حماس تفصل غزة عن جسد الوطن

باتت حركة حماس قاب قوسين أو أدنى من تأكيد انفصال غزة عن جسد الوطن , وبالتالي طعنة جديدة في خاصرة الحلم الفلسطيني في مقابل تحقيق أحد أهم أحلام دولة الاحتلال ” إسرائيل ” منذ تأسيسها , والمتمثل في القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني الذي راح ضحيته وسقط على أرضها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى ناهيك عن نزف المعاناة الذي لم يتوقف .

لقد حركة حماس وقيادتها باعت كل هذا الدم الطاهر , مقابل ممر مائي يربط غزة بجزيرة قبرص , ورفع الحصار عن المعابر ودخول العمال للعمل داخل مدن وبلدات دولة الاحتلال , فقد ضيعت بوصلة الوطن تجاه أحلامها الكبرى بالتئام الوطن والاستقلال والدولة والقدس , سيما وأنه لم يتبقَ من الاتفاق إلا كتابة حروفه بعدما اتفقت حماس على كل التفاصيل مع الجانب الإسرائيلي وبوساطة قطرية وتركية , برعاية توني بلير ؟!!

فقد كشفت مصادر حمساوية رفيعة المستوى بحركة “حماس” يوم الأحد الماضي ، أن معظم قيادة حركة حماس و أعضاء مجلس شورى الحركة وافقوا خلال اجتماع في غزة يوم الجمعة ، على طرح موفد الرباعية الدولية السابق تونى بلير بشان تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل.

وأفادت المصادر الحمساوية إن الطرح يشير إلى موافقة إسرائيل على إنشاء ممر مائي بين قطاع غزة وجزيرة قبرص تحت رقابة إسرائيلية.

وأوضحت المصادر أنه بموجب الاتفاق ستوافق إسرائيل على رفع الحصار عن القطاع بالكامل والسماح لآلاف العمال من غزة بدخول إسرائيل مقابل أن توقف “حماس” حفر الأنفاق على حدودها وتمنع إطلاق الصواريخ باتجاه أراضيها وتقبل بتهدئة لمدة 8 سنوات على الأقل.

كما أفادت مصادر قيادية في حركة الجهاد الإسلامي أن موضوع التهدئة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي قد تم بحثه مع حركة حماس خلال لقاء جمع شخصيات قيادية من الحركتين عصر الأحد.

وكان قد كشف القيادي بحركة “حماس” أحمد يوسف ، أن الاتصالات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل حول تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة قد قطعت شوطًا طويلًا إلى الأمام، معتبرًا أنه سيتسنى قريبًا الإعلان عن تطور جديد خاص بالأمر.

وفى السياق نفسه، قال مستشار رئيس الوزراء التركي ياسين أقطاى، إن غزة تتجه نحو اتفاق شامل في قضية رفع الحصار وفتح المعابر والتوصل إلى تهدئة مع إسرائيل.

أما حركة فتح فقد واصلت هجومها الشديد على الفكرة الأحادية بين حماس , وإسرائيل فقد جددت رفضها معتبرة أن مثل هذا الاتفاق يعني ضرب المشروع الوطني الفلسطيني وتكريس الإنقسام :” وأكدت الحركة في بيان لها أن الهدف الحقيقي من لقاءات (بلير – مشعل) في الدوحة، هو تكريس الانقسام وفصل قطاع غزة عن باقي أراضي الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني، ما ينسجم مع أهداف إسرائيل بعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وقالت حركة “فتح” في بيان صدر عنها، مساء الأحد، إن الوثيقة التي حملها بلير من مشعل للترويج لحماس في الغرب تحت عنوان (رفع الحصار مقابل التهدئة)، تعني عمليا تأجيل قضايا الحل النهائي وفي مقدمتها قضية القدس، الأمر الذي سيؤدي إلى تهويدها وتصفية الوجود الفلسطيني فيها.

كما كانت ردود فعل الشارع الفلسطينية مستهجنة أحياناً ومتهكمة أحياناً , ورافضة أحياناً أخرى , ولم يكن غريباً أن تجد من يقبل بمثل هذا الاتفاق الأحادي بين حماس وإسرائيل , فالناشط سليم عودة , عبر عن موقفه بكثير من الاستغراب وقال:” ما يثير استغرابي أن السلطة الوطنية الفلسطينية عندما جاءت باتفاق أوسلو , صار ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية خون وعملاء بنظر حماس , فماذا تفعل حماس الآن , رغم أن اتفاق أوسلو أرقى ملايين المرات من هذا السم الذي يقطع أوصال الوطن , ثم أن اتفاق حماس سري بين فصيل فلسطيني وبين دولة الاحتلال , وأما اتفاق أوسلو فكان بمشاركة كل الفصائل وتحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية وبراية العالم , فماذا يمثل توني بلير !! , وماذا تفعل قطر وتركيا ؟!!!! يكفيكم عاراً “.

أما محمد عمر , فكتب عبر صفحته في فيس بوك :” عندما وقع اتفاق أوسلو وأنا لا أدافع عن أوسلو البعض عارض الاتفاق ومن بينهم أعضاء بحركة فتح .. مع أن الاتفاق أكد على وحدة أراضي الوطن ضفة وغزة والقدس ومن بنود الاتفاق إنشاء ممر آمن يربط غزه بالضفة .. أما ما يحصل اليوم من مفاوضات عبر الوسيط الاردوغاني لا أقول التركي وبرعاية قطريه يشطب مفهوم فلسطين بغزتها وضفتها وقدسها .. فقط تركز المناقشات أو الدردشات كما أبدع بتسميتها قادة السياسة في غزة .. على القطاع .. ميناء ومطار أصلا كان قائم بس بدهم يعطوهم اليهود إذن إعادة بنائه أو ترميمه وبعض الحلول الإبداعية من الناحية الإنسانية …… طيب أنا بدي اسأل أبطال الفيس بوك والمقاومة ….شو بخصوص معبر رفح يا أمراء غزة ؟؟!!!

أما الإعلامي ” جهاد أبو شنب ” , فكتب بعنوان ” تكتك يا متكتك ” , بين أوسلو 1 , وأوسلو 2 :” سجل يا كاتب التاريخ ، من أوسلو”1″ لـ أوسلو “2” ، طريقاً ليست بالطويلة ، الطريق كانت مسافة تغيير لون العلم ووجوه الساسة ، وعلى حجم النضال كانت النتيجة ، ثورة وشرفاء جلبت أرضاً ومطار وميناء ، حروب وبلهاء جلبت “جكر” ودمار و”شقفة” ميناء .

دعونا نبكي قليلاً على ذلك الحلم ، وذلك المقاوم المرابط على الحدود ، أبلغوه أن يعود ، وأعطوه المال والعطر بدل البارود ، فالقيادة اليوم أوعى من أمس ، صرحت “سنعود” ، فذلك وعداً من الرب الودود ، يا صاحب “النفس الطويل” ألقي البندقية و”تعال” ، فالحفلة اليوم على شرف نضالك المشهود .

سجل يا كاتب التاريخ ، وأن فاتتك بعض كلماتي أنقل عن ورق الـ “93” ، وأبلغوا “الياسين” أن الطريق لم تختلف ، وعناده “للياسر” أصبح شماتة ، وأبنائك كثرت فيهم الألسنة الحكيمة ، كم مرة سنسقط .. ؟! ، كم مرة سنكون مغفلين .. ؟! .

ويبقى أن هذا الاتفاق هو محاولة للالتفاف على الشرعية الفلسطينية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني المتمسك بالثوابت الوطنية والمدافع عنها، وسيحول التمثيل الفلسطيني إلى ميليشيات مسلحة تتحرك للحصول على مصالحها ومكاسبها الخاصة.

شبكة سهم الاخبارية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا