حديث القدس: من يقف مع تجار البلدة القديمة من القدس ؟!

المعطيات المذهلة التي أكدت ان ٢٥٪ – ٣٥٪ من المحال التجارية الفلسطينية في البلدة القديمة بالقدس أغلقت أبوابها منذ بداية الهبة الجماهيرية في تشرين الاول الماضي حتى الآن بفعل اجراءات الاحتلال التصعيدية، خاصة اجراءات بلدية القدس، ضدهم، سواء الملاحقات الضريبية والغرامات الباهظة واعمال التنكيل والتفتيش …الخ من الممارسات الاسرائيلية وتحويل القدس الى ثكنة عسكرية، مما ادى ايضا الى عزوف المواطنين عن الشراء بنسبة ٨٠٪، وبشكل ادق عدم تمكن المواطنين من الوصول الى البلدة القديمة في ظل ظروف طبيعية بسبب الاجراءات الاسرائيلية، هذه المعطيات تدفع الى التساؤل: من يقف مع تجار البلدة القديمة لدعمهم في الحفاظ على وجودهم ومصادر رزقهم من جهة والحفاظ على هذا الوجود في مواجهة المخططات الاسرائيلية الهادفة الى تهويد المدينة المقدسة ؟!
من الواضح ان تجار القدس عموما وخاصة في البلدة القديمة منوا بخسائر فادحة على مدى ستة شهور حتى الان بسبب الاوضاع العامة وبسبب استهدافهم المباشر من سلطات الاحتلال، وبالتالي بانت هذه المسألة، مسألة وطنية عامة، بمعنى ان المطلوب هو وقوف الكل الوطني، وفي المقدمة السلطة الوطنية حكومة ورئاسة وفصائل لتقديم الدعم اللازم للحفاظ على صمود التجار المقدسيين ومنع اغلاق محلاتهم.
والسؤال الذي يطرح هنا هو: هل خصصت الحكومة من الاموال ما يحقق دعم صمود التجار المقدسيين ؟ وهل وضعت الفصائل المواطنين على اعتبار هذه المسألة مسألة وطنية عامة وبالتالي الاصرار على التسوّق في البلدة القديمة وغيرها بدل العزوف ؟
واذا كنا كمواطنين ندرك اهداف الاحتلال وراء الحملة المسعورة التي يشنها على التجار المقدسيين فان لنا دور مهم في دعم التجار المقدسيين وفي الابقاء على البلدة القديمة نابضة بالحياة رغم الظروف والاجراءات الصعبة للاحتلال.
كما أن السؤال الذي يطرح هنا ايضا هو: ماذا عن دور القطاع الخاص الفلسطيني واصحاب رؤوس الاموال ازاء ما يواجهه التجار المقدسيون؟! وهل من مبادات أو تحركات من هذا القطاع لدعم هؤلاء التجارة؟ أم أن القدس باتت مجرد سوق استثمارية أو ساحة لاطلاق المشاريع الاستثمارية بالنسبة للكثير من اصحاب رؤوس الاموال وبالتالي العزوف الواضح عن أي تحرك في ظل هذه الظروف لانعدام الجدوى الاقتصادية؟!
وربما ضمن هذا السياق يجدر ان نذكر ان الحكومة الاسرائيلية خصصت مئة مليون شيكل لدعم تجارها في القدس الغربية بسبب الخسائر التي منوا بها جراء الهبة الجماهيرية علما ان هذه الخسائر لا تقارن بالخسائر الفادحة للتجار المقدسيين. وكما ذكر في وسائل الاعلام الاسرائيلية امس فقد انفقت الحكومة حتى الان سبعين مليون شيكل لدعم هؤلاء التجار الاسرائيليين وبق» في الصندوق المخصص لذلك ثلاثين مليون شيكل. والسؤال هنا: ما الذي حصصناه نحن حكومة وفصائل لدعم التجار المقدسيين؟!
واذا كانت الامة العربية والاسلامية معنية بالقدس وترفض تهويدها فما الذي خصصته لدعم صمود المقدسيين عموما والتجار على وجه التحديد؟! علما ان أي مليار ويرفض في العالم العربي والاسلامي بامكانه لوحده دعم صمود التجار المقدسيين؟!
ولهذا نقول أن الدعم المطلوب هو اولا مسؤولية الحكومة والفصائل والقطاع الخاص والاثرياء عدا عن الدور الذي يمكن ان يسهم فيه المواطن سواء من خلال التبرع او من خلال عدم العزوف عن الوصول الى البلدة القديمة. فهل سيتغير واقع الحال ونقوم بواجباتنا جميعا تجاه القدس؟!

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا