لماذا العودة إلى الخيار الأردني؟

عادت بعض وسائل الإعلام للحديث عن الخيار الأردني كحل محتمل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع أن المؤشرات على احتمال نجاح هذا الخيار تكاد تكون ضعيفة جدا لأسباب محلية وإقليمية ودولية فلم هناك جهات معنية بعودة هذا الخيار بما فيه الأردن إذ أن عوائق كثيرة تعتري هذا الطريق.لكن والاهم من ذلك فان هناك فهم خاطئ ساد الشارع السياسي في فهم طبيعة الكونفدرالية مع الأردن أو عودة الخيار الأردني. فالخيار الأردني يعني أن الأردن سوف يتزعم مساعي حل القضية الفلسطينية ويتحدث باسم الشعب الفلسطيني وهذا خيار مستبعد جدا إذ أن الأردن كان أعلن فك الارتباط مع الضفة الغربية عام 1988 ثم ان الأردن التزم ببيان الرباط الذي اعترف بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني وان العودة لهذا الخيار يضعف الموقف الفلسطيني، ثم انه لم يعد هناك على الساحة الدولية من يشجع هذا الخيار وان الخيارات تتجه فقط إلى مفاوضات ثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
لكن ربما عاد الحديث عن كونفدرالية بين فلسطين والأردن وهذا يأتي بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة.وهذا وارد حيث آن هذا الاتحاد لا ينتقص من سيادة الدول الواقعة في إطاره. فالاتحاد الكونفدرالي هو تجمع بين دولتين أو أكثر بموجب معاهدة يعترف القانون الدولي بها وليس دستور يحميها وتحتفظ الدول الأعضاء بسيادتها الداخلية والخارجية ويحتفظ رعايا الدول المنضوية تحت الاطار الكونفدرالي بجنسيتهم الخاصة.
وربما عاد هذا الطرح لواجهة الأحداث السياسية بعد انغلاق أفق عملية السلام وذلك من اجل تليين مواقف إسرائيل التي ترغب بمثل هذه الحلول فهي تدرك جيدا انه ورغم استقلالية القرار السياسي داخل دول الاتحاد الكونفدرالي الا انه يبقى هناك تأثير ولو شكلي على دول الاتحاد فإسرائيل لا تريد أن ترى دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بسيادة كاملة تحكم نفسها بنفسها إلا من خلال اتحاد فدرالي او كونفدرالي.
منظمة التحرير الفلسطينية سارعت وبعد ظهور تلك الإشاعات عن عودة الخيار الأردني إلى التأكيد مرة أخرى على إن الحل يجب ان يكون فلسطينيا بواسطة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ممثلا بمنظمة التحرير الفلسطينية.
ويلاحظ انه عندما يطرح مشروعا أو مبادرة لحل الصراع فان هناك مبادرات أخرى يتم طرحها معاكسة في الاتجاه وهذا ما حدث بالنسبة للمبادرة الفرنسية اذ انه بمجرد طرحها خرج البعض وأعاد طرح المبادرة العربية وأدى ذلك إلى تناقضات نتج عنها ضياع المبادرة الفرنسية وتهميش المبادرة العربية وهذا ما تسعى له إسرائيل دائما فربما إعلامها كان وراء عودة الخيار الأردني مع أدراك إسرائيل أن تحقيق ذلك هو نوع من الاستحالة وربما تعود أسباب ذلك في محاولة إسرائيلية لتحفيز الفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات الثنائية او أنهم سيواجهون الخيار الأردني.

بقلم: مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا