صفقة بثمن تراكمي

المضمون: ( يقول الكاتب أن جزء كبير من محرري صفقة شاليط عادوا للعمل العسكري، وأن جزء منهم يحاولوا ضرب إسرائيل متى سنحت لهم الفرصة).

من خلال تحليل عملية اطلاق النار التي قتل فيها ملاخي روزنفلد بقرب مستوطنة شفوت رحيل في نهاية حزيران، يتبين مجددا الثمن المتراكم لصفقة شليط. بعد أربع سنوات تقريبا على الصفقة التي تم فيها إطلاق سراح 1027 “مخربا” مقابل الجندي المخطوف، تضاف بالتدريج الاضرار الناتجة عن اطلاق سراح المخربين. ايضا من أيد توقيع الصفقة لاعتبارات الابقاء على ولاء الجيش لمقاتليه، يجب عليه الاعتراف بالابعاد السلبية لها وأنها كانت متوقعة مسبقا.

حسب «الشاباك» فإن الشخص الذي يقف من وراء الخلية الإرهابية التي نفذت عمليتي اطلاق النار في رام الله وقتلت روزنفلد واصابت ثلاثة مواطنين آخرين، هو احمد النجار النشيط في حماس والذي أمضى ثلاث سنوات في السجن الاسرائيلي بسبب قتله ستة اسرائيليين، وتم طرده إلى غزة في صفقة شليط ومن هناك سافر إلى الاردن. هذه شهادة اخرى على صلة من تم اطلاق سراحهم في الصفقة بالعمليات. وقد سبق ذلك تقارير عن انشاء قيادة باسم «هيئة اركان الضفة» التي تعمل من القطاع وتعتمد على الأسرى المحررين في الصفقة الذين يقومون بتشغيل شبكات الإرهاب في الضفة.
بالنسبة للكثير من قدامى الذراع العسكري لحماس، ولا سيما اولئك الذين لم يعودوا إلى منازلهم في الضفة، فإن هذا هو المطلوب: عند خروجهم من السجن فإنهم يفعلون ما يعرفون فعله قبل دخولهم إلى السجن. ولأن الذراع العسكري في الضفة ضعيف نسبيا وليس هناك قادة مجربين، فان المنظمة في غزة تعتمد على تجاربهم وعلاقاتهم في الضفة من اجل إحياء عمل الخلايا. هناك رجال أمن اسرائيليين يعتبرون أن طرد المخربين إلى خارج الضفة، خطأ. وأن ضررهم في القطاع أو دول مثل تركيا وقطر والاردن أكبر بكثير من ضررهم في الضفة، وتحت أعين «الشاباك» المفتوحة واجهزة الامن الفلسطينية.
الأجهزة الامنية الفلسطينية، بالتنسيق مع اسرائيل، لا تتردد في العمل قبل «الشاباك» إذا لاحت لها الفرصة. هذا ما حدث في هذه القضية حينما اعتقل المتهم باطلاق النار معاذ حامد من قبل السلطة الفلسطينية.

بناءً على العلاقات الحالية بين السلطة وحماس، يمكن القول إن حامد من قرية سلواد ومن حمولة ابراهيم حامد الذي كان رئيس الذراع العسكري لحماس في الضفة ومعتقلا في اسرائيل، سيبقى في سجن السلطة فترة طويلة. وما زالت السلطة تمتنع عن استكمال الحلقة الاخيرة في سلسلة التصدي للعمليات، حيث تطلب اسرائيل منذ اتفاقات اوسلو، أن تتم المحاكمة في المحاكم. ويمكن القول إن الامر ينبع من التأييد الايديولوجي الواسع في الضفة للعمليات داخل المناطق وضد المستوطنين والجنود.
اعتقال المشبوه بقتل روزنفلد هو جزء من موجة اعتقالات أوسع تقوم بها السلطة ضد نشطاء حماس في الضفة. نشر في موقع «واللاه» أمس أن الاجهزة الفلسطينية اعتقلت منذ بداية الشهر 250 نشيطا من حماس، يشتبهون بعضويتهم في الذراع العسكري في الضفة والتخطيط لعمليات خطف واطلاق نار ضد الاسرائيليين، وكذلك التخطيط لعمليات ضد قادة في السلطة. موجة اعتقالات على خلفية مشابهة حدثت في أيار العام الماضي ـ قبل التوتر بين السلطة وحماس، عشية خطف الفتيان في غوش عصيون والحرب في غزة.

لقد نجح «الشاباك» والجيش الاسرائيلي في الكشف عن عمليات القتل الاخيرة في الضفة، واعتقال مشبوهين. وقد تم اعتقال مشبوهين بعمليات الدهس والطعن. لكن هذا النجاح لم يمنع الخلايا الإرهابية المنظمة أو المخربين الافراد من الاستمرار في المحاولة. الآن لا توجد في الضفة أجواء مناسبة لانتفاضة شعبية واسعة، لكن منسوب العمليات مرتفع جدا والى جانبه يسجل ازدياد في رشق الحجارة والقاء الزجاجات الحارقة. هذه التوجهات لن تتغير مع انتهاء رمضان، رغم الانفراج في المسار السياسي بين القدس ورام الله.

بقلم: عاموس هرئيل ،عن هآرتس

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا