حديث القدس: المطلوب ايجاد حل يا سيد كيري وليس مجرد البحث عن تهدئة!!

للمرة الثانية خلال نحو شهر واحد يجيء وزير خارجية الولايات المتحدة الى المنطقة، ومن المقرر ان يلتقي اليوم الرئيس ابو مازن. وقبل وصوله هذه المرة، كما في المرة السابقة، اكد الوزير جون كيري انه قادم للبحث عن تهدئة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ولم يقل لنا ما هي هذه التهدئة التي يبحث عنها ولا هي سبل التوصل اليها، وهو يتناسى انه حين جاء قبل شهر وتحدث عن التهدئة وغادر، تصاعدت الهبة الشعبية او الانتفاضة الفلسطينية، وسالت دماء اكثر ولم تتقدم المنطقة ولو خطوة صغيرة نحو ما يريده.

ليس المطلوب مجرد تهدئة وانما ازالة سبل التوتر والعنف وعدم الاستقرار والهدوء، وهذا لا يتحقق إلا بايجاد حل وانهاء الاحتلال، ولا يمكن تحقيق التهدئة بوجود الاحتلال والاستيطان والتهويد والتهجير والعقوبات الجماعية وغير ذلك الكثير من الممارسات الاسرائيلية.

لقد التقى رئيس وزراء اسرائيل، نتانياهو، الرئيس الاميركي اوباما قبل فترة قصيرة ووصف اللقاء بينهما بانه كان من افضل الاجتماعات على الاطلاق بعد مرحلة من التوتر وصلت حد القطيعة تقريبا بسبب الاتفاق الاميركي مع ايران ومعارضة اسرائيل له. وبعد اللقاء المميز افرجت اميركا عن الجاسوس بولارد، كما كانت تطالب اسرائيل واكدت واشنطن تعميق دعمها وتقديم احدث انواع الاسلحة والمعدات الحربية لها. وهكذا يتضح بشكل جديد الانحياز الاميركي الاعمى لاسرائيل وعدم بذل اي جهد للبحث عن حل سياسي خاصة وان اميركا على اعتاب انتخابات رئاسية جديدة يلعب فيها اللوبي الصهيوني ورأس المال وقوى النفوذ دورا رئيسيا قبل وحسم نتائجها غالبا.

كما اننا اصبحنا على هامش السياسة الشرق اوسطية وصارت تهديدات “داعش” والتحالفات الجديدة التي تقودها روسيا هي المحرك الاكبر وهي الهدف الاهم، ولهذا فان كيري وهو يزورنا زيارة عابرة، سيكون تطلعه الى لقاءاته الخليجية وكيفية التعامل مع التطورات الجديدة، وحال الدول العربية معروف وهو مدعاة للتأخر وليس الدعم ونقطة سلبية في النقاشات بكل ما يتعلق بنا.

على ضوء هذا الواقع يؤكد مسؤول اميركي قبيل زيارة كيري ان العام القادم لن يشهد اية حلول سياسية ولا اي تقدم في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتحقيق الانسحاب واقامة الدولة .. فما الذي يجيء كيري من اجله. ولماذا يواصل زياراته لنا دون ان يحمل جديدا سوى محاولة تقديم خدمة التهمدئة المجانية للاحتلال. ويتساءل فلسطينيون كثيرون لماذا نستقبله اساسا ونجري مباحثات معه ونحن نعرف اهدافها سلفا .. ولماذا لا نقول له شكرا ولا ضرورة للقاء إلا اذا كنت تحمل جديدا بشكل جدي وعملي ؟! نقول هذا ونحن نعرف دور ومعنى الدبلوماسية واصول التعامل بها ومعها .. لكن الشارع الفلسطيني لم يعد يثق بالسياسة الاميركية وبشكل اقوة من اية مرحلة.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا