لقاء الضرورة كتب عمر حلمي الغول

التقى الرئيس محمود عباس مع الملك عبد الله الثاني يوم السبت الماضي. هذه المرة ملك المملكة الاردنية الهاشمية، كان الداعي للقاء. ووفق كل المعلومات الراشحة من مصادر مطلعة، كان اللقاء فعلا لا قولا دبلوماسيا، دافئا وناجحا، ناقشا فيه جملة من القضايا الثنائية المشتركة، كما دلفا إلى موضوعات خاصة، ولكن لها صلة وتأثير على المستقبل، الذي يمس المصير المشترك او انعكاسات تلك التطورات المستقبلية على الحال في البلدين.

لقاء القيادتين الفلسطينية والاردنية، هو بمثابة لقاء الضرورة، التي تمليها المصالح الثنائية المشتركة. لاسيما ان الاخطار، التي تهدد كلاً من البلدين والقيادتين، ولما بين الشعبين من اواصر الاخوة والتاريخ المشترك، تنعكس هنا او هناك بشكل مباشر او غير مباشر. واياً كان حجم التباينات الناشئة عن المصالح الوطنية والتطورات العربية والاقليمية والدولية المؤثرة سلبا في هذه القضية او تلك، لا يمكن لها (التباينات) ان تؤثر في طبيعة العلاقات الاخوية العميقة.

لعل مجيء اللقاء في هذه اللحظة السياسية، يعتبر احدى المزايا المهمة لكلا الطرفين، لما سبق اللقاء من ظروف شهدتها العلاقات الثنائية، ولما بعد اللقاء من آثار إيجابية لصالح كل طرف، ولصالحهما بشكل مشترك. مع انه (اللقاء).

لقاء الرئيس مع العاهل الاردني، له انعكاسات مباشرة وراهنة وغير مباشرة على العلاقات الثنائية، وتتميز اهميته في الآتي: اولا كسر حالة المراوحة، وطى صفحة البرودة، التي شابت العلاقات الثنائية، واعادة الحرارة والوهج للعلاقات المشتركة؛ ثانيا مجيء اللقاء عشية انعقاد الدورة السبعين للجمعية العامة للامم المتحدة، منح القيادتين الفرصة لتعزيز التنسيق بينهما في المسائل ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية المشتركة؛ ثالثا وضع رؤى مشتركة لمواجهة التهرب الاسرائيلي من استحقاقات عملية السلام، والانتهاكات الخطيرة في القدس عموما والمسجد الاقصى خصوصا، وإبعاد شبح الالتباس او الغموض بين الطرفين، والتأكيد على تبادل المعلومات بشأن التطورات الراهنة او اللاحقة مع حكومة إسرائيل؛ رابعا تأكيد الملك عبد الله بن الحسين على اهمية مواصلة الرئيس ابو مازن لدوره القيادي، لما لدوره من اهمية فلسطينية واردنية وعربية، وهو ما يعني الدعم الاردني الواضح والجلي لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية في الخطوات، التي اتخذها او قد يتخذها على الصعيد الداخلي؛ خامسا تعزيز التعاون والتنسيق على المستويات العربية والدولية.

يبقى على القيادتين الفلسطينية والاردنية، مواصلة عملية التنسيق بما يحمي المصالح المشتركة، والمصالح الخاصة بكل فريق، وايضا بما يوطد العلاقات العربية العربية، ويعزز خيار السلام، ويؤمن التصدي الحازم للاخطار الاسرائيلية والاخوانية المحدقة بالبلدين والشعبين. ويقطع الطريق على القوى الداخلية والخارجية المتربصة بالعلاقات الاخوية المشتركة.

oalghoul@gmail.com

نقلا عن الحياة الجديدة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا