على اوروبا الانتقال من التحذيرات الى الاقوال

حذرت فيديريكا موغيرني، الممثلة العليا للامن والسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي من حدوث حرب مفتوحة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقالت ان الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر واذا لم تتحسن الاوضاع فسوف تزداد سوءا.
وافادة موغيرني هذه جاءت خلال جلسة حول التعاون بين الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي في مجلس الامن، مما يعطي اقوالها اهمية خاصة. واشارت الى الاستيطان والتصعيد حول الاماكن المقدسة بالقدس وكل الممارسات الاخرى. ولكنها بالحقيقة نسيت ان اسرائيل تخرب ما يعمره الاتحاد الاوروبي في الاراضي الفلسطينية، وكما جاء في بيان للمرصد الاورو متوسطي لحقوق الانسان، فان اسرائيل دمرت ما قيمته ٦٥ مليون يورو منذ العام ٢٠٠١، مما اثار تساؤلات كبيرة لدى دبلوماسيين اوروبيين حول جدوى الاستثمار في الاراضي الفلسطينية في ظل غياب اي بوادر حلول لاقامة دولتين في المدى المنظور.
ان هذا الكلام الاوروبي الرسمي مهم ودليل جديد على مدى تفهم العالم للممارسات الاسرائيلية وما تؤدي اليه من نزاعات وحروب وعدم استقرار في المنطقة والعالم بصورة عامة. وقد اقترحت موغيرني العودة الى “مفاوضات ذات مغزى” لايجاد حلول واعادة بناء الثقة ولو تدريجيا بين الجانبين.
لكن هذا المقترح ينقصه التنفيذ والوسائل العملية لتحويله الى واقع. لقد اقترحت فرنسا مبادرة جديدة وانعقد في باريس مؤتمر دولي موسع وتجري التحضيرات حاليا تمهيدا لمؤتمر موسع اكثر وبحضور مختلف.
لكن المشكلة التي تواجه كل هذه التحركات هي ان اسرائيل ترفض المبادرة وترفض القبول باية مبادرات او ما تسميه بالتدخل الخارجي، وتصر على مفاوضات مباشرة بدون شروط كما تدعي، وهي التي تضع كل الشروط والعراقيل. حتى المبادرة العربية تحاول مسخها الى اعتراف مسبق بها ثم الدخول في متاهة المفاوضات التي اختبرناها طيلة اكثر من عشرين عاما ولم ينتج عنها سوى ما نراه اليوم من اوضاع تنذر بحروب ونزاعات بلا نهاية.
واذا كان الاتحاد الاوروبي جاد فعلا في ايجاد مخرج فان عليه ان يحول اقواله الى افعال تجاه كل طرف يعرقل مساعي التسوية وهذا الطرف الوحيد هو اسرائيل لاننا تجاوبنا مع المبادرة الفرنسية وكل المساعي الدولية التي يتحدثون عنها والذي يعارض هو اسرائيل فقط.
لا بد من ممارسة ضغوط واتخاذ اجراءات عملية سياسية واقتصادية واية مجالات اخرى للتعاون والخروج من دائرة المقترحات النظرية لان الوقت يمر بسرعة فعلا وما هو ممكن اليوم يصبح مستحيلا غدا ..!!

بقلم : حمدي فراج

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version