أطفالنا يغنون كتبت سما حسن

لست ضد الغناء، ولا غناء الصغار ولكن أن يصبح الغناء غاية لطفل أو طفلة بحيث يعلق على ظهوره في برنامج مسابقات آمالا كبيرة ويبكي بحرقة لأن أحد أعضاء لجنة التحكيم لم يستدر بمقعده نحوه، فهذا هو الخطأ لأننا نعلم الصغير أن يضع كل أحلامه ومواهبه في سلة واحدة.

الصدفة وحدها وتوفر الكهرباء في ذلك الوقت أي وقت عرض برنامج المسابقات “ذا فويس كيدز” هما اللذان جعلاني أتابع هذه الحلقة من برنامج المسابقات وأرى الأطفال الصغار مع عائلاتهم وقد قدموا من كل حدب وصوب لتقديم مواهبهم أمام “نانسي وكاظم وتامر”، ورأيت بكاء الصغار لأنهم لم يتأهلوا لمراحل متقدمة وسمعت اصوات صغيرات وهن يغنين كلمات أغاني أكبر من مستوى عواطفهن ومشاعرهن، وان كان ذلك مقبولا في زمن لبلبلة حين كانت صغيرة ونيللي وفيروز المصرية فإن ذلك لم يعد مقبولا في هذا الزمن لأن الزمن الرائق تغير، والطفلة التي تغني وتقلد الكبار وتصبح بطلة حين تكبر لم تعد هي الطفلة لأن كل من التحقوا ببرامج المواهب وحصدوا المراكز الأولى طواهم النسيان ولم يحققوا نجاحات تذكر بعكس من خرجوا من المسابقات قبل الوصول إلى التصفيات النهائية لكي يتأكد القائمون على هذه المسابقات أن الخطأ نفسه سوف يتكرر مع مسابقات الصغار ويجب عدم الحرص على فائز واحد أو نجم واحد لأن ذلك خطأ وجريمة ترتكب بحق الصغير كطفل وبحق الغناء كفن.

أحب الغناء ولا شك والطرب الأصيل القديم ولكننا كشعوب عربية نعيش مآسي كثيرة وتحيط بنا الويلات ورغم ذلك نرى أن سبيل الخلاص هو “الفرفشة” في حين أن عدونا الأكبر وهو اسرائيل مثلا تصدر قائمة الدول في العالم من حيث العناية بالقراءة وانتاج العلماء، وتراجعت الدول العربية أمام المنافسة الاسرائيلية في هذا المجال، والاحرى بنا أن ننظم برنامجا للمسابقات يتبنى اختراعات الصغار وأشعارهم وكتاباتهم الأدبية والابداعية.

لست مع ظهور فتاة في عمر الثالثة عشرة بثوب حاسر يكشف جسدها البض ويعانقها مطرب شهير أمام جمهور غفير، لأن هذه الفتاة ربما جاءت من بلد تقتل فيه الفتيات وتغتصب وتنتهك اعراضهن مثل سوريا والعراق والأحرى بمثل هذه الفتاة أن تفتح كتبها وتجتهد في علمها لا أن تقضي وقتها تتعلم أسس الماكياج وارتداء الأزياء غير المناسبة لعمرها، فمثل هذه الفتاة تترك حسرة في قلب كل فتاة من بنات بلدها تشردت وأهينت وانتهكت.

ان رسالة البرنامج ليست سامية ورسالتنا نحن ثقيلة كآباء وأمهات في بلاد عربية مهددة بأخطار شريرة، رسالتنا أن نحارب كل الخطط لطمس ما كانت عليه الحضارة العربية وما كنا عليه من تقدم ورقي وعلم ونبقى حريصين على الغناء، ونجعل هدف أطفالنا الأوحد ممن يتابعون البرنامج هو الوصول لاستديوهات “ذا فويس كيدز”.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا