وتغيير المعادلة السياسية الفلسطينية ومهما صنعت من تحالفات مبتذلة ستقف عاجزة عن تحقيق طموحاتها الرامية لإبعاد منظمة التحرير الفلسطيني والإمساك بالورقة الفلسطينية من اجل التحكم في مقاليد القضية الفلسطينية.

كتب مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا