مبدعون غزيون يتحدون واقعهم ويصلون للعالم بــ “99- مبدع- فلسطيني”

انتشرت في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأوسمة أو كما يسميها البعض “هاشتاغ”، بهدف إيصال رسائل للعالم أجمع وإيتاح الفرصة أمام جميع المهتمين بموضوع معين للمشاركة فيه وإبداء آراءهم، وفي ظل غياب الحريات عن التعبير وعدم القدرة على الوصول والتواصل مع العالم الخارجي في قطاع غزة، كان النصيب الأكبر لشبابها في المشاركات وكانت بمثابة فرصة ذهبية لهم لإبداء آراءهم ومشاركة أعمالهم الابداعية.

#99- مبدع- فلسطيني، هو وسم انتشر خلال الأسبوع الماضي من قطاع غزة، والذي يحمل رقماً وهمياً هدفه لفت النظر، يهدف إلى إيصال رسالة للعالم الخارجي بأن هنا في هذه البقعة الصغيرة العديد من المواهب والمبدعين بحاجة إلى الدعم وإعطاء الفرصة لأعمالهم البسيطة، كما يهدف إلى تحفيز أصحاب المواهب للمشاركة في أعمالهم المدفونة بداخلهم وبداخل غرفهم الصغيرة، ونشرها للجمهور لكسر حاجز الخجل والرهبة.

“مالك محمود قريقع” من سكان مدينة غزة بحي الشجاعية، “24 عاماً” أنهى دراسته الجامعية متخصصاً في السكرتارية الطبية، يهوى الفنون بغالبية أنواعها ويعمل في مجالات فنية بعيدة جداً عن مجال دراسته، يقول “كل ما حدا يعرف انه دراستي سكرتارية طبية ويشوف عملي بتبدا قصة شرح طويلة” ويتابع “نحن مجموعة شبابية ندعى (لمَّة) جاء الاسم من اجتماع وجمعة، والاسم عائلي، وهذا هدفنا أن نكون جسم عائلي للمبدعين في فلسطين”.

وتتبع حملة “99- مبدع- فلسطيني” إلى مجموعة لمَّة المقسمة إلى عدة مجموعات، ومنها مجموعة مختصة في مواقع التواصل الاجتماعي، و”مالك” هو المنسق لمجموعة لمة كاملة والتي ترعاها بلدية غزة، وحول بداية فكرة الوسم، يقول “الفكرة خطرت في بالي لأني مدين لهذه المواقع بالفضل الكبير بعد الله في مشوار أخي الفنان محمد قريقع، الذي أصبح اسم معروف بسببها، فهذه المواقع الافتراضية تدخل كل بيت، وتصل لكل إنسان بطريقة سهلة و الترويج من خلالها أصبح بضغطة زر”.

ويرى قريقع، أنه في ظل انتشار العديد من الأوسمة التي تتحدث عن القتل والدمار والحروب وخاصة في فلسطين، كان لا بد من عمل شيء مبدع يغير النظرة التشاؤمية تجاه فلسطين ومن بداخلها، قائلاً “نحن نريد أن نوصل رسالة للعالم الخارجي، أن في غزة، يوجد من يستحق الحياة، ويوجد مبدعين لديهم القدرة على المنافسة العالمية، وهم مازالوا ينتظرون فرصتهم التي يحجمها الحصار الاسرائيلي”. 99- مبدع- فلسطيني، والتي تحمل رقماً وهمياً تم اختياره للفت الانتباه وتحفيز المبدعين الصامتين بأن يخرجوا عن صمتهم ويؤكدوا للعالم أنهم موجودون، نجح في إيصال رسالته للجميع، وكان الاقبال عليه يصل إلى درجة “جيد جداً” بالنسبة للقائمين عليه، والذين لم يتوقفوا عند هذا الحد بل لديهم خطة كاملة خاصة بالأدب والفنون والموسيقى، سيتم تنفيذها خلال العام الجاري.

وحول أهمية ودور الوسم أو الهاشتاغ في مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع الغزي، يقول “علي بخيت” رئيس نادي الاعلام الاجتماعي، “الهاشتاغ عبارة عن كلمة دلالية أو مفتاحية مسبوقة بإشارة المربع (سلم)، تحول هذه الكلمة إلى رابط من خلاله تجد المحتوى، سواء كان فيديو أو تغريدات أو صور، الأمر الذي يسهل الرجوع لهذا المحتوى في أي وقت ومتابعته، وأيضا حشد أكبر عدد من التغريدات والمنشورات وتوجيهها، للضغط في موضوع معين، حتى وصول هذا الهاشتاغ إلى ترند عالمي، وتويتر من أنجح المواقع في استخدام هذه الخاصية من التطبيقات الأخرى”.

ويشكل الهاشتاغ سلاحاً ذو حدين، فكما له الايجابيات بتسليط الأضواء على قضايا معينة وتهم الرأي العام ويمكن له أن يحركها، إلا أنه يمكن أن يؤثر بشكل سلبي أيضاً، ويوضح بخيت “إذا استخدم الهاشتاغ بشكل خاطئ فيمكن أن يكون تأثيره سلبي جداً، فمثلاً استخدام أكثر من هاشتاغ لنفس القضية، يساهم في تشتيت المحتوى، وبالتالي تفقد هذه الخاصية أهميتها وهدفها في جمع المحتوى وتركيزه عبر هاشتاغ موحد”، أيضاً يجب أن تكون كلمات الهاشتاغ قليلة ومركزة، تدعو للإبداع وتمس صلب القضية، حتى تكون أنجح وأسهل للمستخدمين وتكون مشجعة على النشر والحشد لها.

ويرى رئيس نادي الاعلام الاجتماعي، بأن الهاشتاغ أصبح وسيلة العصر التي يلجأ إليها النشطاء، قائلاً “الهاشتاغ أثبت نجاحه، حتى أن الشباب الفلسطيني أصبح يعبر عن رأيه عبر هذه الوسائل، وأصبحت تشغل جزء كبير من أوقات الشباب، لأنهم وجدوا أنها تلبي طموحاتهم في ظل الواقع الصعب الذي يمر به القطاع أو الأراضي الفلسطينية بشكل عام، ومع صعوبة التعبير عن آرائهم في القضايا والمشاكل التي تمس حياتهم على أرض الواقع، فهذه الوسائل ترضيهم ويفرغوا من خلالها مشاكلهم ويكتبون طموحاتهم”. وينصح “بخيت” بالتركيز على المحتوى الذي ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر الشعب الفلسطيني بأنه صاحب حق، والابتعاد عن البكائيات، ونشر الصور المنفرة، والتركيز على النشر بأكثر من لغة، ومساعدة الشباب الناشط عبر هذه المواقع، والاستفادة أيضاً من خبراتهم والاتفاق على استراتيجية محددة لإيصال القضايا الفلسطينية للعالم بالطرق السليمة، مؤكداً على أن الاعلام الاجتماعي أصبح حديث العالم نظراً لأهميته، ولسرعته في نقل المعلومات وبساطة استخدامه، وتركيزه في ايصال رسائل مباشرة للهدف.

نقلاً عن وكالة روا

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا