البرازيل ترفض دايان كتب عمر حلمي الغول

اتخذ بنيامين نتنياهو، قرارا بتعيين عدد من اقطاب اليمين المتطرف سفراء لإسرائيل في الامم المتحدة، داني دانون، وفي البرازيل، داني دايان… إلخ بهدف توسيع وتعزيز نفوذ انصار التطرف الصهيوني في الحقل الدبلوماسي، ولرشوة اقطاب التطرف في دعم وجود رئيس الوزراء في سدة الحكم، وايضا لاسناد سياسات حكومة الاستيطان في المحافل الدولية، والتشبيك مع حلفاء جدد لدعم التوجهات الاسرائيلية المعادية للسلام.

غير ان سوء حظ داني دايان، رئيس مجلس “يشع” الاستيطاني، كونه ترشح لتمثيل إسرائيل في البرازيل، التي هبّ اربعون تنظيما رائدا، ضد تعيينه، وجاء في “يديعوت أحرنوت” ان الاربعين تنظيما وقّعوا على عريضة “تشجب تعين داني دايان، رئيس مجلس (يشع)، سفيرا لاٍسرائيل لدى البرازيل”. وتم وصف تعيينه في العريضة، على انه “خرق للشرعية الدولية، وتحدّ للسيادة البرازيلية”. وطالبت التنظيمات البرازيلية الحكومة برفض تعيين دايان.

حراك المنظمات البرازيلية، استقطب عددا من اعضاء البرلمان البرازيلي، الذين أكدوا على ما جاء في العريضة السابقة، حين اعتبروا، ان قرار التعيين لدايان “تحد لسيادة البرازيل، ومواقفها السياسية الرسمية، التي تعتبر المستوطنات غير قانونية”. ووصف النواب تعين قائد مجلس الاستيطان الاستعماري، بانه “هجوم على الدبلوماسية البرازيلية”.

الموقف البرازيلي، الذي مثلته التنظيمات والنواب الديمقراطيون، يعكس موقفا شجاعا، مؤيدا للسلام، ويرفض خيار الاستيطان الاستعماري الاسرائيلي. ويشكل خطوة متقدمة في تضامن الشعب البرازيلي مع الشعب الفلسطيني. ويمثل نموذجا يفترض ان يحتذى به في اوساط شعوب الارض دعما لخيار التسوية السياسية. ويعتبر انعكاسا لدعم السيادة البرازيلية، التي تحداها عن سابق تصميم وإصرار نتنياهو، حين اختار داني دايان، ليكون سفيرا لاسرائيل. سيادة البرازيل، التي تمثلت في مواقف قيادتها وحكومتها الرافضة للاستيطان، واعتباره غير شرعي. كما ان موقفهم، جاء منسجما مع قرارات الشرعية الدولية الشاجبة والمستنكرة الاستيطان من حيث المبدأ في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتعتبره خطرا على خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وتنادي في بياناتها وتقاريرها وقراراتها المختلفة بوقفه فورا، وعدم مواصلة عمليات التهويد والمصادرة للاراضي العربية الفلسطينية.

الخطوة البرازيلية المتميزة، تشكل سابقة مهمة في مواجهة سياسات حكومة اليمين المتطرف الاسرائيلية، وتصقل النضال الاممي بشكل قديم جديد من النضال. لاسيما وان العرف الدبلوماسي، يسمح للدول برفض تنسيب الدول لسفرائها، في حال كانت لها تحفظات على الشخص المرشح. ورغم قدم الاسلوب، إلّا ان محاصرة دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، من خلال رفض مرشحيها الاكثر عنصرية وعدوانية، تعتبر نقلة ايجابية في اتساع عزلتها، وتضييق الخناق حول رقبتها، ورقبة ممثليها القتلة، الذين امتهنوا سياسة البطش وسرقة الارض الفلسطينية، وحرق ابناء الشعب الفلسطيني كما حصل مع عائلة دوابشة مؤخرا، فضلا عن حرق اماكن العبادة المسيحية والاسلامية. وفي ذات الوقت دعما جليا للقيادة والشعب الفلسطيني، وانحيازا عميقا لصالح قرارات ومواثيق واعراف الشرعية الدولية وخيار السلام.

لتعميق الخطوة البرازيلية الشجاعة، مطلوب من قيادة منظمة التحرير وحكومتها الشرعية وسلكها الدبلوماسي العمل بقوة وحث الخطى، لتوسيع وتعميم التنظيمات البرازيلية، داخل البرازيل وفي دول العالم قاطبة من خلال تعزيز الروابط الكفاحية مع منظمات المجتمع المدني واعضاء وكتل البرلمانات والنقابات المختلفة، كي تحاصر حكومة إسرائيل وممثليها في حقول الحياة المختلفة.

oalghoul@gmail.com

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا