عائلة مقدسية مهددة بالتشريد لصالح الفايروس السرطاني

قرار بتجميد امر اخلاء عائلة الشرباتي

ديالا جويحان تصرُ الجمعيات الاستيطانية لاستخدام كافة السبل والضغوطات النفسية والمالية، وتزوير الوثائق والحقائق بهدف تشريد أكثر من 80 عائلة مقدسية تقطن في الحارة الوسطى ببلدة سلوان جنوب الاقصى أو ما تُطلق عليه الجماعات اليهودية المتطرفة تسمية “حارة اليمن”. يزيد عدد منازل الحارة عن ثمانين مبنى سكنياً مكتظاً بالسكان وهو الذي يشرف مباشرةً على حي البستان، المهدد بالهدم، حيث تدّعي الجمعيات الاستيطانية أن يهود من أصل يمنيين كانوا يقطنون في هذه المنازل قبل عام 1948 .

اخطارات باخلاء المنازل أفاد المواطن عبد الله أحمد سالم ابو ناب 60 عاماً في حديث خاص مع موقع ” الحياة الجديدة” بان المنزل المهدد بالمصادرة تلقى اخطاراً يامر بالاخلاء قبل ايام من دائرة الاجراء وبلدية الاحتلال، وان أخر موعد للإخلاء هو يوم (11-8) بسبب تراكم الديون وعدم سدادها بقيمة 7 مليون شيكل ونصف ليهدد مصير نحو 20 نفراً من عائلة ابو ناب لتشريد من المنزل. قال ابو ناب:” بأن المنزل كان مستأجراً منذ عام 1948 من صاحب الارض كايد جلاجل بمبلغ زهيد بقيمة 18 دينار، وبعد 15عام تقريبا أي منذ عام 2002 بدأت الجمعيات الاستيطانية تسلط الضوء على الحارة الوسطى لمحاولة الاستيلاء على العقارات بالقوة دون الاستناد على وثائق ثبوتيه التى تثبت لهم اية وجود في هذا المكان”.

تلقي هو وشقيقه صبري عدة عروض مالية مغرية من قبل هذه الجمعيات الاستيطانية مقابل ترك المنزل كان الرد الرفض الدائم وبسبب رفضه الدائم للعروضات بدأ صراع المحاكم الاسرائيلية بالمطالب والغرامات المالية والملاحقة من قبل بلدية الاحتلال ودائرة الاجراء الاسرائيلية. كما أكد ابو ناب، بأن بلدة سلوان تشهد منذ أكثر من 10 سنوات حملات تهديد بالهدم والتشريد والمصادرة دون التحرك الدولي واهتمام السلطة الوطنية الفلسطينية بصمود وبقاء المواطن المقدسي وتقديم لهم الدعم النفسي والمالي.

مساحة الارض تبيغ 5.800 دونم وأوضح بأن الجمعيات الاستيطانية تسعى للاستيلاء على مساحة ارض بمساحة 5.800 دونم تضم 80 عائلة مقدسية في الحارة الوسطى ببلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى المبارك لتحويل المنطقة من منطقة عربية اسلامية لمنطقة يهودية استيطانية بالكامل. بدورها قالت عائلة الرجبي:” أن الحارة الوسطى تحولت لثكنه عسكرية كما تحولت لــ6 بؤر استيطانية والحي في ازدياد و توسع لعدد البؤر السرطانية، حيث تتعرض المنطقة لعدة انتهاكات واستفزازات مختلفة من الجمعيات الاستيطانية إضافة للازمة المرورية والانتظار بالرغم بان الشارع ضيق والعمل ليلا و نهاراً في المباني العربية التي تم الاستيلاء عليها مؤخراً. أما صاحب المنزل مازن دويك 45 عاما :” أنه قبل ثمان سنوات تم تسليم نحو 20 عائلة من آل دويك بقرار الهدم بدعوى البناء الغير المرخص على هذه الأرض ومساحتها الإجمالية 350 متر مربع “. وأكد دويك” أن عائلة آل دويك تقطن في المنزل منذ عام 1960، ولم يتعرضوا لمسائلات قانونية طيلة تلك السنوات الماضية، إلى أن جاءت الدعوة من الجمعيات الاستيطانية بإدعاء ملكيتهم للأرض التي تبلغ مساحتها 5.800 متر مربع “.

“الأرض تعود أصولها إلى بطن الهوى…” وأضاف أن هذه الأرض تعود أصولها إلى بطن الهوى التابعة لقرية سلوان، وليس كما تدعي تلك الجمعيات الصهيونية أن أم الحبايل أو حارة اليمن تعود لعائلات يهودية. أوضح خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط، أن منطقة سلوان التي تمتد من وادي الربابة حتى وادي حلوة ومنطقة طنطور فرعون والمقبرة العبرية هي ضمن الحوض المقدس التي تركز وتهتم إسرائيل بها وتسعى لفرض السيطرة الكاملة عليها. موضحا التفكجي أن عام 1968 شهد ظهور مشروع (ع.م6 ) تلاه مشروع (ع.م9 ) وجاء فيهما أن أراضي سلوان هي مناطق خضراء غامقة لا يسمح بأي شكل البناء فيها، لكن نتيجة الوضع السياسي والديمغرافي ظهر البناء العشوائي والغير مرخص.

ومنذ ذلك العام وحتى عام 1980 اتبعت إسرائيل سلسلة من الخطوات لمصادرة الأراضي للمصلحة العامة كما حصل في باب المغاربة حيث تم تدمير الحي دون الرجوع إلى أي قانون. تسعى جميعة “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية للسيطرة على5.800دونم متر مربع في حي الحارة الوسطى ببلدة جنوب المسجد الأقصى بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881، علما انها تقسم الى 6 قطع من الأراضي وأرقامها( 73-75-88-95-96-97)، وتدعي جمعية “عطيرت كوهنيم” أن المحكمة الإسرائيلية العليا أقرت ملكية المستوطنين من اليمن لأرض بطن الهوى.

وأن الأراضي المهددة بالمصادرة مقام عليها ما بين 30-35 بناية سكنية، يعيش فيها حوالي 80 عائلة مؤلفة من حوالي 300 فرداً، وجميع السكان يعيشون في الحي منذ ستينات القرن الماضي، بعد شرائهم الأراضي والممتلكات من أصحابها السابقين بأوراق رسمية. يشار الى ان ملكية الأرض والمباني المقامة عليها تعود لعدة عائلات مقدسية هي أبو ناب، الرجبي، سرحان،أبو رموز، غيث، شحادة، بصبوص، دويك، والسلوادي. قرار بتجميد امر الاخلاء لعائلة الشرباتي في سياق ذي صلة، أصدرت محكمة الاحتلال الاسرائيلية أمر بتجميد قرار اخلاء منزل المواطن عدنان عمران الشرباتي الكائن في طريق الهكاري بالبلدة القديمة ولم تعرف مدة التجميد.

وقال المواطن عدنان الشرباتي 66 عاماً في حديث خاص لـ” موقع الحياة الجديدة” كانت بلدية الاحتلال قد امهلت العائلة لإخلاء المنزل حتى تاريخ 2-8 من الشهر الجاري حيث تم تقديم استئناف في المحكمة الاسرائيلية وتم تجميد قرار الاخلاء مقابل دفع مبالغ مالية بقيمة 40 ألف شيكل. وأضاف، كان جده ووالده يقطن في المنزل منذ عام 1930 ، ولديهم كافة الاثباتات والأوراق التي تثبت وجودهم بالمنزل منذ ذلك الحين .” وأوضح الشرباتي، أنه عانى الكثير من المستوطنين منذ عام 1967 حتى يومنا هذا ، فقد كان الطابق الأول عبارة عن كنيس ، ثم عاش فيه مستوطنين من كريات أربع لمدة تبلغ نحو 5 سنوات.

وعانت عائلته من عدة مشاكل من قبل المستوطنين ومنها نزع ثيابهم ويقفون عراه امام ابنائه و إغلاق باب المنزل المشترك بينهم، ثم سكنت عائلتان عندما تم انجاب إحدى العائلتان اولاداً تم نقلهما لبلدة سلوان، وبقيت عائلة استيطانية تعيش في المنزل منذ عام 1992 حتى يومنا هذا. قال الشرباتي أن قضيتهم بدأت تداولها في القضاء منذ السبعينات حتى عام 1992 ، وقبل 6 أو7 سنوات كان يوجد ألواح ألمينيوم في الساحة الخارجية وتم رفع قضية ضد العائلة أنها قامت بتغيير الوضع القائم فتمت إزالته، وبعدها إدعوا بالمحكمة أنني بنيت حمامات في المنزل ، علما أنني ولدت بالمنزل والحمامات كانت موجودة ، وقد دفعت مخالفة بقيمة 70 ألف شيكل .

واوضح، بانه دفع عشرات الالاف الشواقل بهدف الحفاظ على العقار الذي ولد فيه وتزوج وانجب ابنائه، مشيرا بان المنزل يقطنه 10 انفار، والمنزل الذي يعيش فيه يعود بالاصل لعائلة نسيبة وبعد حرب عام 1948 انتقلت المنفعة لحارس أملاك العدو في القدس وأصبحوا يدفعون له أجرة المنزل ، وبعد حرب عام 67 إحتل اليهود مدينة القدس. ونوه أن جمعية “عطيرت كوهانيم” قدمت له الاغراءات الماليه من أجل ترك المنزل ولكنه رفض . ويعيش الشرباتي بحالة من القلق والخوف بان يتلقى اتصالا او يستلم قرار الاخلاء من المنزل في أي وقت ليصبح مصيره الشارع فلا يوجد له مأوى آخر .

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا