حماس واثارة الفتن

تحاول حماس اصطناع ازمة داخل حركة فتح عندما أعلنت ان هناك محاولات لتصفية عددا من كوادر الحركة في القطاع، وادعت ان هناك اعترافات بهذا الشأن جاءت بعد اعتقال “اميره المصري” التي ادلت باعترافات بهذا الخصوص حسب ادعاءات حماس.
وتدعي حماس ان هناك ارتباطات لــ أميره المصري مع جهات أخرى داخل حركة فتح لكن حماس لم تطلع الحركة على نتائج التحقيق الامر الذي يدعو للتشكيك بادعاءات حماس وربما تكون محاولة لأحداث ازمة داخل حركة فتح ومخطط لأثارة الفتن في ظل هذه المرحلة التي تاهت معالمها وفي ظل مرحلة سياسية تعددت اوراقها.
والمتتبع للشأن الفلسطيني جيدا وعلاقة حماس مع حركة فتح والقيادة الفلسطينية يدرك جيدا بأن حماس ليست حريصة على وحدة حركة فتح بل تتمنى ان تدب بها الخلافات وتزول عن الخريطة الحزبية الفلسطينية، بل ان حماس ربما يراودها الامر ان تقوم بتغذية مثل هذه الظاهرة لو وجدت حقا.
صحيح اننا نختلف داخل حركة فتح والخلاف والتنوع هو ظاهرة إيجابية تساعد على الوقوف عند كافة الآراء والمواقف واستثمار ذلك من اجل تحقيق نتائج إيجابية والعمل على تحقيق الاستراتيجيات العامة، لكن الخلاف لم يكن يوما ما يصل داخل الحركة الى حد الصدام المسلح والاقتتال كما تروج حركة حماس لذلك مهما كانت درجة الخلافات داخل حركة فتح.
ربما استعصت محاولات حماس في إيجاد خرق في جدار حركة فتح سياسيا وان عقودا من الزمن من حالة العداء الذي تكنه حماس للحركة لم تسعف حماس في جعل حركة فتح تتراجع عن مشروعها فاختارت محاولات الهدم من الداخل من خلال خلق الفتن داخل الحركة وتحريض بعض التيارات فيها
حماس لا تريد استقرار الساحة الفلسطينية لان الاستقرار يعتبر خسارة لها في موازين الربح والخسارة لان استقرار الساحة الفلسطينية يعني استقرارا للموقف السياسي للقيادة الفلسطينية وترسيخ لشرعيتها فلذلك ستبقى تحاول ادخال عوامل كثيرة من اجل رفع وتيرة التوتر وعدم الاستقرار.
استقرار الساحة السياسية الفلسطينية يعني فشل حماس وفشل استراتيجيتها ومشروعها حيث ان الاستقرار يعني استقرار للخريطة الحزبية الفلسطينية في موقف واحد بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
اذاً وفق هذه المعطيات وفشل حماس في اختراق جدار الموقف الفلسطيني لم يبقى امام حماس سوى اللعب على التناقضات بل خلقها داخل الساحة السياسة وداخل حركة فتح.
ان الاستقرار داخل حركة فتح يعني الاستقرار السياسي الفلسطيني لان حركة فتح تشكل العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية وللمشروع الوطني وبحكم علاقات فتح الإقليمية والدولية فان الاستقرار يكسبها مزيدا من الشرعية وان رفع حالة التوتر التي تريدها حماس يعني اغراق المنطقة في حالة من التيه.

كتب مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا