المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

من يغلب من في “الثورة ضد العتمة” بغزة ؟

تتزايد يومًا بعد يوم التحركات الشعبية السلمية في مناطق مُختلفة من قطاع غزة، خاصة جنوبي القطاع، الذي انطلقت منه شرارة تلك التحركات، تنديدًا بأزمة الكهرباء الخانقة التي تضرب بأطنابها كافة مناحي الحياة في القطاع، وتفاقمت مؤخرًا.

واللافت في تلك التحركات المشاركة الشابة بها، والأعداد التي تتزايد يومًا بعد يوم، والمناطق التي تخرج منها التظاهرات العفوية، والتي باتت تتسع ليس فقط على مستوى مدينة معينة، بل امتدت لمخيمات ومدن مختلفة من قطاع غزة.

وأبرز ما يميز ذاك الحراك عدم وجود دعم من قبل أي فصيل أو جهة رسمية خلفه، الأمر الذي قد يتهدده بالفشل، ما ينذر بتدشين ثورة شعبية جماهيرية عارمة، ضد أزمة الكهرباء في المنظور القريب، قد تنجح في إيجاد حل مؤقت على الأقل لتلك الأزمة الخانقة.

وبدأ الحراك الجماهيري بتظاهرة محدودة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة قبل الجمعة، احتجاجًا على تردي وضع التيار الكهرباء بالمدينة، الذي وصل لحوالي “18ساعة” قطع يوميًا، بعد توقف الخطوط المصرية، وزاد الحراك في اليوم التالي، ليشمل أحياء “السلطان، البرازيل، الجنينة، الشابورة، الشعوت..” في المدينة.

ووقعت عدة صدامات مع قوات الشرطة بالأمس في حي تل السلطان غرب رفح، لدى محاولتهم التهجم على منزل رئيس البلدية صبحي أبو رضوان، والاعتداء على أحد عناصر الشرطة في المكان، ما دفع قوات الأمن لاعتقال عدد من المشاركين.

وأدانت القوى الوطنية والإسلامية في بيان لها محاولة مجموعة وصفتها “بالغوغائية، والخارجة عن القانون” التهجم على منزل رئيس البلدية، مُستغلين التظاهرة السلمية التي خرجت بشكل عفوي من قبل شبان غاضبين على أزمة الكهرباء.

اتساع التظاهرات

وامتدت التحركات بالأمس، لتطال مدينة خان يونس المجاورة لرفح، ببدء التحركات لحوالي “100شخص” في تظاهرة عفوية داخل بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، وبدأوا بالتحرك نحو شركة الكهرباء على شارع صلاح الدين، بالقرب من دوار بني سهيلا.

ولفت إلى أن الكثير من الشبان لحقوا بالتظاهرة، وفاقت أعدادهم “200شخص” فور اقترابهم من مقر الشرطة، ما استدعى تدخل قوات الأمن، وفرقتهم سلميًا، قبل أن يهاجموا مقر الشركة، وتخلل عملية الفض رشق عناصر الشرطة بالحجارة من قبل الغاضبين.

ونوه إلى أن المشاركين بالتظاهرة أشعلوا الإطارات المطاطية قرب دوار الشيخ ناصر القريب من مقر الشركة، قبل أن تتدخل قوات الشرطة وتفضهم، فيما شهد مُحيط دوار أبو حميد وشارع البحر وسط المدينة، تحركات لبعض الجماهير، قبل أن تنتشر دوريات الشرطة، لفرض الأمن، والحيلولة دون وقوع أي أعمال تخل بالأمن.

وأشار المصدر إلى أن عدد من المواطنين هاجموا سيارة تابعة لشركة توزيع الكهرباء، في منطقة حي الأمل، غرب المدينة، أثناء ممارسة عملها، وقاموا بتحطيم زجاجها، وإحداث أضرار بالغة فيها، دون وقوع إصابات، ما استدعى قوات الشرطة للمكان، التي فتحت تحقيقًا بالحادث..

بدوره، أفاد شهود عيان بإمتداد التظاهرات العفوية لأحياء من مخيمي النصيرات والمغازي وسط قطاع غزة، وسط حالة من الاستياء والتنديد، بسياسة قطع التيار الكهربائي لساعاتٍ طويلة، وتوجهوا لمحطة توليد الكهرباء شمال النصيرات، ورددوا هتافات مناوئة للمتسببين بالأزمة.

وردد المشاركون هتافات بأعلى صوتهم “”بدنا كهربا، بدنا كهربا، بدنا كهربا..”، وسط صيحات من الغضب والاستياء والاستنكار الشديد، ومطالبات من حكومة الوفاق والرئاسة الفلسطينية وحركة حماس والفصائل بتحييد الأزمة عن الخلافات السياسية.

الفصائل تساند

وعقدت القوى الوطنية والإسلامية بمحافظة رفح ، اجتماعاً لمتابعة تطورات أزمة الكهرباء بالمحافظة, وذلك في ضوء ما أجرته القوى من مجموعة من اللقاءات والاتصالات خلال الأيام الماضية مع جهات مسئولة ومختصة بهدف تحقيق مطالب الجماهير العادلة.

وقالت القوى في بيان صحفي أصدرته عقب الاجتماع “في الوقت الذي تؤكد فيه القوى على حق الجماهير بالتعبير عن رأيها والمطالبة بحقوقها عبر الاعتصامات السلمية تؤكد في الوقت نفسه على رفضها وإدانتها لما تعرض له منزل رئيس بلدية رفح صبحي رضوان، ورفض أي اعتداء على المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة”.

واعتبرت القوى أن ما تم تحقيقه من عدالة في التوزيع للكهرباء على مستوى قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية ايجابي حيث أصبحت ساعات الوصل للتيار الكهربائي على مستوى قطاع غزة بالتساوي.

ووجهت القوى التحية للجماهير التي عبرت بالطرق السلمية اتجاه مطالبها والتي أعطت نتائج ايجابية سريعة، ووقف الجميع أمامها بالاحترام والتقدير، كما أنها ثمنت دور الشرطة وأدائها الذي تميز بضبط النفس والتعاون والحكمة اتجاه الجماهير.

هذا وقد شكلت القوى خلية أزمة لمساندة الجماهير بمطالبها في المحافظة والمتابعة مع كافة الجهات المختصة وأصحاب القرار من أجل الوصول إلي أفضل ما يليق بتضحيات شعبنا واحتياجاتها.

يبقى الكلام في الميدان ، من يغلب من الذين يطالبون بالنور ، ام الظلام الذي بات يسكن عقارب الوقت دون خجل؟

والفعل المضاد في اعلام حماس يبدو أنه يريد حرف بوصلة الإبحار من حل أزمة الكهرباء ، الى تركيب أزمة سياسية جديدة مع الرئيس محمود عباس وحكومة الحمدالله .

عن امد

Exit mobile version