حماس معادلة بفعل فاعل كتب احمد رمضان لافي

“المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أصبحت لاعبا إقليميا أساسيا في المنطقة، وهي في تطور متواصل وفي صعود دائم وهي بعد سنة من الحرب أقوى مما كانت عليه وقت الحرب”, هكذا بدا كلام هنية الرجل الثاني في حركة حماس في خطبة العيد في إحدى مساجد غزة المنكوبة,, فهل خطاب هنية الساطع والقوى والرنان جاء بالفعل نتيجة صموده هو وحركته ؟؟ وعن أى صمود يتحدث هنية؟؟ هل يقصد هنية بصموده عن تراجع المشروع القومي في المنطقة بفعل فساد المستنفدين؟؟ أوعن تأسيس المجمع الإسلامي” وهو نواة حماس” في غزة على أيدى ضباط المخابرات الإسرائيلية بداية الثمانينيات من القرن الماضي لضرب المشروع الوطني الذى يمثل منظمة التحرير الفلسطينية في الأراضي المحتلة؟؟ أوعن ضعف منظمة التحرير الفلسطينية التي فاق ضعفها كل القراءات ؟؟ أو عن ضعف حركة فتح صاحبة التاريخ النضالى الطويل, والذى يأتى ضعفها من خلال الانقسامات والاختلافات التى قسمت الحركة إلى جماعة فلان وزلم علان,, وهو الذى أوصل حماس لما هى عليه الآن؟؟ أوعن محاولة اضعاف السلطة الوطنية من خلال عمليات مقصودة في ظل اكتساب أراضي فلسطينية من خلال مفاوضات بين “م ت ف واسرائيل ” في أواسط التسعينيات؟؟ أوعن محاولة ضرب الساحة الفلسطينية من خلال الجهاز السرى لحماس الذى تم اكتشافه في العام 1996 والذى تنصل منه وانتقده الكثير من قيادات حماس وعلى رأسهم هنية الخطيب البارع؟؟ وهل يقصد بتحريم حماس الانتخابات على قاعدة أوسلو تارة والقبول بها والدخول فيها وبدون القدس لولا تدخل الرئيس عباس لدى الجانب الأمريكي تارة أخرى؟؟ وهل يقصد بصموده سفك الدماء على قاعدة الاقتتال على سلطة تافهة وكرسي دوار وسيارة فارهة وإقصاء كل من خالفهم الرأي حتى من أواسطهم؟؟ وهل يقصد بصموده تلك الأحداث الدامية التي أفرزت انقلابا دمويا وانقساما سياسيا ووطنيا وجغرافيا واجتماعيا واخلاقيا وامنيا بين محافظات فلسطين التي تخضع للبنة الأولى للدولة الفلسطينية؟؟ وهل يقصد بصموده الحروب المتتالية على غزة الفقيرة من كل شيء والتي تقوم اسرائيل بضرب المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته ما عدا قيادات حماس وهى تحت انظار وشواخص جنوده الجوية والبحرية والبرية؟؟ وهل يقصد بصموده تشريد مئات الألاف من أبناء الشعب الفلسطيني من بيوتهم وممتلكاتهم؟؟ وهل يقصد بصموده حياة الترف التى يعيشها هو وقيادات حماس وترك الكثير من أبناء الشعب يبحث عن لقمة يسدون بها رمق أطفالهم في تجمعات النفايات ؟؟

وهل يقصد بصموده التدخل السافر في أوضاع داخلية لدول عربية ما وقفت يوما في دعم القضية الفلسطينية تحت ما يسمى بدولة الاخوان مما عكس ذلك على العلاقات الشعبية بين الأهل هنا وهناك؟؟؟ كثير هى الأسئلة التي تجول في خواطر الكثيرين اختزلها هنية الخطيب البارع في حديثه عن الصمود الذى جعل من حركته لاعب أساسي في الاقليم وتغافل هذا الخطيب البارع أن عوامل صموده وما أوصل حركته إلى ما وصلت إليه لم تقف أمام بعض العمليات النوعية ضد الاحتلال,, أو تضحية الكثيرين من الخيرين الذين هم فقط وقود لمشاريع لم تكن يوما لا اسلامية بحته ولا وطنية بل لمعادلات لا نفع منها لفلسطين ,, كما تناسى أن مشروع خطف غزة قد جعل القضية الفلسطينية في أضعف حلقاتها مقابل تغول المشروع الصهيوني في تهويد القدس وتشريد اهلها الصابرين.. وتناسى أيضا أن الدعم الذى تتلقاه حركته من قاعدة السيلية والعديد الأمريكية في قطر هو اكبر قوة دفع للصمود الذى يتبناه أمام حفنة من الغلابة المتأثرون بخطاب ديني عاطفي يشد به مشاعرهم ,, نعم صدق هنية ان حركته أصبحت لاعبا اساسيا في الاقليم ولكن ليس كما يدعى,, بل لأن المتحكم في السياسة الدولية يريد لهذه المنطقة أن تبقى مشتعلة داخليا حتى يتسنى له بيع أسلحته لها ودعم كل الأطراف لكى يبقى متحكما بالجميع ,, فلا صمود أهل غزة جعل من هنية وجماعته لاعب أساسي ولا دماء أهل غزة التي سالت .. بل لآن الخريطة بالمنطقة رُسمت هكذا,, صحيح قد يكون أصاب هنية بأن النجاح لحركته ولكن الخاسر هي فلسطين.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا