نحو الانفراج كتب حافظ البرغوثي

كان متوقعا بعد الاتفاق النووي ان يتم ضخ مساعدات روسية ايرانية الى دمشق ومساعدات ايرانية الى العراق لمحاربة داعش، فالمشهد السياسي الدولي بات لصالح النظام السوري الذي فقد كثيرا من الارض لكنه كسب معارك سياسية خارجية جعلته في موقع قوة سياسية لأن زواله يعني انتشار جماعات وقوى غير مسيطر عليها في سوريا ولعل انضمام تركيا لأسباب انتخابية مقبلة الى التحالف ضد داعش وفشلها في اقامة منطقة عازلة او اسقاط النظام السوري جعل موقف النظام أكثر قوة سياسيا.. ويقال ان هناك قرابة خمسين الف ايراني بالامكان زجهم في القتال في سوريا حيث ان الاتفاق النووي اطلق يد ايران في العراق وسوريا ولبنان دون حساب، فيما ان الحرب اليمنية انعكست سلبا على دول الخليج وباتت تشاور نفسها لاعادة العلاقات مع دمشق فرادى بعد التفاهم الاميركي الروسي على ضرورة التحالف لمواجهة الارهاب الذي ينتشر في دول الخليج ايضا خاصة السعودية وباتت القاعدة وداعش تسيطران على عدن ومدن جنوبية في اليمن ما يعني ان التمدد نحو السعودية بات واردا ولعل الزيارة المرتقبة للعاهل السعودي الى واشنطن ستؤدي الى وضع مسار الحوار اليمني في طريقه الصحيح للوصول الى حل للأزمة اليمنية بمشاركة الجميع وعلى قاعدة الاعتراف بالشرعية واجراء انتخابات وتحول الحوثيين الى حزب سياسي مع احتمال بحث انضمام اليمن الى دول مجلس التعاون في المستقبل وهذه التحولات ترجح صواب السياسة العمانية المصرية الاماراتية التي عملت لاحتواء الأزمة اليمنية سياسيا لأن الحل العسكري لن يصل الى نتيجة لا في اليمن ولا في سوريا. بقي ان نقول ان الشعبين السوري واليمني دفعا ثمنا باهظا في الأزمتين لا يمكن تصورهما ويجب مكافآتهما بطريقة او بأخرى عما ألم بهما من كوارث ومصائب، فالتاريخ لن يغفر لأحد هذا الخراب والوبال ولن يغفر لأحد ما حل بأرض الشام من ويلات لا سابق لها عبر التاريخ فأذلت الشرفاء وسحقت البسطاء وأبادت الحجر والشجر والبشر، الشعب السوري العظيم الذي بدأ ثورته سلمية يجب ان تحترم ارادته وكرامته وان يحظى بنهاية لائقة لما تعرض له من اذلال ومهانة وتشريد وتنكيل سواء داخل وطنه او خارجه، حتى لا يلجأ للانتقام في وقت ما ممن تسببوا في مأساته مثله مثل العراقي واليمني. اما نحن كفلسطينيين فان هدوء سوريا هو مصلحة فلسطينية وأمن اليمن والخليج هو أمننا ونجاح الدبلوماسية الروسية المصرية هو نجاح لنا، فالقضية التي تم تجاهلها آن لها ان تعود الى جدول الأعمال العربي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version