عيسى: دور الإستراتيجية هو توجيه وتنسيق إمكانيات البلاد للحصول على الهدف السياسي

قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، “الإستراتيجية هي علم التخطيط بصفة عامة، وهي مصطلح عسكري بالأساس وتعني الخطة الحربية، أو هي فن التخطيط للعمليات العسكرية قبل نشوب الحروب، وفي نفس الوقت فن إدارة تلك العمليات عقب نشوب الحروب، كما وتعكس الإستراتيجية الخطط المحددة مسبقا لتحقيق هدف معين على المدى البعيد في ضوء الإمكانيات المتاحة أو التي يمكن الحصول عليها، وهي خطط أو طرق توضع لتحقيق هدف معين على المدى البعيد اعتماداً على التخطيطات والإجراءات الأمنية في استخدام المصادر المتوفرة في المدى القصير”.

ولفت، “الإستراتيجية هي فن القيادة العامة في الحرب بأجمعها، اشتقت من كلمة ستراتيجوس اليونانية بمعنى قائد، والتكتيك فن القيادة في ميدان المعركة، فهي اشتقت من تاسين اليونانية وهي فعل معناه يهيئ للحرب، والإستراتيجية في الأعمال الحربية هي الخطة العامة التي توضع لإحراز هدف، أما التكتيك فهو تصميم خطة معركة واحدة”.

وأوضح عيسى، “يلاحظ مفكرو الحرب وفلاسفتها، أن هذه المفاهيم (التكتيك – الإستراتيجية – الإستراتيجية العليا) هي مستويات ثلاثة لمفهوم واحد، وهي لا تنفصل عن بعضها البعض عندما يوضع المخطط العام موضع النظر والتطبيق، فإذا كان التكتيك هو تطبيق الإستراتيجية العليا على مستوى أدنى، فإن الإستراتيجية العليا ليست سوى السياسة التي تقود سير الحرب، ويستعمل تعبير الإستراتيجية العليا لشرح فكرة السياسة خلال التنفيذ، وإيضاح أن دورها الحقيقي يكمن في توجيه وتنسيق كل إمكانيات البلاد، وإيجاد التكامل اللوجستي بين أعضاء الحلف العسكري بغية الحصول على الهدف السياسي”.

وأضاف، “تهدف الإستراتيجية إلى تحقيق هدف السياسة عن طريق الاستخدام الأمثل لكافة الإمكانات والوسائل المتوفرة، وتختلف الأهداف من سياسة لأخرى ومن إستراتيجية لأخرى، فقد لا يتحقق الهدف إلا باتباع أسلوب هجومي لاحتلال أراضي الغير أو فرض شروط معينة عليه أو باتباع أسلوب دفاعي لحماية أرض الوطن ومصالح وقيم الامة مثلا، وقد يكون الهدف سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً أو معنوياً وقد يكون صغيراً محدودا كاحتلال جزء من أرض دولة ما، او كبيراً كالقضاء على كيان تلك الدولة نهائياً. غير ان جميع الأهداف تشترك في كونها جميعا الهدف النهائي الذي عين وحدد سلفا من قبل السلطة السياسية العليا أو الوسيط المؤدي اليه حتما”.

وأشار أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية، “هناك أكثر من معيار لاستخدام الاستراتيجية منها على مستوى التخطيط والأهداف، فمن الناحية العسكرية ينقسم التخطيط الي (تخطيط سراطي) يقوم بتحديد أهداف تسمي الغايات أو اهداف عليا بعيدة المدي أو أعلى مستويات الأهداف، وهو مستوى أهداف القيادة العامة بجميع افرعها وتشكيلاتها ويطلق عليها الأهداف الإستراتيجية وبناء عليه يتم تخصيص المهام للجيوش الميدانية والتشكيلات لتحقيق هذه الأهداف”.

وتابع، “من ثم ينتقل التخطيط الى مستوي (التخطيط التعبوي) والذي يحدد بدوره أهداف لتحقيق مهمته وتتصف بأإنها أهداف متوسطة المدى أوالأهداف الفرعية أو أهداف التشكيلات والجيوش الميدانية والمناطق ويطلق عليها الأهداف التعبوية والتي تترجم بدورها الي مهام تكلف بها الوحدات الميدانية، ومن ثم ينتقل مستوى التخطيط الي (تخطيط عال المعايير) يقوم بتحديد (أهداف تخطيطية) وهي اهداف مباشرة أو اهداف صغرى او أهداف قريبة أو أهداف خاصة بالوحدات الميدانية، ومن ثم تحول تلك الأهداف الي مهام تكلف بها كل وحدة صغرى علي حدى وفي الغالب تحول هذه الأهداف الي مستوي رابع علي مستوى الفرد والقائد علي الأرض وهو ما يسمي الهدف المباشر أو الهدف المرئي والذي يصدر به أمر القتال من القائد الي المقاتل علي الأرض”.

وبين الدكتور حنا، وهو أستاذ وخبير القانون الدولي، “ومن المعايير لاستخدام الإستراتيجية وجود تهديدات أومنافسة، بحيث يرتبط مصطلح إستراتيجية بوجوب وجود تهديدات ما، فالاستخدام العسكري أو العلوم العسكرية لا تستخدم الا في حالة واحدة فقط وهي وجود تهديدات تجبر المجتمعات علي تكوين الجيوش واستخدام تلك العلوم، والدليل علي ذلك أن أي تنظيمات أخرى غير عسكرية لا تستخدم هذا المصطلح للتخطيط لاعمالها إلا أنها تستخدم مصطلحات أخرى مثل، المنهج أو التخطيط الإداري إذا ما كان هناك هدف أو مجموعة أهداف تريد تحقيقها”.

وأضاف، “بالإضافة للمعيارعلى المستوى الإداري أو القيادي، حيث يلتصق وقد ينحصر استخدامات مصطلح (إستراتيجية) في كل ما يعده أو يخططة أو يتداوله المستوي القيادي أو الإداري الأعلي في أي منظمة بشرط أن تكون هي المسؤلة عن تحديد وتحقيق غايات المنظمة، وهو المعروف بالمستوى السراطي والذي يشترك فيه فريق عمل مكون من جميع قادة الافرع والتخصصات والانشطة بصرف النظر عن حجمها ودورها في التنظيم”.

واستطرد القانوني، “التخطيط لتحقيق هدف مباشر يتم تحقيقة بواسطة نفس المستوى المخطط لا يتصف بالإستراتيجية، ولذا فالخطة الإستراتيجية يجب أن ينتج عنها تقسيم للأهداف وتخصيص للمهام وتوزيع للأدوار للمستويات المتوسطة والدنيا، وتبعا لهذه المهام تعد تلك المستويات خطط جديدة ومنفصلة لتحقيقها والتي بمجموع نجاحها يتحقق الهدف السراطي، وإن لم تتواجد تلك الخطط الدنيا فلا مجال لوصف الخطة بالإستراتيجية لفقدها عنصر تقسيم الأدوار والتعاون وبالتالي فقد القدرة علي المناورة”.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا