حديث القدس: تحذير وصيحة من قلب القدس: هل بدأت مرحلة تقسيم الاقصى ؟!

المخططات والنوايا الاسرائيلية ضد الحرم القدسي الشريف واضحة ومعروفة، فهم يريدون تقسيم الزمان والمكان فيه واقامة الهيكل المزعوم، وتتواصل اقتحاماتهم وتكاد تكون يومية ويشارك فيها احيانا وزراء ومسؤولون كبار بينهم رئيس بلدية القدس، كما ان مساعيهم لتهويد المنطقة سواء بالحفريات تحت الحرم القدسي واقامة الكنس او بالمباني وما يسمونه بالحدائق التوراتية، لا تتوقف.

ورغم التحذيرات والادانات الفلسطينية والاردنية والعربية عموما ورغم المطالبات بوقف هذه الممارسات فان اسرائيل لا تستمع ولا تتجاوب وهي تعتمد سياسة التكرار لجعل المجتمع يعتاد على ما تقوم به، وان كانت تناور احيانا وتحاول “الطمأنة” المضللة خاصة حين يتعلق الامر بالدور الاردني.

في هذه الايام وبعد الاقتحامات المتكررة، بدأت اسرائيل مرحلة جديدة نحو تنفيذ مخططاتها بالتقسيم الزماني والمكاني الذي تدعو اليه، وبعد ان بدأت حملة ضد المرابطين والمرابطات في جنبات الحرم القدسي الشريف، شرعت في تقييد زمن تواجد المصلين وحصرها في نصف ساعة فقط لمن يسمح له بالدخول، بالاضافة الى منع النساء واعمار معينة من الرجال من الدخول اساسا، واخذت تحتجز هويات بعض المصلين باحالتهم الى الشرطة في باب الخليل اذا تأخروا عن النصف ساعة المسموح بها فقط. كما ان سلطات الاحتلال اغلقت عددا من ابواب المسجد الاقصى.

هذه الممارسات تحدث للمرة الاولى منذ احتلال الضفة والقدس عام ١٩٦٧، وهي تنذر بالمزيد من الخطوات المشابهة في المراحل القريبة القادمة بما في ذلك الاعلان رسميا عن تخصيص اوقات لدخول اليهود الى ساحات الحرم القدسي تتزامن مع منع دخول المسلمين اليه، ويبدو انهم يتخذون مما حدث بالحرم الابراهيمي في الخليل سابقة في هذا المجال.

الوضع في منتهى الخطورة، وهذا الصمت العربي والاسلامي عما يحدث يشجع غلاة المتطرفين على استكمال خطواتهم، ولم تعد البيانات والاستنكارات والتنديد تغير شيئا او تمنع تنفيذ المخططات، ولا بد من اعلاء الصوت من هنا من قلب القدس ومن رحاب الاقصى المبارك لكي يصحو الضمير العربي ويدرك العرب والمسلمون الاخطار التي تهدد ارض الاسراء والمعراج واولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولا بد ان تنطلق الصيحة من جانب السلطة الوطنية والاردن بصفته المسؤول الرسمي عن الحرم القدسي، ولا بد ان تشكل الزيارة الحالية للرئيس الى عمان نقطة الانطلاق للتحذير مما يحدث، رغم ان هذه الزيارات مخصصة لقضية اخرى تتعلق بإجتماع المجلس الوطني.

نحن ننادي بالصوت العالي ونأمل ان يسمع من يعنيهم الامر، كما اننا نؤكد ان ابناء شعبنا من المرابطين والمرابطات وغيرهم لن يستسلموا لهذه الاجراءات ولن يقبلوا بها.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا