نفق «حماس» المظلم كتب خالد عكاشة

لم يكن فى خطاب «حماس» المعلن يوماً شىء جدى يعتد به سوى التعبير عن ضيقها الشديد من انفراد القيادة الرسمية الفلسطينية بخطط التحرك على المستوى الدولى، وهو ما تتحرق «حماس» شوقاً لممارسته، لذلك لم تتخلف عن دورها المرسوم بأن تكون السكين الذى يشق الموقف الفلسطينى والجاهز أيضاً للطعن من الخلف حين يحتاج الأمر لذلك، هذا باختصار هو موقف «حماس» من الخطة الدبلوماسية التى وضعتها القيادة الفلسطينية، وما دون ذلك من كلمات هو للاستهلاك الداخلى لأعضائها ولسكان قطاع غزة.
اتصالات «حماس» بإسرائيل التى تظنها تدور فى الظلام بعيداً عن العيون العربية هى بتفاصيلها أمام الرئيس عباس، وما لدينا من تفصيلات تؤكد ما لدى الرئيس عباس وقد تتلاقى بالفعل مع ما وصفه هو بمستقبل القطاع والقضية الفلسطينية، كل من تركيا وقطر تواصلتا مع إسرائيل خلال الفترة الأخيرة، بغرض طرح اقتراح جديد لوقف إطلاق نار طويل الأمد بين تل أبيب وحركة حماس، فقد اقترحت تركيا على إسرائيل التهدئة لخمسة أعوام، يتم خلالها إنشاء ميناء بحرى أمام شواطئ غزة، وتحديداً فى المنطقة التركية من جزيرة قبرص، لاستقبال السفن المحملة بالبضائع من وإلى القطاع، ويتم ذلك تحت رقابة دولية، كما قام موفد قطرى بزيارة لإسرائيل والتقى منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية فى المناطق الفلسطينية «الجنرال يوآف مردخاى»، وعرض عليه الخطة (التركية / القطرية) بتفصيلاتها، فى حضور مندوبين من حركة حماس، بالإضافة إلى ذلك جاء الاقتراح القطرى بشأن إنشاء الميناء ينضم إلى رغبة قطر فى الإمساك بملف الوساطة بين الجانبين الإسرائيلى و«حماس» بديلاً عن الدور المصرى المعتمد تاريخياً، مضيفاً أن الاقتراح الأساسى الذى تحمله قطر وتضمن تنفيذه يشمل وقف كل الأعمال العدائية بين الجانبين لمدة خمس سنوات، وحسب تفصيلات الاقتراح فإن كل بضاعة تصل إلى غزة عبر الميناء البحرى المزمع إنشاؤه بتمويل قطرى كامل، ستخضع للتفتيش الأمنى قبل خروجها باتجاه قطاع غزة من قبل «الناتو» ومن سينفذ ذلك الجانب التركى العضو المعتمد داخل الحلف العسكرى.
محلل الشئون العسكرية فى صحيفة (يديعوت أحرونوت) أليكس فيشمان، من الشخصيات المقربة جداً من دوائر صنع القرار الأمنية فى تل أبيب، ذكر فى تقرير مطول يتحدث عن الأوضاع المستقبلية الخاصة بالقطاع، مجموعة من الإشارات المهمة، أنه على الرغم من قيام الجيش الإسرائيلى بتنفيذ غارتين على مواقع فى غزة مؤخراً، رداً على إطلاق صاروخين من غزة، فإن ممثلين عن حكومة إسرائيل وأجهزة الأمن فيها يجرون حوارات مع «حماس»، قسم منها مباشر وآخر بطرق غير مباشرة، لافتاً إلى أن هذه الحوارات تهدف إلى إبرام تهدئة طويلة الأمد بين الطرفين، وتابع قائلاً إن «حماس» عرضت على إسرائيل قبل أشهر من الانتخابات العامة التى جرت فى إسرائيل، اقتراحاً مفصلاً لترتيب تهدئة بين الطرفين من خمس إلى عشر سنوات، ولكن المصادر الأمنية بتل أبيب أكدت أن الحكومة الإسرائيلية لم ترد حينها على الاقتراح، أما اليوم فإن مصالح الطرفين تملى التعاون، وبناء على ذلك فإن الحوار، كما أطلق عليه المحلل فيشمان، يتناول مسألة إعادة إعمار قطاع غزة، وبناء البنى التحتية فى القطاع وتحسين شبكات الكهرباء والماء ومسألة بناء ميناء بحرى، ولفت المحلل أيضاً، نقلاً عن المصادر ذاتها، إلى أنه على الرغم من ذلك فإن ما يدور بين الطرفين بالطبع قد لا يرضى مصر، وذلك بسبب الالتفاف على السلطة الفلسطينية فى رام الله، وهو تقويض لكامل الضفة الغربية وإدخالها فى دوامة غير محسوبة، وهذا تحديداً خط مصرى أحمر منذ بداية إمساكها بالملف الفلسطينى منذ رئاسة الرئيس ياسر عرفات وهو خط يصعب تجاوزه مع المصريين.

عن الوطن المصرية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا