المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

تحليل: ماهي أسباب التقارب بين حماس والمملكة السعودية؟

أواخر الأسبوع المنصرم؛ زار وفد من حركة حماس على رأسه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل المملكة العربية السعودية، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ ثلاث سنوات، تزامنت مع الاتفاق النووي الإيراني.
وقال تحليل نشره موقع “ميدل ايست آي” البريطاني، اليوم الإثنين، إن وفد حماس ضم بالإضافة لمشعل نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وصالح العاروري الذي تتهمه “إسرائيل” بالمسؤولية عن البنية العسكرية لحماس في الضفة، كما ضمت عزت الرشق ومحمد نصر المسؤول عن العلاقات مع الدول العربية.
وأضاف التحليل، أن السعودية تسعى للحد من النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة العربية، من خلال احتضان المقاومة الفلسطينية وإعادة تنشيط العلاقات مع مصر وتركيا، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في ظل ارتفاع درجة الحرارة في العلاقات بين السعودية وحماس التي تدير قطاع غزة.
وأوضح، إلى أن السعودية لعبت دورًا كبيرًا في الضغط على القاهرة لإلغاء حكم محكمة مصرية باعتبار حركة حماس منظمة إرهابية، كما ساعدت على فتح باب التواصل بين القاهرة وحماس بعدما تم إغلاقه إثر عزل الجيش المصري لمرسي من الحكم.
وأشار إلى تصريحات لمختلف المسؤولين في حماس أكدوا فيها التزامهم بتطوير العلاقات مع المملكة السعودية وإنهاء الفتور السابق، لكنه استدرك بأن قائد كتائب القسام محمد الضيف لا يريد أن تتخلى حماس عن دعم إيران، ما يعني أن حماس تريد تنويع مصادر الدعم لتعزيز قوتها العسكرية في القطاع.
واعترفت حماس في الصيف الماضي بتلقيها مساعدات عسكرية من إيران خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، فيما نقل الموقع عن مراقبين أن الحركة وبرغم توتر علاقتها مع طهران بسبب الأزمة السورية، لم تقطع علاقتها مع طهران، لكنها في الوقت ذاته تنتظر تغيير الموقف السعودي منها، ليؤدي ذلك إلى تغيير الموقف المصري وفتح معبر رفح.
وطلبت حماس بعد وفاة العاهل السعودي عبد الله في كانون ثاني الماضي من الرياض، الضغط على القاهرة لفتح معبر رفح، ومنذ ذلك الحين تم فتح معبر رفح عدة مرات وإنهاء اتهام محكمة مصرية لحماس بأنها جماعة إرهابية، وقد ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية سابقًا أن جهود الرياض لمواجهة إيران أدت للضغط على مصر للتقارب مع حماس.
وينقل “ميدل ايست آي” عن صحيفة المونيتور، فإن حماس تريد إحياء علاقاتها مع السعودية لوضع حد لحصار غزة، ورأب الصدع مع فتح، وتحسين العلاقات مع مصر، وكذلك إنهاء الأزمة المالية التي تواجهها حماس بعد نهاية الدعم الإيراني.
ويؤكد هذه الأسباب مسؤول في حماس لم يكشف الموقع البريطاني عن هويته، فالمطلوب هو مصالحة وعودة العلاقات مع القاهرة وفتح معبر رفح، والتنسيق بخصوص الاتفاق النووي الإيراني.
من جانبه، قال القيادي في حماس إسماعيل الأشقر، إن حركته ما تزال متمسكة بدور قيادي في المملكة السعودية في المنطقة، والرعاية السعودية للمصالحة الفلسطينية، مضيفًا، أن السعودية لا يمكن الاستغناء عنها وأن العلاقة معها شهدت تطورًا إيجابيًا كبيرًا.
وقال المفكر ياسين عبد القادر، إن نتائج الزيارة ستكون أكثر إيجابية لحماس منها للسعودية، مضيفًا، أن أهم النتائج تكمن في تجديد اتفاق سابق بين حماس والقاهرة حول التنسيق الأمني بين الطرفين على حدود رفح.
تجدر الإشارة إلى أن السعودية أفرجت السبت الماضي عن معتقلين لديها ينتمون لحركة حماس أحدهم قيادي في الحركة، بعد ثمانية أشهر من الاعتقال الذي لم تتحدث عنه حماس إعلاميًا، محاولة إنهاء المشكلة دبلوماسيًا ودون ضجة إعلامية.

ترجمة قُدس الإخبارية

Exit mobile version