لماذا رفضت حماس المشاركة في اجتماع المجلس الوطني؟

على ما يبدو ان حماس حسمت موقفها وأعلنت رفضها المشاركة في اجتماع المجلس الوطني الذي سينعقد في 14 و 15 من اشهر الجاري،حيث شهدت الحركة نقاشات داخلية اسفرت عن قرار بمقاطعة اجتماعات المجلس الوطني بل ودعوة الفصائل الفلسطينية الاخرى لعدم حضور هذا الاجتماع بغية اضعاف النصاب القانوني اولا ولعدم شرعية هذا الاجتماع ثانيا حسب زعم حماس.
بالتأكيد ان حماس تلقت ضربة موجعة بدعوة السيد الرئيس لعقد المجلس الوطني الفلسطيني وتحديد البرنامج الرئيسي لهذه الجلسة باختيار اعضاء لجنة تنفيذية جديدة قادرة على تحمل مسئولياتها ومواجهة التحديات المحيطة بالقضية. خطوة فاجأت حماس وأيقنت انها جاءت لقطع الطريق على كل المتربصين بالمشروع الوطني الفلسطيني.
حماس التي خاضت تجربة سياسية في المدة الاخيرة من خلال فتح قنوات اتصال مع اسرائيل سواء كانت مباشرة او غير مباشرة واعتقدت للوهلة الاولى انها كانت البدايات الرئيسية لوضع بصمات واضحة على القضية الفلسطينية حتى بدأت بعض القنوات المقربة من حماس تشير الى ان حماس سوف تتصدر المشهد السياسي الفلسطيني وتمسك بالورقة الفلسطينية وان نسبة كبيرة من اوراق الحل تمتلكها حماس.
حماس تدرك جيدا انها بانعقاد المجلس الوطني فأنها ستبدأ بفقدان الكثير من اوراقها التي كانت تمسك بها وكانت تعتقد انها فعلا ذاهبة لفرض نفسها رقما لا يمكن تجاوزه محليا وإقليميا ودوليا وهذا ما دفع خالد مشعل للحديث عن شراكة سياسية حيث دعا مشعل الى شراكة حقيقية في القرار السياسي والعسكري والنضالي والأمني وقال “نحن محتاجون إلى ديمقراطية وانتخابات لنبني بها مؤسساتنا، لكننا بحاجة أيضا إلى شراكة حقيقية”، ولم تؤمن حماس يوما ما بالشراكة السياسية وكان ذلك واضحا من خلال ممارساتها على الارض ومحاولاتها قمع خصومها بالقوة والحديد.
حماس بدأت بوضع العراقيل امام انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لإدراكها التام ان سيناريو انعقاد المجلس ونتائجه التي باتت معروفة تصب كلها في صالح القيادة الفلسطينية وفي تثبيت شرعيتها وفي التحكم التام بمفاصل القضية الفلسطينية، هذا اضافة الى ان حماس كانت تراهن على موقف الفصائل الفلسطينية التي يمكن ان تبدي معارضتها لدعوة السيد الرئيس لانعقاد المجلس لكنها تلقت ضربة اخرى في مواقفها وإستراتيجيتها عندما اعلنت هذا الفصائل استجابتها لنداء السيد الرئيس وموافقتها على حضور اجتماع المجلس الوطني والالتزام بقراراته وهذا يؤكد بقاء حماس وحيدة في المشهد السياسي الفلسطيني وهي التي كانت تراهن في وقت سابق بان “تفرد” القيادة الفلسطينية جعل الفصائل الاخرى تبتعد عنها وكلما ابتعدت هذه الفصائل عن القيادة كلما اقتربت من حماس حسب فهم الاخيرة.
السبب الاهم والأخير لرفض حماس هو ان حماس قطعت الشك باليقين بان هذه الخطوة قطعت الطريق على حماس والى الابد لمجرد التفكير بطرح نفسها بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية حيث ان المنظمة بلجنتها التنفيذية الجديدة ستكتسي بشرعية جديدة.
ولهذا ستبقى حماس تقاوم وتحاول وضع العراقيل امام انعقاد المجلس وتحاول البحث عن شرعيتها وسط الزحام وخاصة بعد ان فقدت ورقة اخرى كانت تحاول الضغط على القيادة الفلسطينية من خلالها وهي فشل المفاوضات التي اجرتها مع اسرائيل من اجل الوصول الى حالة من التهدئة طويلة الزمن والتي كانت تبحث عن اجازات من خلالها بتحقيق حماس رفع الحصار وفتح المعابر وإنشاء الميناء والمطار وهي مسائل عجزت عن تحقيقها القيادة الفلسطينية حسب ادعاءات حماس.
المجلس الوطني الفلسطيني سوف يؤكد مرة اخرى بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي صاحبة الولاية عليها وصاحبة الحق في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لاقامة دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

مركز الاعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا